هذه القرارات تعيدنا إلى الخلف عشرات السنين.! لجنة الاستئناف ولدت \"مشوّهة\"، وأخرجت لنا قراراً وصف بأنه كان إحدى عجائب العام الماضي، و\"نكتة\" من تلك اللجنة التي عثر عليها ميتة بعد فتواها الأخيرة في قضية انتقال اللاعب أحمد الدوخي إلى نادي النصر. ولجنة الاحتراف التي أصبح لها من العمر عتيّاً، لم تمانع هذه المرة من تسجيل اللاعب الدوخي مع أول أيام الانتقالات الشتوية، ولم توضح لنا أسباب هذا التحول والتنازل عن موقفها السابق؟. وعلى الرغم من قول اللجنتين اللتين كانتا أشبه بلجنة واحدة، إلاّ أن النصر \"انتصر\" لأنه كان على حق، وكانت إدارته تصر على موقفها الواضح، وانتهت القضية بفوز النصر، وخسارة مدوية للجنتي الاحتراف والاستئناف.! لكن بعد هذا الفوز النصراوي خارج الملعب، هل أصبح من حق نادي النصر أن يطالب اللجنتين بتعويضه عن غياب لاعبه كل تلك الفترة، وهل من حقه المطالبة باستعادة مبلغ الاستئناف؟ وما كدنا ننسى قضية الدوخي، إلاّ وفاجأتنا اللجنة الفنية أول من أمس بقرار لا يختلف عن قرار لجنة الاستئناف، حول احتجاج نادي الفتح على هدف الشباب الثالث في مباراة الفريقين في نصف نهائي كأس الأمير فيصل. واللافت أن اللجنة الفنية استخدمت نفس الأسلوب والعبارة التي ترددها لجنة الاستئناف \"قبل شكلاً ورفض موضوعاً\"، مستندة في ذلك على \"صوت الكرة\" التي نطقت هذه المرة ودونت شهادتها أمام القاضي.! وأنا لأول مرة أعرف أن صوت الكرة يمكن الاستناد عليه، وأن شهادة الحكم ومساعده، وهما الطرفان الأساسيان في القضية يمكن أن يثبت نتيجة المباراة، وهذا في رأيي فيه الكثير من الاستفزاز للفريق المتقدم بالشكوى.! وأسأل هنا: ماذا لو كان الفريق المتضرر هو الشباب، هل يمكن أن نتوقع أن يكون القرار هو نفسه؟؟!، أم أن قراراً فورياً سينص بإعادة المباراة، وسنجد أنفسنا أمام كلام آخر وتبريرات أخرى. لسنا في حاجة إلى هذه القرارات التي تساهم وتزيد الفجوة بين ما يسمى بالأندية صاحبت النفوذ، وتلك الأقل نفوذاً، أو الضعيفة، فكم \"عشرة آلاف ريال\" في خزينة ناد مثل الفتح، لا يملك أعضاء شرف داعمين، وليس لديه راع كما هي الأندية الكبيرة.؟ لكنه وعلى الرغم من كل ذلك، سجل حضوراً مدهشاً، واستطاع أن يخطف من فريق الشباب 4 نقاط في دوري زين للمحترفين، وكان الأقرب إلى الفوز في مباراة الإياب التي أقيمت في الرياض، لولا هدف الثواني الأخيرة للشباب والذي عادل به النتيجة. حتى في هذه المباراة \"القضية\" تقدم الفتح بهدفين، وحصل الشباب على التعادل، حتى جاء \"هدف الصوت\"، والحمد لله أن هذه المباراة ليست في نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، ولا في نصف نهائي كأس ولي العهد. إذا كان الحال كما هو الآن، فإنني أقترح على اتحاد الكرة وأمانته، الاستعانة بحكام أجانب للقاء الأهلي والهلال في نصف نهائي كأس الأمير فيصل، لكي لا تخرج علينا \"الفنية\" ورئيس لجنة الحكام، فيما لو حدث شيء، بأن \"القائم\" أدلى بشهادته في المباراة. شاهد \"كل الشعب\" تلك الحادثة، ولم يشاهدوا ما يؤكد أن الكرة لامست يد الحارس الفتحاوي محمد الشريفي، ثم ما المانع من استدعاء \"الحارس\" وسؤاله، فإن أقر بملامسة الكرة تثبت النتيجة للشباب، وإن قال غير ذلك، فعليه اليمين، طالما أن اللجنة لا تطبق قرارات الفيفا، الذي أعاد عدداً من المباريات الدولية المشابهة لحالة الفتح والشباب. أما ما أضحكني كثيراً، هو قرار آخر للجنة يقول \"إن ما قامت به جماهير الفتح بعد نهاية المباراة لا يرتقي للشغب الجماهيري، وإنما تصرفات فردية\"، وهنا فتحت اللجنة الفنية على نفسها باباً لن يغلق بعبارة \"تصرفات فردية\"!