سامي أبو دش * ليس عيباً أن نخطئ، بل من المعيب أن نعرف أخطائنا ونكابر على أنفسنا ولا نعترف بها، أو نتمادى فيها دون أن نتعلم منها، كمحاولين أو مجاهدين في تصحيحها أو في تغيير ذلك. * ليس عيباً أن نكذب، بل من المعيب أن نتجاهل كذبنا ونزيده بأقبح منه كذباً، دون أي توقف عن ذلك أو حتى حياء واستحياء أو معرفة بأننا مازلنا نكذب أمام مجتمع أصبح يدرك ويعرف ويعي ويفهم تماما بأن ما نقوله كذب، وبأننا أيضا مازلنا نكذب عليهم أو أمامهم. * ليس عيباً أن نتواضع، بل من المعيب أن نكابر ونكابر ونحن أصلاً ولا شيء أمام كبرنا، وصغار جدا بل ومحتقرون أمام كل من نكابر عليهم، ولم نعطِ لأنفسنا فرصة لكي نتعلم حتى من غيرنا، أو نعرف فقط بأن من تواضع لله رفعه، وأننا أيضا في زمن قد نسي واتنسى فيه الكبر وأصبح لا مكان ولا وجود له. * ليس عيباً أن نكون فقراء، بل من المعيب أن نشحت أو نمد أيدينا للحرام من أجل الغنى الفاحش والسريع، فالفقر ليس عيباً أبداً؛ لأن الفقراء سيغنيهم الله حتماً من رزقه ومن فضله، وسيبارك لهم أيضا فيما اكتسبوه حلالاً طيباً، فيكفي بأن الفقير يعطيه الله صفة يتميز بها دائما، ولو علم عنها الغني لدفع لهذا الفقير كل أمواله من أجل أن يملك فقط هذه الصفة ألا وهي: السعادة والراحة النفسية. * وأخيرا.. فليس عيباً أن نطالب دائما بالحرية والكرامة والشرف، بل من المعيب أن نطالب بذلك من أجل أن نخون أو أن نبيع أو نجحد أو ننسى كل ما قد ورثناه عن آبائنا وأجدادانا العظماء والأوفياء، سواء أكان ذلك حقاً ولزاماً علينا كالدين أو كان أمانة ويميناً وعهداً وميثاقاً سيبقى بل ومازال نوراً وتاجاً على رؤوسنا، وأيضا فمازال حباً وولاءً وإخلاصاً لله أولاً ثم للمليك وللوطن، فالوطن هو أولاً بعد الله وسيبقى لنا فخراً وعزة، ولا ولن نقبل بأي مساومة عليه؛ لأنه بالنسبة لنا هو الحرية والكرامة والشرف.