بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، اختتم مساء أمس الأول " منتدى ثلوثية بامحسون" موسمه الثقافي لهذا الموسم 2012/2013 بتكريم الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله العثيمين بوصفه "شخصية العام" المكرمة التي اختارها المنتدى ختاما لأنشطته الثقافية لهذا العام. وقد بدأ الحفل بكلمة ترحيبية لعمر بامحسون رحب فيها بالأمير تركي الفيصل، مستعرضا جوانب إسهامات الشخصية المكرمة الثقافية والعلمية التي أسهمت بدورها في مشهدنا الثقافي عبر عدة مجالات يأتي في مقدمتها أمانة جائزة الملك فيصل العالمية، معربا عن شكره للمساهمين في مناشط الثلوثية على امتداد خمسة وعشرين عاما من المملكة ومن العديد من أقطار العالم العربي.. مختتما كلمته بالتأكيد على أهمية تعزيز حركة الثقافة في تكاملية بين المنظومة المؤسسية حكومية ومدنية خدمة للعلماء ودعما لسيرة العلم والثقافة. أعقب ذلك كلمة للأستاذ عبدالله سالم باحمدان تناول فيها عددا من الأدوار التي قدمها العثيمين خلال مسيرته العلمية، وما أسهم به خلال مشواره مع الكلمة الثقافية والعلمية من إثراء العديد من الأفكار البحثية التي تميزت بجدة العرض وعمق المعرفة بصحبة العديد من المسؤوليات العلمية خلال مسيرته العلمية الأكاديمية، واصفا شخصية العام المكرمة في ختام المنتدى لهذا الموسم بأنها شخصية تشف عن رجل أحب العلمية بعصامية الباحث، وشغف المثقف، بروح ما تزال تحمل الكثير من الطموح وحب المعرفة والبحث والاطلاع. كما استعرض باحمدان خلال حديثه عن العثيمين جوانب مختلفة من محطات حياته الأسرية والعلمية والتعليمية الجامعية، ومناشطه العلمية وإسهاماته في مجال العمل الأكاديمي والبحث العلمي.. وصولا إلى عمله امينا عاما لجائزة الملك فيصل العالمية.. مختتما كلمته بوقفات متناغمة عن المكرم كاتبا وشاعرا ومؤرخا، تكاملت لديه رؤية أدوات الباحث ورؤية المثقف، وحرص المتتبع للمعلومة التاريخية فيما كتبه في مجال التاريخ بصفة خاصة، تميزت معها مؤلفاته بالعمق والدقة والتوثيق. وعن المحتفى به " شخصية العام" لمنتدى ثلوثية بامحسون قال الدكتور عبدالعزيز الهلابي عن المحتفى به: إن تكريم العثيمين يعد تكريما لإسهاماته العلمية، التي تأتي – أيضا - تكريما لشخصه جمعت إلى جانب صفات العالم، صفات الإنسان المتواضع والمحب لكل من عرفه، منذ معرفتي به خلال دراستنا في الخارج، الأمر الذي زاد من معرفتنا ببعض على مستوى العلاقات الشخصية من جانب، وعلى مستوى الجانب العملي الأكاديمي في جامعة الملك سعود فيما بعد من جانب آخر. وأضاف د.الهلابي ان المكرم خلال مسيرته العلمية تميز بالأداء العلمي الذي جعل منه مشاركا في وضع الخطط والمناهج بقسم التاريخ في الجامعة، إلى جانب إشرافه على الكثير من الدراسات العلمية خلال عمله الأكاديمي، الذي لم يثنه من مواصلة البحث العلمي في جوانب مختلفة من التاريخ، الأمر الذي جعل من العثيمين شخصية تكاملت فيها الجهود العلمية بين التعليم والتعلم والبحث المتواصل بجهد علمي وصفه الهلابي بالحمل الثقيل على الباحثين مع تعدد المسؤوليات وكثرة المساهمات، التي تنم عن شخصية علمية تجاوز فيها العثيمين درجة الباحث إلى مستوى العالم الذي استطاع أن يخاطب بمؤلفاته العديد من فئات طلاب العلم وخاصة فيما كتبه عن تاريخ المملكة.. مستعرضا دور د.