برعاية الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، أقام منتدى ثلوثية بامحسون الثقافي بالتعاون مع ملتقى تريم الثقافي مساء أول أمس (الثلثاء) في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، وبحضور ما يقارب 500 شخصية ثقافية وإعلامية، حفلة تكريم للأديب عبدالله بن محمد بن خميس، وذلك بعد أن اختاره المنتدى شخصية العام لمكانته الأدبية بين أدباء الجزيرة العربية، وريادته في المجال الصحافي، واهتماماته الوطنية وبحوثه ومؤلفاته الكثيرة. وتحدث في الحفلة عدد من المحتفين بدءاً من صاحب المنتدى الدكتور عمر بامحسون وراعيه عبدالله باحمدان، وآخرين تناولوا حياته المبكرة وتميزه أدبياً وإعلامياً وعنه إنساناً، إضافة لعرض مقطع وثائقي مسجل مع ابن خميس عام 1397ه وعدد من المداخلات الأخرى التي تداخلت مع قصائد قبل أن يتم توزيع دروع تذكارية من المنتدى على ابن خميس وعلى عدد من الأسماء التي شاركت بفعاليات المنتدى ومحاضراته طوال العام. وقال صاحب المنتدى الدكتور عمر عبدالله بامحسون في بدء الحفلة التي أدارها رئيس النادي الأدبي بالرياض الدكتور عبدالله الوشمي: «إن المنتدى يختم نشاطه بتكريم شخصية رائدة كانت قاسماً مشتركاً للنجاح في مجالات عدة ما بين الصحافة والتعليم والإدارة والأدب». فيما وصف راعي المنتدى عبدالله باحمدان في كلمته الشيخ ابن خميس بالرجل متطور ومتعدد المواهب، وقال: «هو من الرعيل الأول في إصدار الصحف في منطقة الرياض. ولم تكن الصحافة فقط هي مجال تميزه وريادته بل برع في مجالات التربية والإدارة وختم بأن رجلاً في قامته وفي مثل طموحه جدير بالتكريم والتقدير». وعرضت المتحدثة الأولى في الحفلة هيا السمهري في ورقة مطولة عن حياة ابن خميس المبكرة مراحل منها كطفولته في الدرعية وتعليمه وقراءته في كتب التاريخ والأدب والشريعة ودراسته في دار التوحيد، قبل أن تدركه حرفة الصحافة والأدب والكتابة ونظم الشعر مروراً بأعماله الإدارية وعضويته للمجلس الأعلى للإعلام ومجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر، ورئاسته نادي الرياض الأدبي ونتاجه الكبير الذي أثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب في الأدب والشعر والنقد والتراث والرحلات، مشيرة إلى أن ابن خميس كرم على مدار حياته الحافلة بعدد من الجوائز والأوسمة. وتحدث الدكتور محمد الربيع في لقطات موجزة عن شعره وأدبه وقال: «من يقرأ شعره سيخرج بحقيقة ثابتة وهي عشقه للجزيرة العربية وتغنيه الدائم بها ومعرفته الواسعة بجغرافيتها وسكانها حتى أضحت أسماء الأماكن «عنوانات» لقصائده وعناوين لكتبه». وأضاف الربيع: «ابن خميس تجاوز ذلك لكل ما هو عربي. كما تحدث عن مشاركاته في مجامع اللغة العربية في القاهرة ودمشق معدداً لها في محاور متعددة». وقال الدكتور عبدالرحمن الشبيلي: «هو شيخ الصحافة في نجد بلا منازع مع رفيق دربه الشيخ حمد الجاسر ولا يستطيع أحد أن يفصل بين ابن خميس الناقد والشاعر والمؤرخ والصحافي، فقد استحوذ على الريادة في وصف الجزيرة العربية وحاكى رسالة الزيات بإصداره مجلة الجزيرة». وعرج الشبيلي لجانب من السيرة الإعلامية للشيخ من مشاركاته في المجلس الأعلى للإعلام لمدة 16 عاماً حتى عام 1403ه وإنشائه مطابع الفرزدق وتقديمه الإذاعي الجميل لأكثر البرامج شعبية «من القائل» واحترافه الكتابة الصحافية التي أراح فيها الباحثين من خلال كتابه «فواتح الجزيرة». وأضاف: «ضرب ابن خميس مثلاً رائعاً بإهدائه كل مكتبته «800 كتاب من أهم الكتب التي لا يوجد لها مثيل في قوائم المكتبات الوطنية إضافة لمخطوطات لكتب لم تنشر له» لمكتبة الملك فهد الوطنية». فيما وصف في مداخلات تالية الأمين السابق لدارة الملك عبدالعزيز عبدالله الحقيل ابن خميس ب«الواحة الظليلة لحماة لغة الضاد وبصاحب الأسلوب الرفيع والمميز الذي اتصل بالأدب العربي القديم وغمر به قراءه». وقالت الدكتورة عزيزة المانع في مداخلة أخيرة أنها منذ عرفته شعرت أنها أمام شخص مختلف وطالبت بتدوين كامل نتاجه وتجربته.