عبدالله حسن أبوهاشم في وطني نوعية من المواطنين، يسافرون ويتنقلون من دولة إلى أخرى، ويسكنون أفخم الفنادق، ويَنعمون بألذ وأطيب الأكل والشراب، وأولادهم وربما أحفادهم، يدرسون في أرقى الجامعات الأوروبية والأمريكية، وإذا مرض أحدهم، أو أحد من أفراد أسرهم، يعالج في أرقى المستشفيات، سواء في داخل المملكة أو خارجها، كل هذا على حساب الدولة، وفي النهاية، وعلى الرغم من كل ذلك، «ما في شيء في البلد عاجبهم»، فتجدهم متشائمين متذمرين يرتادون (النظارة) السوداء، ولا يرون من الوطن، إلا اللون الأسود، ويتعمَّدون إظهار الجوانب السلبية والسيئة، ويغفلون أو ويتجاهلون بقصد أو من غير قصد الله أعلم الأشياء الجميلة والإيجابية، والجوانب المضيئة والمشرِّفة في وطننا. هذا في اعتقادي يدخل في باب نكران الجميل والمعروف. في مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة في الموقع الشهير(تويتر) تشم في كتابات البعض أو في تغريداتهم، روائح كريهة وخبيثة، تحتوي على كم هائل، من العناصر الخطيرة والمدمرة للمجتمع، على شاكلة: زرع الشحناء والبغضاء في النفوس والتحريض والتأليب …إلى غير ذلك ، والمصيبة أنهم يدَّعون ويتفاخرون ، بأنهم دعاة نصح وإصلاح، و يشعرونك بأنهم يخافون على الوطن أكثر من غيرهم، ويوهمون الناس بأنهم أشد الناس حرصاً على الإصلاح، وأكثر المطالبين به. يا سادة، كلنا والله نُحب وطننا ونخاف عليه أشد الخوف، ونحرص عليه أشد الحرص، ونتمنى له الإصلاح والخير، يعني لا داعي لهذه المزايدات على حُب الوطن التي أصبحت مكشوفة، ولم تعد تنطلي أو(تمشي) علينا، فعقولنا أكبر من ذلك، وعلى رأي عبد المنعم مدبولي -رحمه الله- في مسرحية ريا وسكينة (كل شيك انكشف وبان). وإذا كان هدف هؤلاء، كما يدعون ويقولون، النصيحة والإصلاح، فبئست النصيحة، وبئس الإصلاح ، اللذان يكونا ثمنهما على حساب المساس بأمن ووحدة واستقرار الوطن، والتعرض لقيادته، نحن جميعاً نطالب بالإصطلاح، ونتمنى لأولادنا وبناتنا مستقبلا أحسن وأفضل، وكلنا يتمنى أن يُقضى على الفساد والفقر والبطالة والمحسوبية، وتوفير السكن والعيش الكريم لجميع المواطنين، إلى غير ذلك من المطالب المشروعة التي نسعى إلى تحقيقها. ولكن ليست بطريقة المحرضين، ولابطرق ملتوية تظهر خلاف ما تبطن، وليست عن طريق اللعب بمشاعر وعوطف البسطاء من الناس، والضرب على هذا وتر (الإصلاح) واستغلاله بصورة سيئة، لتحقيق مآرب أخرى، ومنافع شخصية. وإنما بالطرق الصحيحة الواضحة، وبنيَّات سليمة، تحفظ لهذا الكيان وحدته واستقراره وأمنه. الناس الآن تشكل لديها من الوعي، وأصبح لديها من المعرفة، ما يجعلها تعرف وتدرك ما لها وما عليها من حقوق وواجبات، من غير أن يأتي من يحاول أن يعطيها دروساً في هذا الجانب. حقيقة لا أعلم في أي فلك يدور هؤلاء المحرضون ؟ ومَنْ المستفيد من هذا التحريض؟ وماذا يريدون تحديداً؟ لذلك أقول أيها المحرضون غردوا بعيداً عنا. واتقوا الله في هذا الوطن. اللهم احفظ بلادنا وقيادتها وشعبها من كل مكروه ، وجنِّبها كيد الكائدين وحقد الحاقدين.