يترقب سكان حي قويزة منذ تاريخ كارثة سيول جدة القضاء على المستنقعات المائية في مختلف أرجاء الحي بفعل المياه الجوفية المتسربة من باطن الأرض منذ فترة طويلة، الأمر الذي ساهم في انتشار البعوض الناقل للأمراض الوبائية المختلفة. وأوضح ل «عكاظ» مصدر مسؤول في أمانة محافظة جدة، أن فرق الصيانة الميدانية ستنفذ جولات ميدانية في الحي للوقوف على شكاوى السكان حيال تسرب المياه الجوفية والعمل على حلها في أسرع وقت ممكن. وأفاد المصدر أن هذه الجولات تسير وفق خطة تنفذ بآلية سريعة بالتنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة، مشيرا إلى أن الاجتماع الذي عقد قبل أيام في الأمانة يهدف إلى تفعيل خطط مكافحة الضنك وتسريع تنفيذ بعض الأفكار التي تسببت الاعتمادات المالية في إعاقتها. بدورهم، أكد سكان حي قويزة في حديث إلى «عكاظ» أنهم اتفقوا على مواجهة هذه المستنقعات والتخلص منها بطرق مختلفة، يقول محمد الأسمري: «اتفقت ومجموعة من الجيران على جمع مبلغ من المال لتحويل المياه الجارية إلى مجرى السيل بدلا من تجمعها داخل الحي طالما أن الأمانة لم تستطع حل هذه المشكلة وإنهاء معاناتنا التي بدأت في الفترة التي تلت كارثة السيل». وبين الأسمري أن هذه المياه تكلف 400 ريال لسحبها بالصهاريج يوميا رغم الحاجة لمثل هذا المبلغ، خصوصا «أني أعيل 14 طفلة وطفلا أخشى عليهم من الأمراض الوبائية التي انتشرت بين السكان». ويوافق محمد السالمي سابقه في حجم المعاناة التي يعيشها سكان الحي، قائلا: «منذ كارثة السيول التي ضربت جدة ونحن نعاني من تسرب المياه الجوفية من باطن الأرض للخارج واختلاطها بمياه الصرف الصحي، وأصيب ثلاثة من أطفالي بمرض حمى الضنك جراء هذه المياه الراكدة أمام منزلي منذ فترة طويلة جدا». أما ساكن الحي عوض المطيري، أفاد أن «رئيس بلدية أم السلم زار الحي ووقف على مشكلة تسرب المياه شخصيا وبالرغم من ذلك لم يوجد الحل المناسب لها، إذ لا زالت المياه جارية حتى الآن في مختلف أرجاء الحي». في حين يقول محمد عطية: «تضررت كثيرا بفعل هذه المياه الجوفية، خاصة بعدما عمد بعض السكان إلى وضع ردميات لمنع وصول المياه إلى منازلهم ما جعلها تتجمع أمام منزلي بصورة كبيرة». وأضاف عطية: «مشكلة المياه الجوفية دفعتني إلى نقل أسرتي إلى منزل والد زوجتي خوفا على أطفالي من الإصابة بمرض حمى الضنك، خصوصا أن المياه الجارية ليست مياه صرف صحي ما يعني صلاحيتها لتكاثر البعوض الناقل لهذا المرض الخطير».