أكد الشاعر المصري أحمد الشهاوي، أنه سبق له أن زار المملكة في هذا العام مرتين، الأولى في مهرجان الجنادرية قبل شهر، والثانية من خلال دعوة «أحفاد قس بن ساعدة»، وقال إن علاقته بالمشهد الثقافي السعودي قديمة بحكم العلاقة التي ربطته بكثير من الشعراء الذين يلتقيهم في المهرجانات العربية والدولية. وتطرق الشهاوي، إلى شخصية عبديغوث الحارثي، معتبراً أنه «من الشخصيات الشهيرة، والمجهولة، والمعروفة، وغير المقروءة، بمعنى أن الشعراء والنقّاد المتخصصين في هذا المجال يجهلون كثيرا عن شخصيته، متسائلاً لماذا لا يوجد هناك كتاب عن هذا الشاعر والفارس النادر. فهو منتج يجب أن نسوّقه في البلدان العربية، ونجمع آثاره وأمجادة وأشعارة لنرسلها لكل باحثٍ عن الإرث المجهول». وأشار الشهاوي، إلى أن زيارته موقع الأخدود الأثري حرّك في وجدانه عشق الكتابة، وفتح في مخيلته آفاقا واسعة ليكتب نصا مفتوحا لا نهاية لحبره، باحثا عن الواقع والتاريخ والحلم ورؤية المعيشة، «فرغم قصر الفترة الزمنية التي سأعيشها في نجران التاريخ، إلا أنني أراها ثمرة أينعت، وسأجني كل لحظة ودقيقة أعيشها في نجران». ورأى الشهاوي «أن الفترة الزمنية للمهرجان قصيرة، متمنياً أن تكون أطول في المهرجانات المقبلة، تستمر أسبوعين أو 10 أيام، ليعرض الشعراء والنقّاد إبداعاتهم الثقافية، ولو جزءا منها، ويتبادلوا التجارب كي تتسع المساحة لاستيعاب الأسماء المخضرمة». وأكداً أنهُ يعول على الأحاديث الجانبية التي تتم على هامش المهرجانات وليس على المتن فمن خلالها يتم تبادل الآراء ووجهات النظر في الثقافة والأدب والمقاهي المفتوحة. ياسين عدنان: فكرة ذكية وقال الشاعر المغربي ياسين عدنان «إن فكرة المهرجان ذكية، وبادرة يُحتذى بها فقس بن ساعدة، درسناه في المدارس مِن الخليح إلى المحيط، وهو أشهر الأعلام دون جدال، ونعرف انتماءه من الفضاء، ولكننا لم نكن نعرف أنه من أسقف نجران، ولم نكتشف أدق التفاصيل سوى في النسخة الأولى من المهرجان، رغم أنه مِن الإشعاعات المضيئة في سماء الثقافة والأدب، ليأتي المهرجان الحالي بشخصية رائعة الجمال، ألا وهو الفارس والشاعر عبديغوث الحارثي، ويستحضر معه الشمولية التي غلّفت سماء المهرجان من حيث المسرح والشعر والنثر والسينما ومعرض الكتاب والندوات الثقافية والمعارض الفوتوجرافية». وأضاف عدنان أن فكرة المهرجان ستأتي بثمارها بالنسبة للمثقف والأديب النجراني مِن خلال الاحتكاك بالأدباء والمثقفين العرب، أصحاب الخبرة العريضة في مجالات الأدب الواسعة، مبدياً إعجابه بشعر «عبديغوث» خاصةً أن قصيدته يتيمة وهي دائماً تنفذ إلى الروح دون استئذان، ورغم أن أصحاب المعلقات السبع حجبوا شمسه بقصائدهم العديدة، إلا أنه يُرسل قصائده بصدقٍ واضح، تغلفه المرارة والصراخ الداخلي غير الطبيعي، لأن كاتبها لم يكتبها بالذهن ولا بالفكر ولا بالخبرة العريضة، بل كتبها بالألم والدم، وهي رائعة من الروائع وشيخ من شيوخ العرب، «وكما أسعدني وجودي في بلاد قس، أسعدني كثيراً أن أكون ضيفاً في مضارب عبديغوث، وهو ما جعلني أُلقي التحية عليه قبل إلقاء قصائدي». المقري: مهرجان يستضيء به الأدباء وقال الشاعر اليمني علي المقرْي «إن المهرجان خطوة مهمة في تاريخ الثقافة العربية بما يحويه من حجم الشخصية، وأهمية المكان في سطور التاريخ، وقد ظهر بجوانب مختلفة ثقافية وأدبية، ورسمت له الشخصيات الحاضرة من البلدان العربية خارطة متميزة الجوانب، متقاربة الأفئدة، انطلاقا من منبر قس بن ساعدة ومن بلاد الأخدود ذات التاريخ الضارب في القِدم قبل الإسلام وبعده، ما أدى إلى نجاح المهرجان الثقافي، وجعله منارة للأدباء.