دبي – عبير الصغير عبدالرحمن عايل: استطعنا تقديم أفلام جيدة رغم انعدام الرعاية أكد اثنان من المخرجين السعوديين المشاركين في مهرجان الخليج السينمائي، الذي اختتمت فعالياته أمس في دبي، أن صناعة الأفلام تحتاج دعماً، مادياً ومعنوياً، وهذا ما لم يجده المخرجون السعوديون، من القطاعين العام والخاص، على حد سواء، موضحين أن ذلك اضطر المخرجين السعوديين للبحث عن جهات داعمة في دول أخرى، مثل الإمارات وقطر، أو تمويل أفلامهم حسب إمكانياتهم المتاحة ليصنعوا نجاحهم بأنفسهم. إحباط الشباب وقال المخرج عبدالله أحمد: مع الأسف، لا نلقى دعماً من وزارة الثقافة والإعلام في المملكة، أو حتى القطاع الخاص، بينما نجد دور الثقافة في مصر مثلاً تنتج عشرة أفلام سنوياً، خمسة منها أفلام قصيرة. وأضاف: رغم أن السينما هي فن سابع وفن مؤثر جداً، إلا أن الدعم غائب، وفي الآخر نستاء وننزعج من الصورة السيئة التي يرسمها الآخر عنا، ونقف عاجزين دون أن نحاول تصحيح الصورة النمطية السلبية عن السعودي عن طريق السينما، وأفضل ما نفعله هو الكتابة في صحف عربية منددين، وهذه الصحف لا يقرأها الآخر لأنها عربية. وأوضح أن عدداً من المخرجين، يبحثون عن دعم «إنجاز» في مهرجان دبي السينمائي، ودعم «سند» في مهرجان أبو ظبي السينمائي، أو دعم مهرجان الخليج السينمائي، وهذا ما يدعو المخرجين الشباب السعوديين للإحباط، متمنياً أن يتنبه وزير الثقافة والإعلام لهذا الموضوع. أحرجنا الجميع عبدالرحمن عايل من جانبه، أشار المخرج عبدالرحمن عايل إلى أن الأفلام السعودية استطاعت أن تقدم وجهاً حسناً للأعمال التي ينفذها المنتجون والمخرجون السعوديين، وقال: كل هذا استطعنا فعله برغم انعدام التوجيه والرعاية والاهتمام بالسينما السعودية، وأبسطها أننا لا نستطيع عرض أفلامنا بها لعدم وجود صالات العرض، ربما لأنه كان هناك فكر حارب السينما واستطاع أن يوهم الشعب بأن السينما هي «قبلة في مشهد ساخن»، وبدأ يحجم قضية السينما ويمنعها، «وللأمانة، فقد انتصر». وأوضح أن فيلم «وجدة»، للمخرجة هيفاء المنصور، مثل نقلة نوعية في السينما السعودية، حيث أصبح بإمكان السينمائي السعودي أن يقدم منتجاً تجارياً سينمائياً، فيضمن المنتِج بعد دفعه الأموال الطائلة الحصول على الربح والعوائد، وهنا بدأ الالتفات من قبل المنتجين للسعودية ليروا ماذا لدى السعوديين السينمائيين من أعمال. وبين أن صناعة السينما السعودية مرت بمراحل عدة، كانت المرحلة الأولى منها صناعة تجريبية سينمائية مستقلة تماماً، بمعنى أن المخرج يقوم بكل شيء فهو المخرج والمصور وصاحب الفكرة وكاتب السيناريو والمشرف على الإضاءة، وهذه المرحلة ساهمت بتطور الفكر السينمائي عند المخرجين السعوديين، وأصبح لديهم خبرة ودراية بالصوت والإضاءة والكاميرا وكيف يتحدث معها، وبالتالي أصبح لدينا منتج سينمائي جميل، مستدلاً بارتفاع عدد مشاركات الأفلام السعودية من جميع الفئات (طويلة، قصيرة، وثائقية… إلخ) في مهرجانات ومسابقات للأفلام، وقال: بهذه المشاركات أحرجنا الجميع، وليس هذا فحسب، وإنما نحصل على جوائز أيضا. فيلم «غزو» وعن فيلمه «غزو»، الذي شارك به في المهرجان ضمن برنامج «أضواء» (خارج المسابقة)، ويعرض لأول مرة، قال عايل: يحكي الفيلم عن التمايز الذي يحدث ما بين شمال المدينة وجنوبها كأي مدينة، هذه المدينة يقتسم شمالها وجنوبها الشوارع والأرصفة والإضاءة ذاتها، ولكن ما يستطيعه الشمال