وين رايح .. وين أنت .. من وين جيت .. هذه الأسئلة الثلاثة أعتقد أنها أحد الأسباب التي لها ضلوع في المشاكل بين الزوجين، كثيرا ما تصدر من كثير من النساء تجاه الأزواج، خصوصا السؤال الثاني بعد ظهور الجوال، نأخذ بالاعتبار حسن نية المرأة وحرصها على الزوج، واعتقادها بأن لها الحق في معرفة مسير الزوج وذهابه وإيابه، وكل هذا لا يمنع أن نبين ما هو المنهج الأمثل والأدب الرفيع الذي يجب على المرأة أن تسلكه حتى لا تقع في المحذور، أو تكون النتائج عكسية من حيث أرادت الخير، فكم من مريد للخير لم يصبه، لا ينكر أحد من العقلاء ما قد جبلت عليه المرأة من غيرة، ولو سلم منها أحد لسلمت أمهاتنا أمهات المؤمنين زوجات سيد المرسلين، ولكن ذلك لم يكن، ومن استعرض سيرة الرسول في بيته ومع أزواجه ليعلمن هذا علما يقينا. أيها الزوجة المباركة: خذي هذه التوجيهات لا أنك ممن تفعلين ذلك ولكن أضيفيها إلى معلوماتك، وانصحي بها بناتك ومن ترين من أخواتك: أولا لتعلمي أنك خلقت من ضلع الرجل وهو أقرب الأعضاء إلى قلبه لم تخلقي من رأسه لتتكبري عليه، ولا من قدمه ليهينك، فاعلمي هذه الحقيقة جيدا وكوني كما أنت. ثانيا: حب الاستطلاع والتطفل على سلم المعرفة بغير حق ما يلبث صاحبه وإن حقق بعض ما يريد إلا أن ينهار (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله خير أمن أسس بنيانه على شفى جرف ......) ثالثا: ديمومة الحياة الزوجية ليست بالمحبة كما يفهمه الكثير ولكنها بالمودة، ألم تسمعي قول الله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)، ولم يقل حبا. رابعا: كوني على مستوى من الوعي والذكاء، فحققي ما تريدين بالطرق المشروعة ففي الشرع المطهر غنية عن سلوك الطرق الملتوية. خامسا: ما غيب عنك علمه فلا تبحثي عنه فربما صار العطب بمعرفته. سادسا: أدركي جيدا أنه وبعد الانفصال بطلاق أو نحوه المتضرر بنسبة أكثر هي المرأة، والواقع فيه ما يصدق ذلك، وفق الله الجميع. [email protected] * باحث شرعي