منذ أن تأسست الأندية الأدبية عام 1975م، وكانت النواة بأندية أولها في جدة ثم الطائف، مكة، المدينة، الرياض وجيزان، وهي تؤدي دورها الذي أنشئت من أجله، إنه دور وطني وقومي، من خلال أنشطتها الثقافية، ورسالتها الأدبية، في بلورة وتكوين الوعي الثقافي، والعمل على دعم الإبداع الأدبي، والإسهام في التنمية الثقافية، ودفع مسيرة النهضة الأدبية والثقافية في الوطن، وتعد أحد مؤشرات النمو الثقافي والأدبي، بمنظور ما تقدمه من عطاء، لتحقيق أهداف المشروع النهضوي للثقافة العربية . عموما.نحن وإن اختلفنا في مسألة تقويم أداء هذه الأندية، وما لاحظه عليها النقاد الإيجابيون من سلبيات وأخطاء، لها ظروفها، ولمنتقدي أداء الأندية مبرراتهم، وملاحظاتهم الجيدة، فكانت قراءاتهم منصفة في حق الأندية العاملة، التي حققت في مسيرتها منذ تأسيسها، نجاحها بتنويع نشاطاتها الثقافية والأدبية، وسجّلت تقدمها، في تاريخها، بما تميّزت به بمبادرات وأولويات، وما حققته من إنجازات، وهي أندية معروفة عند المنصفين، قامت بدورها الثقافي والأدبي والاجتماعي، وساهمت في فتح قنوات جديدة متعددة للقراءات النقدية والمشاريع البحثية، من خلال الملتقيات والندوات المتخصصة. ويبقى بالفعل أن تقوم بدورها في فتح قنوات جديدة للنشاطات الثقافية المفتوحة، بتفعيل نشاطات المسرح والسينما والمقاهي الثقافية التي تنمي الحوار الأدبي العفوي، لما لهذه النشاطات، من تأثيراتها الاجتماعية والثقافية، وما تضيفه بإيجابية لمشاريع التنمية الثقافية الوطنية. رغم اجتهاد الإدارة السابقة للأندية الأدبية، إلا أنها أخفقت في معالجة كثير من الأخطاء التي وقعت فيها، من حيث تجاهل الأصوات التي نادت بتعديل لائحة الأندية، وعدم إهتمامها بالملاحظات والشكاوى، التي طعنت في نتائج الانتخابات الأخيرة، وأرى أن مهمة الأستاذ حسين بافقيه ليست سهلة، لكني على ثقة من قدرتها على إدارة أزمات الأندية، فهو الأدرى بشعابها ومن أهلها، العالم بخفياها وخلفياتها، ولا يحتاج لعصا سحرية ليضع الحلول المناسبة لها، وإذا كانت الغالبية من الأدباء والمثقفين، يعلنون صراحة أن مجالس إدارات الأندية الأدبية المختارة بالتعيين في السابق، أفضل من التي جاءت عبر التصويت في الانتخابات، فذلك لأنهم يدركون أن الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية، من الأفضل أن يُختار لإدارتها من هم الأجدر من أهل الأدب وخاصة المثقفين. ولإيماننا بأن الديمقراطية مسلك حضاري، الأولى بالثقافة أن تهتم به، فلتكن الانتخابات مبدأ أساسياً، لعدد من الأعضاء، ويتم تعيين بقية الأعضاء من قبل الأمانة العامة للأندية الأدبية، وهذا ما يجري عليه في اللائحة الانتخابية لمجالس إدارات الغرف التجارية. حقيقة لا يشكك الأدباء المعترضون، ولا يقللوا من قدر وأداء الذين استلموا إدارات الأندية الأدبية، ويظل اعتراضهم قائماً على الآلية واللائحة التنظيمية، ولكنهم يأملون من الأمين العام للأندية، وقد اقترب موعد الانتخابات الجديدة، تصحيح الأوضاع، وإعادة النظر في شروط الأعضاء المنتسبين للجمعيات العمومية، ودراسة المقترحات المقدمة من الأدباء والمثقفين، ولا وجه للمقارنة بين حال الأندية اليوم، وما كانت عليه في السابق من نجاحات وإقبال من الأدباء والمثقفين، رغم أنها إدارات جرى تعيين أعضائها بكفاءة ما قدموا من عطاء أدبي ونشاط ثقافي واسع.