حمّل العلامة الشيخ عبدالملك السعدي الحكومة العراقية مسؤولية استهداف دور العبادة والمُصلِّين فيها «نتيجة عجزها عن توفير أمنها»، فيما اتهمت القائمة العراقية، تورط عصائب أهل الحق وميليشيات «شيعية» بالهجمات التي استهدفت مساجد ومقاهي في العاصمة بغداد، وأعربت عن استغرابها من التصريحات و»التهديدات المستهجنة والوعيد» للمتظاهرين المسالمين التي تطلقها تلك الميليشيات، وحمّلت القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي المسؤولية الكاملة في حماية أرواح المواطنين من الميليشيات «غير النظامية والمدعومة من أجهزة مخابرات دول الجوار». وقال الشيخ عبدالملك السعدي في بيان له أمس «إن من أعظم المصائب التي حلت بالعراقيين هي استهداف دور العبادة والمُصلِّين فيها بالمتفجرات التي تؤدي إلى إزهاق أرواح الناس وإضرار أجسامهم بالجروح والكسور واستهداف أئمتها والعاملين فيها وإرهاب المصلين، ما أدى إلى انخفاض نسبة رُوَّادها»، موضحاً «لذا نُدين هذا العدوان وهذا العمل الخسيس الذي لا يَنُمُّ إلاَّ عن جُبن وخروج عن الإيمان، ونُحمِّل الحكومة مسؤولية ذلك نتيجة عجزها عن حفظ أمنها». وخاطب السعدي العراقيين بالقول «الكارثة هي المصائب التي يوقعها عليكم السياسيِّون من قتل واغتيالات ومُداهمات واعتقالات وهتك وتعذيب وكيل بمكيالين وتفرقة طائفية لا نظير لها وفُقدان للأمن والاستقرار والمكايد من السياسيِّين من بعضهم للبعض الآخر، وفقدان أدنى مُقوِّمات الحياة من خدمات وغيرها، وذلك لانشغالهم بالمُنازعات السياسيَّة». وكان زعيم حركة أهل الحق (عصائب أهل الحق) الشيخ قيس الخزعلي قد هدد خلال احتفالية الحركة بالذكرى العاشرة لتأسيسها، في الرابع من مايو الجاري، المعتصمين في المحافظات التي تشهد مظاهرات إلى «عدم إفساد» تظاهراتهم بالخطاب «الطائفي» وطرد رجال الدين «السفهاء» وكل مَنْ ينادي بالأقاليم وقتل أفراد الجيش، ووصف ما وصلت إليه المظاهرات بأنه «تخبط عشوائي»، متوعداً السياسيين وأصحاب الأجندات الخارجية والإقليمية والدول التي تدعمهم بالقول «كفاكم محاولات للعزف على الوتر الطائفي المقيت وكفى دعوات لتقسيم العراق»، مبيناً أن «لم تكفوا فسنصل إليكم ولن تمنعنا حصونكم ولا سياراتكم المصفحة من الوصول إليكم والكلام واضح». وفي هذا الإطار، طالبت القائمة العراقية الحكومة بتوفير الحماية اللازمة للمساجد التي أصبحت عرضة للاستهداف من قبل بعض الميليشيات المسلحة، وقال النائب عن العراقية وليد المحمدي في مؤتمر صحفي أمس «إن استهداف المساجد ومرتاديها من العلماء والمصلين من قبل الميليشيات، التي تصول وتجول أمام القوات الأمنية، أمر مرفوض». من جانبه، أكد النائب أحمد المساري أن «المساجد باتت مستهدفة بشكل منظم من قبل ميليشيات، عبر التفجيرات بالعبوات الناسفة التي تستهدف المصلين والعلماء»، داعياً إلى وضع نهاية لهذه التجاوزات والاعتداءات. وعبر المساري عن استغرابه من «ظهور أحد قادة الميليشيات المسلحة على شاشات القنوات الفضائية، مهدداً أبناء الشعب دون أن تكون هناك مساءلة له»، على حد قوله. يذكر أن عدداً من الهجمات المسلحة استهدفت مؤخراً مساجد في بغداد والمحافظات، كان آخرها مسجداً في حي المنصور في بغداد أدى إلى مقتل ستة من المصلين وإصابة 13 آخرين بجروح. وكان النائب حيدر الملا عضو ائتلاف العراقية قد أبدى استغرابه من صمت رئيس الحكومة نوري المالكي ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي تجاه تهديدات زعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي بتصفية نواب وسياسيين، مهدداً عصائب أهل الحق بأنه «لن يكون لكم وجود في العراق» وسنفتخر إذا قدمنا دماءنا لمواجهة الميليشيات، وقال الملا في مؤتمر صحفي عقده بمبنى مجلس النواب «لا أعلم أين هيبة الدولة عندما يخرج قائد ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي من على ساحة عامة وبحضور وزراء ونواب ويهدد وزراء ونواب آخرين داخل العملية السياسية، ويقسم بالله أنهم لن يسلموا ويقول جهاراً نهاراً سنطالكم حتى أن كنتم داخل المنطقة الخضراء وحتى وأن كنتم في سيارات مصفحة أو في جوامع أو فنادق».