أكد عدد من المشايخ الذين عملوا مع الشيخ محمد بن عبدالله السبيل، أنه كان رجلا فريدا من نوعه، فهو محبوب من الجميع، وصاحب خلق جم، متواضع رغم مكانته العلمية إلا أنه يتصف بالتواضع والمساعدة لكل من يطرق بابه. فقد قال الشيخ عبدالعزيز بن حنش الزهراني رئيس كتابة عدل سابق ورئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج في مكةالمكرمة حاليا عن بعض جوانب شخصية الشيخ السبيل بقوله كان الشيخ السبيل جاري في السكن منذ 11 عاما كما أنني عملت معه في الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج حوالى 15 عاما عندما كان رحمه الله رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمساعدة الشباب على الزواج فكان رحمه الله صاحب منهج فريد من نوعه فهو صاحب عبادة، ولا يتكلم في أحد حيث إنه لا يذكر الآخرين إلا بالخير، بعيدا عن الغيبة والنميمة فقد ربى أبناءه على هذا النهج فهو محب للعلم مشجع على طلبه، ومن المواقف التي لا زلت أذكرها أنه زوج إحدى بناته ولم أعلم إلا بعد صلاة العشاء في تلك الليلة وهو يدعوني لتناول طعام العشاء حيث إنه يسعى للتيسير رغم أنه لا ينقصه مال ولا جاه ويستطيع أن يقيم أكبر المناسبات والأفراح ولكن هذا منهج الشيخ، تحقيقا للمنهج النبوي في تيسير الزواج والسعي لإعلانه بعيدا عن التكاليف العالية التي نراها اليوم. الشيخ رويبح رابح السلمي مستشار الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي حاليا ورئيس هئية المسجد الحرام السابق كشف عن جوانب عدة مهمة في شخصية الشيخ محمد السبيل حيث قال: كنت قريبا من الشيخ محمد السبيل إبان عمله معنا في الرئاسة حيث عملت معه قرابة 25 عاما، كنت رئيسا لهيئة المسجد الحرام فالشيخ السبيل كان يتميز بحسن الخلق فهو محبوب من الجميع ولا تجد أحدا يكرهه بتاتا فرغم مشاغله الكثيرة في رئاسة شؤون الحرمين إلا أنه كان محافظا على إلقاء دروسه في المسجد الحرام ومشاركا في المحاضرات، كان يوصينا في العمل باللين والصبر واحتساب الأجر والمثوبة من الله في أعمالنا على الرغم من مشاق العمل إلا أنني لا أذكر أنه تكلم على أحد فكان يعالج الأمور بكل حكمة وبابه مفتوح للجميع، الصغير والكبير ومما أذكره أنه كان يحثنا بعدم المشقة على العاملين دون تفريط في العمل فكسب محبة الجميع. شيخ مؤذني المسجد الحرام السابق الشيخ علي ملا قال: زاملت الشيخ محمد السبيل أكثر من 40 عاما في المسجد الحرام كما أنه جاري في السكن فقد كان يرحمه الله قمة في التواضع لطيف المعشر محبوبا من الجميع يحترمنا ويقدرنا ولم نر منه طيلة عملنا معه إلا كل تقدير واحترام كما أنه كان حريصا على تلبية جميع طلباتنا ومن المواقف التي لاأنساها أنه قبل حوالى 7 سنوات طلب مني مرافقته في زيارة شيخ المؤذنين السابق عمي الشيخ عبدالملك ملا عندما كان مريضا بالشلل فرافقته فلما رآه ورأى ما به من المرض جلس يبكي مثل الطفل فأبكانا جميعا رحم الله الشيخ محمد السبيل وأسكنه فسيح جناته. يذكر أن الشيخ محمد السبيل ولد بمدينة البكيرية عام 1345ه بمنطقة القصيم، وبدأ تعليمه في الكتاتيب، وحفظ القرآن على يد والده وعلى يد الشيخ عبدالرحمن الكريديس رحمهما الله وأخذ إجازة في القرآن الكريم وتجويده من الشيخ سعدي ياسين، وكان عمره 14 سنة. بدأ في طلب العلم منذ الصغر، فأخذ عن الشيخ محمد المقبل، كما أخذ عن أخيه الشيخ عبدالعزيز السبيل، وكذلك أخذ عن الشيخ عبدالله بن حميد رحمه الله . ثم تأهل للتدريس، فدرس في المساجد والمدارس، جميع الفنون وقد درس في المعهد العلمي في بريدة عام 1373ه. وفي عام 1385ه صدر الأمر بتعيينه إماما وخطيبا في المسجد الحرام، ورئيسا للإشراف الديني في الحرم المكي، وفي عام 1411ه صدر الأمر السامي بتعيينه رئيسا للرئاسة العامة لشؤون الحرمين. وهو عضو في هيئة كبار العلماء بالمملكة، وعضو في المجمع الفقهي، وأحد العلماء المفتين في برنامج نور على الدرب في الإذاعة السعودية. درس على يديه الكثير من طلاب العلم والعلماء، من أبرزهم فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان. من مؤلفاته ديوان خطب من منبر المسجد الحرام، ورسالة في بيان حق الراعي والرعية، ورسالة في حكم الاستعانة بغير المسلمين في الجهاد، ورسالة في حكم التجنس بجنسية دولة غير إسلامية، ورسالة في الرد على القاديانية.