أكثر ما يضايق المرأة الحامل سؤال الأخريات “ما ولدتي”! وأكثر ما يضايق الرجل الذي يبني منزلاً سؤال الآخرين “ما خلص عمارك”! وأكثر ما يضايق الطالب في الجامعة سؤال مثل “ما تخرجت”! وأكثر ما يضايق الخريج سؤال من طرف المجلس “ما توظفت”! وأكثر ما يضايق من يهم بالسفر للدراسة أو العمل سؤال الآخرين “ما بعد رحت”! إذا أنا أمامك كيف أكون رحت! كما أن المرأة الحامل كيف تلد وبطنها المنتفخ أمامها والناس تصرعلى السؤال “ما ولدتي”؟! في مجتمعاتنا تعوَّد الناس على السؤال بشكل تلقائي، حتى لو كان موضوع تخرجك أو بنيانك لا يهمهم كثيراً، ولكنهم لا بد أن يثيروا كثيراً من الأسئلة حتى يخلقوا جواً للحديث لقتل الملل أو للرغي ونحن عشاق الرغي كثيراً. بعض المفرطين في الحساسية يعتقدون أن وراء هذه الأسئلة نوايا سيئة القصد منها إحراج الشخص المسؤول، وهي وإن حدثت فهي حالات قليلة، ولكن المشكلة تكمن في أن الشخص الذي ينتظر انتهاء دراسته أو بنيانه، والمرأة التي تنتظر الولادة تكون أعصابهم مشدودة ودرجة الترقب عندهم عالية بالإضافة إلى أعباء جسدية ونفسية هائلة يقابلها أحياناً بلاهة من سائل في مجلس عامر أو في ممر مستشفى أو بقالة.. الغريب أن كل الذين يترقبون حدثاً مهماً يزعجهم إكثار الناس من السؤال عنه، يستطيعون المراوغة في الجواب بإعطاء إجابات غير صحيحة، ولكنها تلجم لسان السائل عدا المرأة الحامل يفضحها بطنها الممتد أمامها، فلهذا تفضِّل أكثر الحوامل خصوصاً بعد تجاوز الشهر التاسع البقاء في منازلهن خشية سؤال “ملقوفة”!