العثيمين في مجال الكتابة التاريخية عبر ثلاثة محاور، جاء أولاها عن المؤلفات التاريخية، وثانيها فيما حققه من مؤلفات، وصولا إلى آخر المحاور فيما ترجمه المحتفى به من مؤلفات تاريخية إلى العربية. أما المتحدث الرئيسي الثاني في ندوة التكريم، فقد جاءت بعنوان "العثيمين: شاعرا وأديبا" لرئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية الدكتور محمد الهدلق، الذي استعرض علاقته بالمحتفى به إبان صدور كتاب " شعراء نجد المعاصرون" الذي جاء بمثابة محطة تلاق ثقافية بينهما من خلال ثلاثة ألقاب حملت "العثيمين" الأمر الذي جمع الهدلق بالمكرم من خلال جسور الشعر، عبر البحث عن صاحب الاسم الذي لم يسبق أن التقى به، ليظل اسما حاضرا دون أن يحدث لقاء بينهما. العثيمين خلال تكريمه شخصية العام لمنتدى بامحسون وقال د. الهدلق: التقيت بالعثيمين في عام 1971في أدنبرة صدفة خلال بدايات سفرنا للدراسة، لألتقي به صدفة على مدخل مستشفى خلال زيارته لأحد الأصدقاء، رغم أنني لم أشاهده من قبل ذلك، لكنني عرفته بالشخص الذي لا يمكن للعين أن تخطئه بابتسامة التي أشبه ما تكون بالمغناطيس.. مستعرضا العديد من المحطات الرئيسية في حياته بين الأسري تارة وبين التعليمي تارة أخرى في عرض تناغمت فيه شخصية العثيمين الإنسان والطالب والصديق والمتخصص في التاريخ والكاتب والشاعر والباحث أكاديميا ومؤلفا. ومضى د.الهدلق في حديثه عن شخصية عام منتدى بامحسون لهذا العام، من خلال تقديم العديد من قصائد العثيمين خلال عدة فترات من حياته وعبر عدد من المناسبات المحلية والأحداث العربية، التي تتبع من خلالها المتحدث الاتجاهات الشعرية لدى العثيمين التي جاء في مقدمتها الاتجاه الوطني. من جانبه قدم الدكتور عبدالرحمن الشبيلي مشاركة تحدث فيها عن المحتفى به من خلال عنوان "عبدالله العثيمين حس مرهف في هندام شيخ" استعرض فيها الجوانب الشخصية للمحتفى به بين البعد الإنساني الذي وصفه بالتواضع والمرح وحب العطاء والحميمية لكل من عرفه، واصفا البعد الثقافي للعثيمين بأنه بعد مسكون بحب الإرث والتراث والأصالة والشاعر المرهف الذي غلبت تاريخيته على ادبياته وشعره، مختتما حديثه عن شخصية العام لمنتدى بامحسون بأن الشعر سابق في حياة العثيمين التعليمية والثقافية. وفي كلمة للأديب سعد البواردي أكد فيها على ان الاحتفاء بالعثيمين، تكريما لمسيرته العلمية والبحثية في مجالات معرفية مختلفة كاتبا وشاعرا وباحثا ومؤرخا،مشيرا إلى أنه قامة علمية جسدت مسيرتها العلمية الوضوح والعمق والخصوصية والطرفة والمعرفة في ادبياته التي تدل على معين لا ينضب.. مستعرضا عدة مواقف ربطته بالعثيمين عبر صداقة تمتد لخمسة وعشرين عاما. كما شهد حفل التكريم كلمة للدكتور العثيمين قال فيها: أجد أنني غير قادر على التعبير لمن تفضلوا بتكريمي، ممثلين بمنتدى ثلوثية بامحسون، وأجد في الوقت نفسه بأنني غير قادر – أيضا – بأن أشكر من تحدثوا عني، ومن شرفني بحضور تكريمي، لأجد في نفسي نتيجة هذا العجز وعدم القدرة على أن أضيف إلى ما سمعته مما يضيف، إذ لا أجد غير كلمات الشكر والعرفان لكل من غمرني بالتكريم منتدى ومتحدثين. بعد ذلك قام عمر بامحسون وعبدالله باحمدان بتقديم درع المنتدى للمحتفى به ل" شخصية العام المكرمة" ختاما لمناشطه الثقافية، كما قدم المنتدى درعا تذكارية للأمير تركي الفيصل، ثم كرم أبرز الشخصيات المساهمة في فعاليات المنتدى لهذا العام الذين أثروا المنتدى بما قدموه من مشاركات، حيث كرم المنتدى الشيخ عادل الكلباني، وعبدالله الشايع، ونعمة أبو الصوف، وفهد بن صالح السلطان، ويوسف بن عثمان الحزيم، سعد بن سعيد باسماعيل، زين العابدين بن عبدالله برّي، ليتشن بون، بشر بن محمد بخيت،، إبراهيم بن فهد الغفيلي، أحمد بن محمد الحازمي، توفيق بن عبدالعزيز السويلم، داود بن محمد المقرن، سليمان الرحيلي، محمد الهدلق، عبدالعزيز الهلابي، عبدالرحمن الشبيلي. تركي الفيصل وإلى يمينه المحتفى به خلال الحفل المتحدثون في الندوة