قالت الإعلامية والأكاديمية الدكتورة فاتنة أمين شاكر، إن سر عودتها للمشهد الإعلامي والثقافي مؤخراً بعد انقطاع استمر قرابة عقدين، هو تحفيز الشباب عن طريق التواصل في شبكات التواصل الاجتماعية، بنقلها عديداً من الرسائل المختصرة والتغريدات المطولة، مرجعة ذلك الاهتمام لمرورها بهذه المرحلة مسبقاً، ولشعورها بمدى همة الشباب وحماستهم وقدرتهم على العطاء وحبهم للمعرفة، ولمنحهم الفرصة الكافية لمشاهدة قدراتهم على العطاء لخدمة الوطن وهم في أوج نشاطهم وهمتهم. وأكدت الدكتورة شاكر، التي تعد إحدى رائدات الإعلام والتعليم الأكاديمي في المملكة، خلال استضافتها في الصالون الثقافي الأدبي في جدة، على أهمية أن يتحلى الشباب بالتفاؤل ليكونوا قادرين على تجاوز كافة الصعوبات في الحياة، مشيرة إلى أنه «ليس هناك من حدود للمحاولة»، لافتة إلى أنها تستعد لكتابة مؤلفها الثاني. ونصحت الدكتورة فاتنة الحاضرات بعدم الانغماس في العمل والإنجاز، معتبرة ذلك نوعا من الاحتجاز داخل السجن، تكون محصلته إهمال الإنسان لذاته، فيبحث عنها متأخراً وقد لا يجدها، مؤكدة في الوقت ذاته على أهمية العناية بالفكر والتعليم والرغبة في التمسك بالحياة لتحقيق ما يمكن أن يتزود به لبعث الأمل والتفاؤل. وقد بدأت شاكر حديثها في الصالون بتمرين بدني سريع لاستعادة الحماس والنشاط بعيدا عن السيرة الذاتية والكلمات الترحيبية، لتحث الحاضرات على السير للأمام دون الرجوع للماضي والذكريات، إلا انها وقفت على بعض محطات في حياتها أسمتها «محطات كونت وجداني»، بدأتها بمحطة «برحة جدة» قرب مدرسة الفلاح، وهو المكان الذي شهد ولادتها، ثم كانت المحطة الثانية في الطائف التي وصفتها بمرتع الطفولة، حيث البساتين وسنابل القمح الخضراء، إلى جانب كثير من التفاصيل الهادئة، ولتكن من بعدها محطتها الثالثة في القاهرة، وتحديدا في جامعة القاهرة التي ربطتها بها عائلتها إلى جانب مراحل تعليمها التي مازالت تحفظها ذاكرتها بالصوت والصورة، ولتشهد من بعدها رحلة التعليم بشكل مختلف في محطتها الرابعة، التي كانت لعالم وصفته بالمختلف لينقلها من رغبة دراسة الاقتصاد السياسي في لندن إلى دراسة علم الاجتماع في أمريكا، فيما كانت المحطة الأخيرة في القارة السمراء، وتحديدا في كينيا، حيث استقرت بها خمسة أعوام، ومن ثم كانت العودة من جديد إلى أرض الوطن.