أبدأ زاويتي بسؤال واحد واضح وصريح، من توقع فوز الفتح بدوري الزين، بهذا الفارق من النقاط، وبإعلان نفسه بطلاً قبل جولتين، وفي مباراة طرفها الأهلي، وتربع بعدها على كرسي الرئاسة متفوقاً على الهلال والشباب والنصر والأهلي وغيرهم من الفرق الكبيرة التي سبقته خبرة وإنجازات وبطولات منذ أمد بعيد واستهلكت موازنات مالية طائلة تعادل أضعاف مضاعفة عن ما صرفه نادي الفتح بعقلانية واتزان من مبدأ «مد إيدك على قد لحافك». إذاً هو سؤال لم ولن يجد أي إجابة صحيحة أو توقع مؤكد أو افتراض مبني على يقين. مما حدا بإحدى الشركات الإعلامية المعروفة تنفيذ فكرة تليفزيونية جديدة وغريبة بل أعتقد أنها ستكون مبدعة ومميزة تُرصد فيها أفكار وآراء وفتاوى ونقد وتحليل رجالات الإعلام وبعض جهابذة الصحافة الذين شككوا في قدرة الفتح على مواصلة التقدم والمحافظة على المركز الأول وانتزاعه لقب الزين. وفي اعتقادي إذا ما نجحت الشركة في جمع المواد التليفزيونية والأرشيفية لهذه الفكرة فإنها ستحتاج لمذيع ساخر أشبه بمقدم البرامج الكوميدي المصري باسم يوسف حتى يستطيع أن يرصد لنا تلك الفتاوى والاجتهادات والافتراضات والتوقعات ويقدمها لنا في قالب فكاهي ومسلٍ، جديد وغريب، ومتناقض في نفس الوقت، أشبه بكاميرا خفية. إن الفتح وبدخوله تاريخ بوابة الزين من أوسع أبوابها قد قدم درساً مثمراً ومفيداً للفرق الكبرى في تطبيق معايير كرة القدم الحديثة والعصرية التي تعتمد على فن الإدارة والتخطيط وجماعية القرار والأداء ونكران الذات بروح مثالية وجماعية في الملعب قل أن نجد مثلها في عصر الاحتراف الخليجي المبطن بالأموال المبعثرة، بالإضافة إلى استقرار فني شمل أدوات الملعب وعناصر الفريق دون استثناء وعلى رأسها ثقة كبيرة منحتها إدارة الفتح للجبال، كل ذلك كان بإمكانيات مالية لا يمكن مقارنتها بما صرفته واقترضته الأندية الكبرى. فهنيئاً لأهل الأحساء هذا الإنجاز الكبير وأؤكدها بلهجتي الإماراتية القحة «تستاهلون الناموس.. يا أبناء النخيل». [email protected]