الدمام – أسامة المصري الأسد يصعَّد العمليات العسكرية مع استمرار تدفق السلاح الإيراني غارتان جويتان على معرة النعمان واستشهاد ثلاثة أطفال وإصابة 14 الثوار يوحِّدون القيادة العسكرية وينفون شائعات وقوع خيانات
قصف طيران النظام السوري الحربي أمس الخميس عدة مناطق في ريف إدلب وجبل الزاوية، وقال المكتب الإعلامي الموحد للجيش السوري الحر في إدلب (شمال غرب) إن الطيران استهدف قرية النيرب فيما قُصِفَت بلدة مرعيان براجمات الصواريخ بشكل كثيف في الوقت الذي انقطعت فيه جميع الاتصالات الأرضية والخلوية. وسقط صاروخ من نوع «سكود» شرق مدينة سراقب خلَّف حفرة كبيرة دون أن يوقع ضحايا، وأكد المكتب الإعلامي الموحد أن مدينة معرة النعمان تعرضت لقصف بالطيران الحربي «ميغ» في غارتين استهدفتا مركز المدينة والجهة الشمالية قرب الثانوية الزراعية، وتلاه قصف براجمات الصواريخ المتمركزة في معسكر الحامدية وعين قريع ما أدى لاستشهاد ثلاثة أطفال و14 جريحاً منهم أربعة في حالة خطرة، بينهم طفلان. وذكر المكتب الإعلامي أن قوات الأسد المتمركزة في المعصرة في قرية محمبل قصفت قرى عين السودة والبشيرية فيما تتعرض قرية بشلامون لقصف هو الأعنف من حاجز الحمامة في جسر الشغور. النظام يعزز مواقعه ويأتي هذا التصعيد المستمر بعد تقدمٍ حققه النظام قبل أيام فاتحا الطريق أمام تعزيز مواقعه. وأكد الناطق الإعلامي للجيش الحر في ريف إدلب، فادي رحمون، ل «الشرق» أن جيش الأسد عزز مواقعه وبشكل خاص في محيط قاعدة وادي الضيف الاستراتيجية وبدأ نشر حواجزه على طريق حماة – حلب الدولي بشكل مكثف إذ لا يبعد الحاجز عن الآخر أكثر من 500 متر وتحديداً في مدينة خان شيخون تجاه معسكر الحامدية. وأضاف الناطق: «يبدو أن النظام يقوم بهذه التعزيزات ضمن خطة لضمان صمود قاعدة وادي الضيف التي حوصرت لعدة أشهر وفرض سيطرة على الأرض بعدما فقد هذه السيطرة في العام الماضي». وعد الناطق أن التعزيزات حول معسكر الحامدية التي يقيمها النظام الآن، وهي حوالي 15 حاجزاً، تأتي ضمن سياق تعزيز قدراته العسكرية على طريق إمداد «وادي الضيف» الذي تتمركز عليه حوالي ستة حواجز في مسافة لا تتجاوز 2 كم إضافة إلى سبعة حواجز متمركزة في محيط القاعدة. وأكد الناطق أن النظام يحشد مزيداً من الدبابات والعربات المدرعة وراجمات الصواريخ بالإضافة للمدفعية فيما الطيران الحربي يكثف طلعاته وغاراته على المنطقة، مستخدماً القنابل الفوسفورية والعنقودية المحرمة دولياً. جبهة واحدة وحول استعداد قوات الثوار والجيش الحر وما أشيع عن خيانات وتسهيلات أُعطِيَت لقوات الأسد من بعض قادة الكتائب في المنطقة، قال رحمون «إن ما جرى على الأرض من دخول لقوات الأسد إلى أكثر من منطقة وفك الحصار عن القاعدة الاستراتيجية، دفع بقادة القوات والكتائب إلى الإجماع على توحيد الصفوف والاستمرار في العمل العسكري في مواجهة النظام حتى إسقاطه، فيما صدر بيان عن هذه القيادات يعلن تسليم قيادة المعركة إلى العقيد عبدالباسط الطويل». وأفاد رحمون بأن التحضيرات تتم بمشاركة أكبر التشكيلات العسكرية المسلحة وهي (صقور الشام، أحرار الشام، المجلس العسكري، هيئة الدروع، أحفاد الرسول، أهل الأثر، لواء الأمة، جبهة ثوار المعرة، جبهة ثوار سراقب، ألوية شهداء سوريا). ونقل رحمون عن الناطق الإعلامي باسم لواء درع الشمال، مشهور الأحمد، عدم صحة ما نُشِرَ عن وقوع خيانة، وأوضح «إنما كان الثوار في موقع طريق الموت ينقصهم الأسلحة الضرورية للمواجهة ولم يكن لديهم الذخائر الكافية»، مضيفاً أن الثوار حالياً موحدون تحت قيادة واحدة لتحرير المنطقة بالكامل وأنهم تجاوزوا الأخطاء التي حدثت. وعن الأسلحة التي يملكها الجيش الحر والثوار في المنطقة، قال رحمون إن الأسلحة خفيفة ومتوسطة مع بعض الدبابات وعدد من الآليات المدرعة ومدافع الهاون وبعض الصواريخ محلية الصنع ورشاشات ومضادات الطيران بأنواعها، إلا أنه أشار إلى قلتها بسبب عدم دخول أسلحة من خارج سوريا والاعتماد فقط على الغنائم، بالإضافة إلى ما يصنعونه محلياً. وبيَّن أن الثوار يمتلكون العزيمة والإرادة والإيمان القوي بتحقيق النصر، مشدداً على أن هذا العامل هو الذي يصنع تفوقهم على قوات الأسد. ونوه أن الأسد صعَّد العمليات العسكرية ليس في منطقة إدلب وحسب بل في جميع مناطق سوريا، مستفيداً من استمرار تدفق السلاح الإيراني، وامتناع الغرب عن تقديم السلاح للجيش الحر والثوار، إضافة إلى انخراط حزب الله اللبناني بشكل كلي في الصراع مع وضع مزيد من قواته في المعارك وخاصة في جبهة حمص ودمشق. مقاتل يحمل صاروخاً مضاداً للدروع