لم تجد المحاولات المتكررة لسكان مخطط باشراحيل بالنوارية نفعاً بتقديمهم مطالبات رفع الضرر عن حيهم منذ أربع سنوات إلى بلدية العمرة وأمانة العاصمة المقدسة وإمارة مكة، حيث تضمنت المطالبة إزالة المياه الراكدة التي تتجمع داخل قطعة أرض مسورة مجهولة المالك، ما تسبب في إصابات سكان البيوت المجاورة لها بحمى الضنك، بحسب ما نقلوا معاناتهم ل «الشرق» ورغم ذلك لم تتم معالجة الضرر ولا النظر في المطالبات، واكتفت الجهات الحكومية بتسلم الشكاوى وقيدها برقم (31201052790)، وإحالتها للأرشيف. ونقل عدد من الأهالي أن الأرض المجهولة بقيت مصدر إزعاج، نافثة الروائح الكريهة التي تتسلل للبيوت لتكدر معيشتهم، وتتسبب لهم في معاناة شديدة. كما باتت مصدر قلق وخوف لعوائلهم من معاودة الإصابات بحمى الضنك. خاصة أن الموظفين المتخصصين بمكافحة هذا المرض أكدوا للسكان استحالة تمكن أدوات الرش التي يحملونها من إبادة وقتل البعوض الناقل لحمى الضنك، ومكافحته وسط منسوب المياه الراكدة الآخذ في التزايد. حلول مؤقتة وقال بندر الأسمري مالك المنزل المتضرر والمجاور للأرض المجهولة: نحن ننفق شهريًا من أموالنا الخاصة في جلب «الشيولات» لردم المياه الراكدة بركام من الأتربة.مشيراً إلى أن هذه الطريقة مؤقتة، ويحتاج الوضع الحالي إلى تدخل من قبل الجهات المعنية وتحديدًا «بلدية العمرة» أكثر من اجتهادات السكان، خاصة وأنها تملك أدوات متخصصة، وأن هذا من صلب مسؤولياتها المنوطة بها. التعرف على المالك وواصل الأسمري معاناته مع الأراضي المجهولة المحيطة به قائلاً: الأرض الثانية المجهولة أصبحت غابة من الأشجار المتعانقة ببعضها، واقتحمت غصونها ساحة البيت. بالإضافة إلى أنها تسببت في كارثة عند اشتعال النيران في إحدى المرات، وكمبادرة مني لاكتشاف المالك قمت بوضع رقمي الخاص على جدار الأرض، وبعد شهور اتصل رجل ادعى أنه وكيل صاحب الأرض ولم يثبت صحة كلامه، وأوصلت رقمه للأمانة للتحقق منه لكن للأسف تم التعامل معه ببرود. حمى الضنك وأكد دخيل الحارثي وهو أحد المتضررين أن والدته وأخته قدمتا لزيارته في المنزل، وعادتا مصابتين بحمى الضنك، نتيجة لتهاون أمانة العاصمة في التعاطي مع الشكوى ومطالبات الأهالي على امتداد أربع سنوات، بالإضافة إلى جلبها حشرات غريبة وغير مألوفة في المدن، وقال: أنا لا أبحث عن تعويض مالي، فقط أطالب بالتجاوب مع الشكوى. وهو الأمر الذي لا أتمنى أن يحصل لأحد آخر، قبل أن تتجاوب الجهات المعنية مع شكوانا. وأضاف: تمت مخاطبة الشرطة للتعرف على مالك الأرض واستدعائه لعله يتفاعل ويبادر برفع الضرر من قبله شخصيًا إلا أن شرطة العاصمة تحفظت على المعاملة ولم ترد عليها، ورفضوا طلبي بمتابعة المعاملة، مع الجهات المعنية نيابة عنهم. مأوى للمتخلفين وأضاف الحارثي: وعدني رئيس بلدية العمرة ووكيله بإزالة الأشجار، وبعد مراجعتي لأكثر من مرة لتنفيذ الوعد أبلغوني بأنهم لا يستطيعون إزالتها لأن الأرض مجهولة، ولا يعرفون مالكها الأصلي، مشيراً إلى أن الأرض بتداخل أشجارها وكثافتها تحجب الرؤية، واتضح أنه يتم استغلالها لاختباء المتخلفين، ولو وقعت فيها أية جريمة فإن أحداً لن يعلم بها. بانتظار الرد.. فيما تم الاتصال برئيس بلدية العمرة الفرعية المهندس حسن بن سعيد خنتكار لأخذ تعليقه حول مطالبات أهالي الحي وطريقة التعامل مع المطالبات إلا أنه لا يرد على الاتصالات بالرغم من بعث رسالة له. تجمعات المياه الآسنة حول البيوت مواطن يشير إلى أحد أماكن تسريب المياه (تصوير: أحمد جابر) مياه تسببت في انتشار حمى الضنك في المنطقة