إن ديننا الإسلامي يعلمنا كيف ننشر الفضائل الرائعة، وكيف نتعامل مع أصحاب الفضل علينا، وأن أعظم معروف قُدِّم إلينا من والدينا، فيكون الوفاء بالإحسان إليهما وكذا الوفاء بالإحسان إلى أصدقائهما. ومن أحق الناس بالوفاء بعد الوالدين أهل البيت، وهي الزوجة التي تحمَّلت الأعباء وشاركت في المسيرة والبناء، فعلينا حفظ الود ورعاية حرمة الصاحب والعشير في حياته وبعد وفاته، وممن لهم كذلك حق علينا أصدقاؤنا الذين بيننا وبينهم مودة وخلة، فلا يحسن لخلاف يسير أن ينسى الصاحب فضل صاحبه ولا أياديه البيضاء، فينكر كل ما مضى من زمن الصحبة، كما أن هذا الخُلق النبيل «الوفاء» ليتعدى الإنسان إلى الحيوان. فإذا أحسنت إلى دابة فاعلم أنها تحفظ لك إحسانك خاصة الألفة. فالحيوان ليس أحسن منا حالاً، يحسن إليك ويحملك ويخدمك ثم تسيء إليه إذا استغنيت عنه. وإليك المشهد الذي رواه البيهقي في سننه عن عمران بن حصين -رضي الله عنه-: «أن قوماً أغاروا فأصابوا امرأة من الأنصار وناقة للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فكانت المرأة والناقة عندهم ثم انفلتت المرأة فركبت الناقة فأتت المدينة، فعُرِفت ناقة النبي -صلَّى الله عليه وسلم – فقالت: إني نذرت لئن نجاني الله عليها لأنحرنها، فمنعوها أن تنحرها حتى يذكروا ذلك للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فقال بئسما جزيتها إن نجاك الله عليها أن تنحريها، لا نذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم» وعلى ذلك تذكر أخي من أحسن إليك ومدَّ إليك يداً وصنع إليك معروفاً. تذكر ذلك أيها الفاضل واجعله نبراساً لحياتك ومنهجاً في مسيرتك، لذا: هل نجعل الوفاء شعار حياتنا؟ اللهم اهدنا لصالح الأخلاق والأعمال والأقوال واصرف عنا سيئها اللهم آمين.