تسببت حادثة اعتداء موظفي السفارة العراقية في عمّان على مواطنين أردنيين في أزمة سياسية بين البلدين، ما دفع وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، إلى الاعتذار عن تصرفات سفارته وسحب المتورطين، بينما هدد نائب أردني بإحراق السفارة التي تعرضت لمحاولات اقتحام منعتها قوات الأمن. وأبلغ وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، مجلس النواب باعتذار الحكومة العراقية عن الاعتداء على مواطنين أردنيين من قِبَل مرافقي السفير العراقي. بدورها، توافدت اليوم الثلاثاء قوى شبابية وحزبية وشعبية أردنية على مقر السفارة العراقية وهتفت بالوعيد لطاقم السفارة، فيما ألقى رجال الأمن القبض على أشخاص يحملون أسلحة نارية وبيضاء كانوا يخططون للاعتداء على السفارة التي رشقوها بالحجارة. وأعلن الوزير ناصر جودة أنه استدعى القائم بالأعمال العراقي في عمّان "ووبخته على التصرفات التي خرجت من طاقم السفارة بحق أردنيين"، حسب قوله. وشهدت جلسة مجلس النواب المسائية اليوم فوضى عارمة عندما اعتلى وزير الخارجية منصة المجلس لإعلان الاعتذار. وأعلن جودة أنه تلقى اعتذاراً رسميا من نظيره العراقي هوشار زيباري عصر اليوم، وأضاف أن الحكومة العراقية قررت بعد اجتماعها بالسفير العراقي محاسبة المعتدين على الأردنيين لذا سيتم سحبهم من الأردن ومعاقبتهم في بلدهم. واعترف وزير الخارجية بأن سفارة العراق لم تقم بإبلاغ "الخارجية" الأردنية بفعاليتها، وهو ما تم الاحتجاج عليه، وبأن مدير المركز الثقافي الملكي الأردني لم يبلغ الجهات الأمنية بالفعالية التي أقامتها سفارة بغداد. ودعت هذه المعلومات التي كشف عنها وزير الخارجية النواب للطلب من الحكومة إقالة محافظ العاصمة ومدير المركز الثقافي. وتفاعلت المواقف النيابية تحت القبة، ففي الوقت الذي طالب فيه النواب بقراءة الفاتحة على روح الرئيس العراقي صدام حسين، امتنعت الحكومة عن ذلك، فيما هدد النائب خالد الحياري بإحراق سفارة بغداد ومن فيها خلال 48 ساعة إذا لم يتم طرد السفير العراقي، جواد عباس. واتهم الحياري السفير بأنه حرض مرافقيه على ضرب وسحل المحامي الأردني ضرار الختاتنة. ورفع نواب آخرون صورة صدام حسين، وكالوا الشتائم لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وأصدرت أكبر الكتل البرلمانية بياناً استهجنت فيها ما وصفتها "وقاحة السفارة العراقية بالتعرض والاعتداء على مواطنين أردنيين"، فيما دعت لجنة الشؤون الخارجية الحكومة إلى أن تطلب من الحكومة العراقية استبدال السفير عباس بشخص آخر. سامي محاسنه | عمان