"دبلج يدبلج دبلجة" اصبحت ديباجة الكثير من الفضائيات لتقديم مسلسلات مدبلجة، كثير من شركات الانتاج توجهت مؤخرا لشراء اعمال درامية من تركيا وإيران بهدف الربح السريع من خلال دبلجة هذه الاعمال، التي اصبحت موجودة بشكل مستمر على شاشات القنوات الخليجية والعربية، وبغض النظر عن ماتحتوية هذه الاعمال المدبلجة من مواضيع او قيم اجتماعية وربما فيها الكثير مما يخالف واقعنا وقيمنا العربية وتتناول مواضيع مجتمع تختلف فيه النظرة تجاه القضايا الاجتماعية والدينية لاختلاف البيئة التي تنتج منها هذه الدراما. المخيب للظن والطموح هو حرص الفضائيات على هذه الاعمال وتخصيص اوقات بث طويلة لمثل هذه الاعمال المدبلجة وكل ذلك يأتي على حساب قيم اكبر يطمح لها المجتمع العربي ووزراء الإعلام العرب الذين مازالوا يتمنون ان تتوفر على الفضائيات مسلسلات عربية من دول لم تقدم منها دراما سابقا إما بسبب اللهجة او بسبب ضعف الانتاج فيها، حيث من المستغرب عدم استثمار الدبلجة لاعمال عربية تكون مفهومة لشعوب المنطقة خاصة لو كانت هذه الدبلجة باللغة العربية الفصحى، وهي اللغة الأم التي تجمع كل العرب والمفهومة سلفاً من الجميع، الواقع الحالي جعل انتشار الدراما العربية من المغرب وتونس والجزائر وليبيا معزول بشكل كبير بكل أسف عن مواطني الدول العربية الاخرى حيث اصبحت هذه الدراما محصورة على شعب تلك الدولة المستوعب شعبها للهجة واصبحنا في منطقة الخليج لانعرف الكثير عن تلك الدراما التلفزيونية التي تصنع هناك، وهنا لابد من طرح تساؤل هل نجوم الدراما التركية اهم من نجوم الدراما المغربية أو هل نجوم الدراما الايرانية افضل من نجوم الدراما التونسية أو الجزائرية، اصبحنا بكل اسف نشاهد من يسمي ابناءه على اسماء نجوم هذه المسلسلات مثل مهند ونور بل ان الاسماء الهندية ايضا اصبحت تطل حاليا علينا، هل لهذه الدرجة الثقافة والانتاج العربي الدرامي غير مفيد او غير جيد لكي تتخلى الفضائيات عن قيم المجتمع العربي وتتقاعس عن دعم الدراما العربية لتسوق لنا الدراما المستوردة من دول لاتربطنا بهم روابط على صعيد اللغة، بل ان المؤسف الاكبر هو ان يكون تسويق الدراما المستودرة حتى على حساب لغتنا العربية التي اصبحنا نسمعها بشكل نادر في اعمال مدبلجة باللغة العربية الفصحى، حيث اصبح التوجه الحالي نحو الدبلجة بلهجات عربية وخليجية وهذه ام المصائب على وزن ام الكبائر، حيث" زاد الطين بلة) وبلغ حد الوقاحة الفضائية والتسويق الفج لثقافة مجتمعات أخرى على حساب المجتمع العربي الذي اصبحت ثقافته هشة وقابلة لايستيعاب أي عمل درامي يرمى امامه وبدل ان نجد صور نجوم الهند وايران وتركيا على قمصان وجدران غرف الأبناء في الوطن العربي، فلماذا لايكون هناك مشروع لدبلجة الاعمال العربية التي لم تصل للعالم العربي نتيجة أي مسببات لكي نعمق العلاقة البصرية والعاطفية والاجتماعية بين دول المنطقة العربية. هنا لابد من طرح مباردة عربية من قبل وزراء الثقافة والاعلام العرب نحو تفعيل الشراكة العربية لدعم الدراما العربية وتفعيل دور اتحاد اذاعة الدول العربية ليكون تبادل الدراما العربية بين المحطات الاعضاء في الاتحاد لتتعرف هذه الشعوب على بعضها.