ناصر عبدالعزيز الربح تؤكد لنا الأزمات والحوادث التي تقع أو تنفجر فجأة ويكون المواطن هو من تضرر منها أو الوطن تأذى بسببها وتكون مادة إعلامية دسمة لنقلها ونشرها وما يصاحبها من ردود أفعال قوية وهجمة شرسة على المسؤولين القابعين في مكاتبهم من ذوي النجوم الخمسة إن لم تكن من النجوم (الخمسة عشر)!!!.. عندها ينفر المسؤولون ويخرجون إلى مواقع الحدث متفقدين وموجهين بسرعة تشكيل اللجان لمعرفة الأسباب والمسببات مع تحديد الوقت لعرض التقرير على صاحب المعالي أو صاحب السعادة.. ثم يصرح لوسائل الإعلام من أجل امتصاص الغضب الوطني بقوله المعتاد سيحظى الموضوع بعنايتي الخاصة وسوف نحاسب المتسبب أو المتسببين ثم يقول ولي الأمر أوصانا بالاهتمام بالمواطن رعاية وعناية!!! فيا سبحان الله الرعاية والعناية لا تظهر إلا في الأزمات والكوارث ووقوع المصائب!! وعندما كان الموطن يناشد ويطالب ويكتب والصحافة تنتقد وتحذر والكتاب الوطنيون ينقدون سوء الخدمات ويحذرون من مغبة كوارث ومصائب تحدث. صاحب المعالي أو السعادة لا يلقي لها بالاً ولا يعير لها اهتماماً كونها تندرج على بند المألوف شكاوى كيدة وأخرى تحريضية. والصحافة وما يطرح ويكتب فيها لا يعدو إلا كلام جرائد وتفريغ كلام لا يقدم ولا يؤخر في نظر صاحب المعالي أو السعادة.. لكن عندما يكون هناك مؤتمر صحفي (تضليلي أو ضحكي) يمطر الإعلام كيلاً من المديح والثناء ويصفه بأنه شريك وعين له ويقصد (عين الرضا) ثم يسهب بمشاريعه ويسهم بتعديد إنجازاته (الورقية) ثم يذكر لغة الأرقام التي استحوذ عليها من وزارة المالية والكم الهائل من المشاريع التي نفذت (تعثرت) والعقود التي أبرمت (شكلاً) وهكذا يختم صاحب المعالي والسعادة المؤتمر الذي أطره بالمعجزات والمبهرات.. طبعاً هذا برتوكول جل مسؤولينا عرفناه وفهمناه. «الشرق» نشرت خبر زيارة مسؤولي وزارة الصحة برئاسة نائب الوزير على رأس وفد كبير من وزارة الصحة لمحافظة الأحساء ليقفوا على الإجراءات المتخذة في عدد من مستشفيات المحافظة جراء إصابة عدد من المصابين بفيروس (كورونا) والذي تعد المملكة الأولى عالميا المصابة بهذا المرض.. السؤال الذي يطرحه كل مواطن ما جدوى زيارة الوزير أو نوابه لمناطق أو محافظات التي وقعت فيها الكوارث؟؟ هل هو لتلميع ذواتهم أمام ولاة الأمر بأننا موجودون في مواقع الحدث؟ أم لامتصاص الغضب الشعبي تجاه الإهمال والتراخى؟ أم للضحك علينا بأنهم يشاطروننا مصائبنا ويدغدغوننا بكلامهم ووعودهم وهداياهم؟ طبعا فيه جدوى نسيت ذكرها وهو حصول مسؤولي الوزارة على انتدابات جراء زياراتهم لمواقع الحدث..وزارة الصحة لديها إدارة اسمها الإدارة العامة للطب الوقائي. لكنها إدارة شكلية لم يكن للوقاية أثر أو ثأثير مع تنامي كوارثها ومصائبها التي نصبح ونمسي عليها.. في حائل لنا تجارب مريرة مع وزارة الصحة وستظل ما دامت أقوالهم أكثر من أفعالهم ووعودهم تختفي مع تحليقهم في السماء.. حائل التي تضررت كثيراً من سوء الوضع الصحي وما زالت، كون آخر مستشفى افتتح عام 1401 هو مستشفى الملك خالد طيب الله ثراه أما المستشفيات الهيكلية فما زال فيروس (كورونا) عفواً فيروس (التعثر) ضاربا في مفاصل الهياكل الخراسانية مع تعاقب الوزراء الذي يعد مزارا لهم عندما يحلون ضيوفا ينعمون بالكرم الحائلي!!! في حائل وقعت أزمات وكوارث وكالمعتاد زيارات خاطفة وأخرى للمتابعة والتحقيق والنتيجة (تمام وكل شيء على ما يرام) ولعل آخرها القضية التي فجرها مدير مستشفى حائل القديم الذي له من اسمه نصيب وهو أقدم مبنى في المملكة وتناولها الإعلام والمنتديات وجاءت (جيوش الوزارة) وخاضت المعركة ثم عادت، كنا ننتظر تطيير مدير الشؤون الصحية في حائل الذي هو جزء من المشكلة ولكن كالمعتاد الرأس الكبير يحظى بالحصانة والرعاية والدفاع عنه.. وبالتالي لم نجن شيئا من زيارات الكوارث أو زيارات وضع حجر«التعثر» عفوا حجر التأسيس الذي تنهش فيه سوسة التعطيل والتأخير كحال المستشفى التخصصي القابع بهيكله منذ تسع سنوات!! ولم يكن أمام أبناء حائل إلا التوافد على مستشفيات الرياض إن كان لنا علاقات ومعارف أو التقاطر على الأردن إن كانت جيوبنا تسمح بذلك وجزى الله وزارة النقل التي شقت لنا طريق حائل الجوف السريع الذي سهل لنا السفر إلى الأردن.. هذه هي وزارة الصحة!! وهذا ديدنها وهذه خططها.. كوارث ومصائب وأخطاء وتجاوزات ومخالفات.. والمواطن طبعا هو السبب في عرف الصحة!!