وصف علماء ورجال دين بأن فقدان الشيخ صالح الحصين يعتبر خسارة للأمة الإسلامية حيث قال الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد « لقد فقدت هيئة كبار العلماء بوفاة الشيخ الحصين رجلاً من رجالات العلم والفكر، وكان له إسهام بارز في خدمة دينه وأمته ووطنه، سائلاً الله تعالى أن يغفر له ويسكنه فسيح جناته. وقال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس «لقد فقدت الأمة الإسلامية بوفاة الشيخ الجليل عالماً من علمائها الذين اشتهروا بالتواضع ولين الجانب وحسن الخُلق، مع إخلاص في عمله ووفاء نادر لزملائه وأصدقائه وحسن نصح وتوجيه وذكاء في الإصلاح والإرشاد». وأضاف يقول «إن المتأمل في سيرة الحصين يدرك عصاميته وهمته العالية، فقد كان من أوائل من نال الشهادة الجامعية ثم الماجستير في الدراسات القانونية وعمل بعدها مستشاراً قانونياً في وزارة المالية ثم رئيساً لهيئة التأديب وشارك في عضوية المجالس العليا للجامعات كما عُيِّن وزير دولة وعضو مجلس الوزراء وكان أحد الأعضاء الذين درسوا نظام الحكم والشورى والمناطق وكُلِّف برئاسة شعبة الخبراء في مجلس الوزراء وأسهم في تأسيس صندوق التنمية العقاري لنظرته الاقتصادية الصائبة، كما عُيِّن رئيسًا عامًّا لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لمدة إحدى عشرة سنة، وأُسْنِدَ إليه رئاسة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، كما أنه رائد من روَّاد العمل الخيري، فكان رئيساً وعضواً في عدد ليس بالقليل من المؤسسات الخيرية، كما نال جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام في دورتها التاسعة والعشرين وعُيِّن عضوًا في هيئة كبار العلماء بالمملكة. وقال شيخ مؤذني الحرم نايف فيدة ل«الشرق» يُعد الشيخ صالح -رحمه الله- فقيداً للأمة الإسلامية جميعها، مضيفاً صعقت عند سماعي للخبر ولكن هذا أمر الله، ولا بد أن تقبله ونسأل الله له العفو والغفران. وقال فيدة كان الشيخ من أبرز الفقهاء والزُهَّاد في نفس الوقت في العالم الإسلامي، وكان -رحمه الله- متواضعاً بشكل كبير، ما جعل له محبة ومكانة خاصة عند جميع من يعمل في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، وكانت إدارته وتنظيمه للعمل من أفضل ما رأيت، حيث كان يراعي جميع العاملين تحت إدارته بشكل كبير. وحول حياة الشيخ الخاصة قال فيدة لم أكن معايشاً لها، ولكن من خلال جيرانه وكيفية تعامله معهم جميعهم أكدوا ندرة وجود شخص في كيفية التعامل مع من حوله بزهد وتواضع وأخلاق عالية، حيث كان برتبة وزير، ومع ذلك يتعامل مع الجميع بسواسية ودون حواجز تذكر. وقال فيدة عرف الشيخ صالح بصده لكل من يحاول تقبيل رأسه، وكنت في بدايتي تعرفي عليه أستغرب من ذلك، ولكن بعد مشاهدتي للصورة الطريفة التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي للشيخ صالح وهو يصد الشيخ عبد الله المطلق عن تقبيل رأسه وكأنهما يتعاركان، علمت أن ذلك من شدة تواضعه رحمه الله-، وكان يقول عندما يرى المؤذنين أنتم كواكب ونجوم . وقال مؤذن الحرم المكي الشريف الشيخ علي ملا نسأل الله العلي العظيم أن يتغمده بواسع رحمته، لإنه كان رجلاً خيراً ولطيفاً في مقابلته لنا جميعاً نحن المؤذنين، فقد قدَّم لخدمة الحرم كل ماستطاع تقديمه من جهد. وحول تعامل الشيخ مع العاملين في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين بيّن ملا أن الشيخ كان يعامل العاملين بكل احترام وتواضع، وكان يقول لي إن والدته كانت تقول له أتمنى أن تكون مؤذناً في الحرم، وكنت أقول له تعال عندنا لنضيف اسمك في جدول المؤذنين، وكان يكرر علينا مقولة أنتم أطول الناس أعناقاً يوم القيامة، وكان حينما يقابلني وأنا خارج من الحرم يمسك بيدي إلى أن نصل آخر أجياد، ليقوم بتوجيهي وإرشادي، مضيفاً أن الشيخ -رحمه الله- قام بمساعدتهم وتحسين أوضاع جميع العاملين في الرئاسة العامة .