غلب الطابع الاجتماعي على الأفلام السعودية المشاركة في مهرجان الخليج السينمائي، الذي انطلقت فعالياته الخميس الماضي في دبي ويستمر حتى بعد غد الأربعاء. وشهد المهرجان في الأيام الماضية نشاطا سعوديا توزع ما بين صالات العرض والندوات المقامة على هامشه. ويشارك عدد من الأفلام السعودية في المسابقات الرسمية في المهرجان، بينها فيلم «صدى» للمخرج سمير عارف، الذي عاد للمشاركة في المهرجان بعد انقطاع دام سنتين. سمير عارف وقال عارف ل «الشرق» إن «صدى» فيلم اجتماعي درامي يحكي قصة عائلة مكونة من والدين أصمان أبكمان، لديهما طفل عمره ثماني سنوات طبيعي يسمع ويتكلم، مشيرا إلى أن هذا الطفل يعتبر المترجم لهذه العائلة، وحلقة الوصل بين والديه وبين المجتمع. وأوضح عارف أن الفيلم بشكل عام يسلط الضوء على معاناة هذا الطفل، والمشكلات النفسية التي يتعرض لها، سواء من ناحية الإحراج، أو الصعوبات التي يواجهها؛ لكثرة حاجة أهله له. وتابع: مع الأحداث يبدأ الطفل بنبذ الحياة معهما وكرهها، ثم تتطور الأحداث ليأتي حدث يغير هذه الأفكار لديه. وعن مشاركاته السابقة في المهرجان بيّن: كنت أشارك بشكل متواصل كل عام بأفلام قصيرة، ولكنني انقطعت في السنتين الأخيرتين، حتى أن مدير المهرجان سألني عن سبب انقطاعي، مشيرا إلى أن ذلك كان بسبب انشغاله في التليفزيون والمسلسلات، إضافة إلى أنه لم يوفق بنص يستحق العمل عليه، كما يقول، موضحا أنه ربما كان سابقاً يشارك لمجرد المشاركة، بينما أصبح يبحث الآن عن عمل قوي ينافس به، «خاصة بعد أن استطعت أن أكون اسماً في عالم السينما والتليفزيون». وأضاف: عندما رأيت نص «صدى» أحببت فكرته، وقد كان في البداية عملاً تليفزيونياً للكاتبة أمل حسين، وهو من إنتاج وزارة الثقافة والإعلام في المملكة، واستطعت بالتعاون مع الكاتبة تحويل النص إلى سيناريو له عمق سينمائي بعد موافقة التليفزيون السعودي على حرية التصرف، واخترت ممثلين معروفين للمشاركة في المهرجان. بوستر فيلم «الزواج الكبير» وعن معايير قبول الفيلم للمشاركة في المهرجان أوضح عارف أنه ليس هناك معايير محددة، وربما نشاهد أفلاماً متفاوتة المستوى، ولكن هناك لجنة اختيار تشاهد الفيلم، وعلى أساسه تسمح بالمشاركة من عدمها، مشيرا إلى أن المشاركة السعودية كانت قليلة في الدورات السابقة، ولكن هذه السنة زادت بشكل ملحوظ. وحول مشاركاته في مهرجانات خارج دول الخليج، قال: شاركت كثيراً في مهرجانات في أوروبا، منها مهرجان كان السينمائي، وحتى فيلم «صدى» قُبل في مهرجان يقام في القاهرة سنوياً، لكن المهرجان تأجل بسبب الأحداث المضطربة في مصر. وعن مشاركته، قال المخرج والمنتج فيصل العتيبي، الذي ينافس بفيلمه «الزواج الكبير» على جوائز المهرجان: أنا متخصص بإنتاج الأفلام الوثائقية منذ ما يزيد على عشر سنوات، ولدي مؤسسة إنتاج خاصة بهذا النوع من الأفلام، وأحب البحث في المواضيع والقصص الجديدة، مشيرا إلى أن قصة هذا الفيلم بدأت عندما زار أحد الأصدقاء الصحافيين جزر القمر، وحدثه عن أمور كثيرة غريبة على المجتمع السعودي، ومن ضمنها الزواج الكبير الذي يعتبر من أهم العادات لديهم، «وهنا التقطت طرف الخيط». وأضاف قائلا: بعدها تواصلت مع أناس من جزر القمر وعملت على الفيلم الذي أنتجته قناة الجزيرة الوثائقية بعد أن طلبت سيناريو أولاً للفيلم، تلتها مرحلة تخصيص باحث لجمع المعلومات الأساسية والمهمة عن الموضوع، ثم البحث عن الشخصية التي ستقوم بالبطولة، وهذه كانت أهم وأعقد مرحلة استمرت أربعة أشهر. وتابع: وفقنا بعدها بشخص متقن للغة العربية وكان وزيراً سابقاً لوزارتين في جزر القمر، كما درس في المملكة، وبدأ العمل بالفيلم حتى وصلنا إلى المرحلة الأخيرة منه. وعن ردود الفعل للعرض الأول للفيلم في صالات السينما، بدا العتيبي سعيدا بتفاعل الجمهور الذي حضر الفيلم، وملأ الصالة بالكامل، كما أسعدته الإشادات التي وجهها له نقاد وسينمائيين لم يكن يتوقعها. وأوضح العتيبي أن الأفلام الوثائقية «مظلومة»، مع أنها تحوي جميع عناصر المتعة والمعلومة والشيء الجديد، لكنها مع الأسف لم تأخذ حقها بالقدر الكافي، لافتا إلى أن لديه رصيد من الأفلام والبرامج الوثائقية، وشارك في مهرجان الخليج السينمائي في دورته الثانية، وحاز على الجائزة الثالثة عن فيلمه الوثائقي «الحصن»، كما عرضت له عدة أفلام في مهرجانات سينمائية حول العالم.