تتزاحم المواد في رأس هادي محمد، فيضع إجابة مادةٍ لمادةٍ أخرى. ويعدل أثناء المراجعة من فرط قلقه عن الإجابة الصحيحة، إلى إجابة خاطئة. فيما يشكو عبدالله صالح، وهو أيضاً يدرس في الصف الثاني الثانوي، من «استعصاء المعلومة أثناء الاختبار، وتذكرها بعد تسليم الأوراق». أما منيرة أحمد، التي تجول في أفنية كلية الآداب، وهي تراجع مادة «الأدب العباسي»، فلا تجني من تعب المذاكرة غير تقدير «مقبول»، وربما «الرسوب». ويعيش الطلاب، قبل يومين من حلول اختبارات منتصف العام الدراسي، حالاً من «القلق»، الممزوج ب «الترقب»، ويشكو كثير من الطلاب والطالبات، من «عدم القدرة على التركيز والنسيان الكثير»، ما يتسبب في نزول المعدل، وعدم التقديم بمستوى الجهد المبذول. ويقول الاختصاصي النفسي في مستشفى الصحة النفسية في الأحساء جعفر العباد، ل «الحياة»: «إن الذاكرة تُصنف إلى ثلاثة مستويات: قريبة، ومتوسطة، وبعيدة»، موضحاً أن «الذاكرة البعيدة تعتمد على كثرة الاستذكار وتكرار المعلومة، ما يتطلب من الطالب، كي يتجنب النسيان، الانتباه والتركيز أثناء المذاكرة والمراجعة المستمرة». وأكد العباد ضرورة أن «يُحضر الطالب دافعاً مُحفزاً في ذهنه، باعتباره فعلاً مساعداً على الترغيب في المذاكرة، ومنها يقوى اهتمامه في الدراسة، ويسهل عليه الحفظ والاسترجاع. وفي المقابل؛ إذا كان الطالب متهاوناً، وذهنه مشغولاً بأمور عدة؛ فذلك سبب رئيس في تشتيت الأفكار»، معتبراً القلق «المُسبب الثاني للنسيان. وهو يصاحب الطالب الذي يُهمل استذكار الدروس طيلة السنة. ويضغط على أعصابه عند قرب الاختبارات. ويعكف على مذاكرة دروسه المتراكمة، ما يرهق ذاكرته، ويشعره بالقلق والخوف من عدم القدرة على الأداء الجيد». وعد القلق «مهماً ومطلوباً، لأنه محرك للالتفات إلى المستقبل الدراسي، مُستدركاً أنه «إذا زاد عن حده؛ اُعتبر مرضياً، وسبب تشتيت التركيز والانتباه»، مضيفاً أن «القلق والتوتر هو المُسبب لاستعصاء الإجابة وقت الاختبار، واستذكارها بعد تسليم الورقة»، منوهاً إلى أن الطالب حين تكون أعصابه هادئة؛ فإنه «يستطيع التعامل مع الاختبار، حتى لو كان استعداده بسيطاً، أو متوسطاً، لأنه سيتمكن من تشغيل دماغه، والتفكير في الإجابة، واستحضارها من أقصى الذاكرة، بخلاف ما لو كان مستعداً. لكن يعاني من القلق». ونصح العباد، الطلاب للتخلص من «القلق» المُسبب الرئيس للنسيان، «تنظيم وقت المذاكرة، والاستعداد المبكر للدراسة، لزيادة الثقة في النفس، ويخفف من الضغط النفسي الشديد»، داعياً من يعاني من ضعف شديد في التركيز إلى ضرورة «معرفة السبب الحقيقي وراء هذا الضعف، واتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة تمارين الاسترخاء، وتنظيم ساعات النوم، وممارسة الرياضة، خصوصاً المشي في الهواء الطلق». وصنف اختصاصيون نفسيون، القلق من الاختبار «حالاً نفسية انفعالية، تحدث قبل الاختبارات وأثناءها. وتكون مصحوبة بأعراض جسمية ونفسية، تتمثل في التوتر، وسرعة الانفعال، والانشغال العقلي بأفكار سلبية، ما يقلل أحياناً من التركيز المطلوب للمذاكرة والاستعداد للاختبار». وأكدوا على أهمية «الاستعداد النفسي والعلمي الجيد قبل الاختبار، من خلال معرفة طرق الدراسة الجيدة ومهارات الاستذكار»، موضحين أن «الكثير من الطلاب قد يشعرون بالخوف، وتنتابهم بعض حالات القلق والتوتر النفسي قبل الاختبار، ما يسبب في كثير من الأحيان، ضغطاً نفسياً عليهم، ويعيق أداءهم». وأكدوا أنه «بالإرادة والتصميم؛ يمكن أن يتجاوز الطلاب هذا العائق، ويساعدوا أنفسهم، من أجل تحسين مستوى تحصيلهم الدراسي، وتحقيق أهدافهم». وحول آلية التخلص من العوامل والأسباب التي تسبب القلق والخوف من الاختبارات لدى الطلاب، استعرضوا خطوات عدة يمكن اتباعها لتفادي ذلك، من خلال «وضع برنامج أو مخطط للدراسة، يساعد الطلاب على تنظيم الوقت، والاستذكار الجيد، والاعتناء في الصحة، من طريق تناول وجبات طعام صحية، إضافة إلى أخذ قسط كاف من النوم، وفترات مُنتظمة للراحة أثناء الدراسة». وأضافوا أنه «يمكن التخلص من القلق والتوتر، من خلال القيام بالتمارين الرياضية، لتجديد الطاقة والنشاط، وتحفيز الذاكرة، وممارسة تمارين الاسترخاء قبل الاختبار بفترة معينة، لأنها مفيدة للحد من الارتباك والتوتر، وتجنب شرب المنبهات كمشروبات الطاقة، لأنها تحوي كمية هائلة من الكافيين، والسكر الذي يزيد من درجة التوتر». الاسترخاء قبل الاختبار بفترة معينة، لأنها مفيدة للحد من الارتباك والتوتر، وتجنب شرب المنبهات كمشروبات الطاقة، لأنها تحوي كمية هائلة من الكافيين، والسكر الذي يزيد من درجة التوتر».