قال الله تعالى :»سيجعل الله بعدعسريسرا» الطلاق (7). إذاً لماذا الحزن والكآبة والرؤية المظلمة للمستقبل وربّ الكون والعباد وربّ كل شيء ومليكه قد طمأن قلوبنا بكل خير ويسر وسعادة وفتح لنفوسنا أبواباً للخير ولنشر السعادة بها حتى وإن ضاق بك الحال يوماً وأصابك الكدر، وتحطمت كل أحلامك وأمانيك وأصبحت في دوامة من الهم والضيق وتعسر الحياة فلابد أن تسعد وتستبدل كل هم وضيق بفرح وسرور لأنك تملك بيدك مفتاح التفاؤل الذي به تبهج روحك وتستبشر بسعادتك قال تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة: 156-157، (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) «الزمر 53. وقد هتف صلَّى الله عليه وسلَّم للصدّيق وهما في الغار: (لا تحزن إن الله معنا) كل تلك الآيات العظيمة ماهي إلا همسات من كتاب عظيم، تبعث لك روح المؤمن الحق بقناعة تامة بأن ماقدر الله له في قمة الحكمة والخير، فما بالك بأن يكون مصدر تلك الهمسات التي عادت عليك براحة البال مصدراً لمسار حياتك فتعيش معه حقا لذة تلاوته ..وحسن تدبره…وحسن استماعه ..وثمرة إتباع لما نزل فيه ..وتحقيقا لكل أمر قد أنزله الله عليك فتهنأ بحالة من الخشوع والوقار وتنظيم الحياة، لذلك لاتفرط بتلاوته آناء الليل وأطرافه.