يسود التوتر محافظة الأنبار، غرب بغداد، مع استمرار حشد قوات الجيش والشرطة الاتحادية في المحافظة التي تشهد تظاهرات مناهضة للحكومة. وحذر ائتلاف «العراقية»، بزعامة أياد علاوي، رئيس الحكومة نوري المالكي ووزير الدفاع سعدون الدليمي من «التهور وشن حملة على المعتصمين»، على غرار ما جرى في الحويجة، جنوب محافظة كركوك، الاسبوع الماضي. وأشارت الأنباء امس الى اكمال الجيش والشرطة استعدادتهما لاقتحام ساحة الاعتصام في الرمادي بعد أن وصلت تعزيزات عسكرية قوامها 126 عربة، بالتزامن مع اغلاق معبر طريبيل الحدودي مع الاردن فجر امس وحتى اشعار آخر. وأفادت مصادر عشائرية في الانبار «الحياة» بأن «العشائر الداعمة للتظاهرات وآلاف المعتصمين توافدوا إلى ساحة الاعتصام». وأضافت المصادر أن «اشتباكات محدودة وقعت امس بين مسلحي العشائر وقوة عسكرية تابعة للشرطة الاتحادية حاولت الاقتراب من منزل النائب عن المحافظة أحمد العلواني». وأشارت المصادر الى أن عناصر الجيش أبلغت إلى شيوخ عشائر والنائب العلواني ووزير المال المستقيل رافع العيساوي الموجودين في ساحة الاعتصام، وجود مذكرات إلقاء قبض على الناشطين في التظاهرات. وأفادت اللجان الشعبية في الرمادي في بيان صدر امس أن «شيوخ وعلماء وشباب التنسيقيات في الساحة اتفقوا على الإستمرار في الاعتصام السلمي». وأضاف البيان أن «المجتمعين اكدوا أن ساحات الاعتصام لم ولن تكون مكاناً لحمل السلاح كما اكدوا فتوى علماء الأنبار بحرمة ارتداء اللثام في عموم المحافظة»، وجددوا دعمهم للشرطة المحلية في تسلم الملف الامني. وطالبت اللجان الشعبية «الجامعة العربية والأمم المتحدة بتسمية ممثل يتولى الملف حفاظاً على وحدة العراق وسلامته». وأعلنت إدارة المنافذ الحدودية امس أن منفذ طريبيل الذي يربط العراق بالاردن أغلق امام حركة البضائع والمسافرين، ولفتت إلى أن القرار سيستمر حتى إشعار آخر. الى ذلك، دعا القيادي في كتلة «العراقية» حامد المطلك امس المالكي والدليمي الى «عدم التهور وشن عملية عسكرية في الانبار». وقال المطلك خلال مؤتمر صحافي: «على رئيس الحكومة والدليمي والقادة الامنيين الانتباه وعدم التهور وتكرار اخطاء حدثت سابقاً في الفلوجة والحويجة»، وأضاف إن «الوضع العراقي لا يتحمل المزيد من المشاكل والازمات». ودعا المطلك «سكان الفلوجة والانبار الى احترام القانون والوحدة الوطنية وتعزيز النظام العام»، وشدد على ضرورة منع المظاهر المسلحة في ساحات الاعتصام لضمان بقائها سلمية. وأشار الى أن على «الجيش حماية القانون وفرض هيبته في الشارع ليس من خلال القوة بل من خلال التعامل باحترام مع المواطن». ودعا وزير الدولة لشؤون المحافظات طورهان المفتي، المالكي وحكومة اقليم كردستان إلى سحب كل المسلحين في محافظة كركوك إلى مواقعهم السابقة لتلافي أزمة أخرى تعصف بالبلاد. وقال المفتي في رسالة موجهة إلى المالكي ورئيس حكومة اقليم كردستان، إن «تداعيات الأزمة الأخيرة ألقت ظلالها على محافظة كركوك وما يحيط بها ومنها قضاء طوز خورماتو من خلال عمليات التصفية الجسدية». وأكد أن «الازمة خلقت حالة من الفراغ العسكري ادى الى دخول قوات حرس الاقليم الى هذه المناطق»، وطالب بعدم «زج المناطق ذات الغالبية التركمانية بما يحصل في العراق من أزمات سياسية او ما يراد بها ان تكون أزمات طائفية».