تجري معارك عنيفة وعلى مدى ثمانية أيام الماضية بين الجيش الحر وقوات الأسد في محيط قاعدة «وادي الضيف» المصيرية، التي تقع إلى الشرق من مدينة معرة النعمان على الطريق الدولي الذي يربط بين حلب ودمشق. وصد مقاتلو الجيش الحر أمس محاولة لرتل من المدرعات كانت تحاول التقدم لفك الحصار عنه وإيصال المساعدات وتدمير أربع دبابات وعربة مدرعة، فيما تواصل الطائرات الحربية قصف مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان بالقنابل ومنها القنابل العنقودية المحرمة دولياً. وأوضح الناطق باسم المكتب الإعلامي للجيش الحر في المنطقة الشمالية شادي رحمون ل «الشرق» أن الموقع كان سابقا عبارة عن قاعدة عسكرية تحوي مستودعات للذخيرة والوقود، أما الآن فقد تم تحويله إلى مركز لتجمع الجنود، ويوجد فيه حوالي 800 جندي وضابط، وأشار رحمون أن الجيش الحر يراقب الاتصالات في هذه القاعدة ولاحظ أن جميع عناصر الاتصالات عبر أجهزة اللاسلكي هم من الطائفة العلوية لكن دون أن يعني هذا أن جميع الموجودين في المعسكر علويون. وأضاف الناطق أن الأهمية الاستراتيجية لهذا الموقع، تأتي من كونه يزود كل الحواجز بالذخيرة والوقود في الشمال السوري وخاصة إدلب وريفها، وفيما لو استطاع الجيش الحر السيطرة عليه ستتهاوى جميع الحواجز التي يدعمها، كما سيسيطر الجيش الحر في حال إسقاط هذه القاعدة على جزء كبير من الطريق الدولي الذي كان النظام يستخدمه في نقل الإمدادات إلى الشمال السوري وخاصة حلب. وأشار إلى أن النظام وضع مؤخراً حاجز «الزعلانة» من جهة الشمال الشرقي لمدينة المعرة كخط دفاع أخير عن قاعدة «وادي الضيف»، وكان بالقرب منه حاجز يسمى «معمل السماد» الذي دمره الجيش الحر بالكامل ما دفع جنود الأسد إلى تركه والتمركز في مدرسة بالقرب منه. وأوضح الناطق أن المسؤول عن قيادة العمليات العسكرية في «وادي الضيف» هو العميد عيسى شحادة، ورصد الجيش الحر له بعض المكالمات مع قيادته في دمشق جاء في إحداها «لن نصمد طويلاً إذا لم ترسل الإمدادات وإذا لم تساندونا سنستسلم» مما دفع النظام إلى إرسال كل ما يستيطع من قوات خلال الأسبوع الماضي حيث دارت مواجهات عنيفة بين الجيش الحر وقوات الأسد على مدى الأيام الثمانية الماضية، وأضاف أن النظام دفع بالطيران بكافة أنواعه وبكثافة في محاولة لفك الحصار عنه، وفشلت كل محاولات النظام على الأرض ولم يحصل أي تقدم لهم حتى الآن. وأفاد الناطق أن عملية الحصار ومهاجمة هذا الموقع الاستراتيجي يشارك فيها عدد من الكتائب والألوية التابعة للجيش الحر، منها لواء نسور الجبل وكتائب الفاروق وجبهة التحرير ولواء شهداء سورية بناء على خطة عسكرية وضعت بالتنسيق مع القيادات العسكرية للجيش الحر. وقال: إن قوات الجيش الحر تقصف الموقع بالهاون والمدرعات التي تم اغتنامها من قوات النظام وصواريخ محلية الصنع كصاروخ جبل الزاوية 1 وجبل الزاوية 2. ونوه أنه بعد تشديد الحصار وقطع كل الطرق المؤدية ل «وادي الضيف» قامت قوات الأسد باستخدام طائرات مروحية وحربية لإنزال المعونات بإسقاطها من الجو بالمظلات وتمكن الثوار من الاستيلاء عليها وكانت تحتوي على «معلبات، خبز» بالإضافة لأكياس سوداء لحفظ جثث القتلى. أحد أكياس حفظ الجثث من بين ما أسقطته الطائرات بالمظلات لجنودها المحاصرين علبة طعام من التي أسقطتها الطائرات بيد أحد عناصر الجيش الحر