أكد المخرج والممثل السوري سيف الدين سبيعي، أن الدراما السورية تأثّرت بالأحداث المؤسفة التي تشهدها بلاده، إلا أنها مستمرة رغم كل الظروف، مستدلا على ذلك بتصوير أكثر من 15 عملاً في سوريا وخارجها حالياً، إيماناً بأن هذا المنتَج مهم جداً ولا يجوز التخلي عنه بل المحافظة عليه. وقال سبيعي ل «الشرق»: منتج الدراما كان منذ التسعينيات جواز المرور الحقيقي والمروّج الأساسي لشكل الحياة والمجتمع في سوريا، كما أنه لفت نظر الدولة نفسها من حيث إن ما يقدّمه للبلد أهم مما تقدمه الخارجية السورية. ولدى سؤاله عن رأيه بالأعمال الدرامية التركية وهجمة المسلسلات المدبلجة باللهجة السورية، قال: «هذا هو الخطأ الكبير الذي ارتكبه مَن قام بدبلجة هذه الأعمال باللهجة السورية. هذه الدبلجة لو تمت بالفصحى أو بأي لهجة أخرى لما كانت حققت هذا النجاح. ورطة تورطناها وبدأنا ندفع ثمنها، إذ بدأت تأخذ مكان الدراما السورية في المحطات، وهذا خطأ استراتيجي كبير تم ارتكابه». وأضاف أن موضوع استبدال المنتج الفكري السوري بالمنتج «الفارغ» للدراما التركية أمر خطير جداً، يؤدي إلى تسطيح العقل العربي، لافتا إلى أن الدراما السورية تطرح وتعالج قضايا ومشكلات اجتماعية وسياسية مهمة، لكن «المحطات العربية ما بدها وجعة راس». ويتنقل سبيعي، حالياً بين بيروت وسوريا ودبي، راهنا إقامته في المستقبل، بالمكان الذي سيكون فيه مشروعه المقبل. ونفذ مؤخراً عدداً من الأعمال اللبنانية مثل «ديو الغرام»، «المراهقون»، و»حلوة وكذابة»، رغم أنه تعرّض للانتقاد هناك جراء رأي سابق له في الدراما اللبنانية. وعن ذلك قال: «مشكلة الدراما اللبنانية هي أنها لا تغوص في عمق الوجع اللبناني، ويعود ذلك إلى أن المحطات والقيّمين على هذه الصناعة لا يريدون تعقيد المواضيع التي يطرحونها، فيقدمون ما هو سطحي وخفيف، رغم أنها تمتلك كتّاباً ومخرجين وممثلين مميزين». وأشار إلى أن عامل الاحترافية والجدية، الذي يُلمس في تصوير أي كليب أو إعلان لبناني، غائب تماماً عن تصوير أي عمل درامي، بسبب ضعف الإنتاج المدفوع للحلقة الواحدة، وضعف التسويق، وسلطة المنتج.