غير الذي يستطيعه الجنوب، حتى على مستوى الخدمات الحكومية التي تقدمها المدن، فدائماً يكون الجنوب مهمشاً على مستوى العالم، سواء في أمريكا أو أوروبا أو الدول العربية. وأضاف: يحوي الفيلم إسقاطات ورمزيات كثيرة على المستوى الفكري والسينمائي، وتم تصويره في مدينة الرياض، ومدته 23 دقيقة. وأشار عايل إلى أن الفيلم من إنتاج مؤسسة «ثري أكشن»، التي تشارك بأربعة أفلام من إنتاجها في المهرجان، وحملت هذه المؤسسة التي أعمل بها مدير خط الإنتاج، على عاتقها ما لم تحمله وزارة الثقافة والإعلام في المملكة، وهي دعم الأفلام السينمائية السعودية، التي تتكفل بإنتاج جميع هذه الأفلام من الألف إلى الياء. وحول مشاركاته السابقة في المهرجانات، قال عايل: شاركت العام الماضي في مهرجان الخليج السينمائي بفيلم «نكرة» القصير، وبالفيلم نفسه شاركت في مهرجان الفيلم الأوروبي العربي في إسبانيا، كما أخرجت فيلم «نحو الجنوب»، وهو فيلم روائي سينمائي طويل مقتبس عن رواية أدبية «نحو الجنوب» للروائي طاهر الزهراني، وكتب سيناريو الفيلم نهلة محمد، وتم تصويره في ثلاث مدن سعودية، وسيعرض على إحدى القنوات التليفزيونية السعودية في شهر رمضان المقبل. «نص دجاجة» فيما شارك المخرج عبدالله أحمد في مهرجان الخليج بفيلم «نص دجاجة»، الذي أوضح أنه فيلم قصير مدته 14 دقيقة، أسود وأبيض، صامت، ويحكي الفيلم عن يوم في حياة متشرد في الرياض، وكيف يحاول أن يحصل على وجبة غدائه. وقال إنه متأثر كثيراً بشخصية تشارلي تشابلن، لذا حاول أن يصنع فيلماً قريباً من أفلامه القصيرة التي مثلها في بداياته وليست معروفة كثيراً ولكن بنسخة سعودية. وأضاف: لأن الفيلم صامت، فهو يعتمد على تعابير الوجه والجسد لتصل للمشاهد، وهذا بحد ذاته يشكل صعوبة لانعدام الحوار. وقد اخترت هذه القصة لأنها موجودة في واقعنا، ففي الحي الذي كنت أقطنه كان هناك أربعة متشردين من بينهم مجنون، فأحببت وصف يوم في حياة هذا «الصعلوك المتشرد»، ومثل الفيلم زميلي الممثل المسرحي محمد الحارثي، وقد اخترته لأن الدور يحتاج الأداء المسرحي، وأنا سعيد لكوني عملت معه، مشيراً إلى أنه أدى الدور بشكل جميل، كما أبدى كثير ممن شاهدوا العرض الأول للفيلم، إعجابهم به، مبيناً أن الفيلم إنتاج مشترك بينه وبين شركة «ثري تو أكشن» لصاحبها طلال العايل. وعن جديده أشار أحمد إلى أن لديه الآن سيناريوهات لأفلام طويلة، ولأنها مكلفة جداً، ولا يمتلك الدعم المادي الكافي، فقد حصر عمله في صناعة الأفلام القصيرة، ويجهز حاليا فيلماً قصيراً بعنوان «الرسالة»، يتكلم عن الخيانة الزوجية في المجتمع السعودي. «إنجاز» يمِّول فيلماً للسعودية فايزة أمبا اختير نص فيلم السعودية فايزة أمبا «مريم»، ضمن النصوص الثلاثة، التي ستمول عن طريق برنامج «إنجاز للأفلام الخليجية القصيرة». وأعلن مهرجان الخليج السينمائي، الذي اختتمت فعالياته أمس في دبي، عن أسماء المستفيدين من الدورة الأولى للتمويل الإنتاجي من البرنامج، الذي يسعى لتأكيد أهمية وجود صناديق تمول وتدعم صناع السينما في منطقة الخليج. وإضافة إلى فيلم «مريم» تم اختيار فيلمي «فرامل» للمخرج أحمد المطوع، و»نسرين» للمخرج رزكار حسين. ويحكي فيلم «مريم» قصة فتاة عربية شابة تعيش في فرنسا في الفترة التي أثير فيها الجدل حول حظر ارتداء الحجاب في المدارس، وكيف تشنُّ صديقات «مريم» المحجبات حملة للحفاظ على حجابهن، لكن مريم تتوه في غرامها بسامي.