أبدى عشرات من منتسبي الجيش والشرطة في بغداد استياءهم الشديد أمس لعدم وجود أسمائهم ضمن قوائم المصوِّتين في انتخابات مجالس المحافظات. وعلى وقع مخاوف من التزوير وتعرّض منتسبي الأجهزة الأمنية لضغوط، توجه 651 ألف منتسب من أصل 733 ألفاً، بعد استثناء محافظتي الأنبار ونينوى، إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، وتم التصويت في 420 مركزا تحتوي على 1845 محطة اقتراع، لانتخاب 139 كياناً سياسياً، وبلغ عدد المرشحين 8143 مرشحاً بينهم 2208 مرشحات. وتوجه الناخبون المشمولون بالتصويت الخاص في العراق إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ساعة مبكرة من صباح أمس، وشوهدوا ينتظمون في طوابير عند المراكز المخصصة لهم منذ الساعة السابعة صباحاً، في وقت جددت القيادات السياسية العراقية تحفيزها للناخبين بالتوجه إلى مراكز الاقتراع، لأداء «واجب شرعي» باختيار الأصلح والاكفأ وفقا لما ورد في خطبة الجمعة لممثل المرجع الشيعي علي السيستاني في كربلاء. وفي بغداد، لاحظت «الشرق» انتشار مراكز الاقتراع، حيث بدأ 235 ألف ناخب من المشمولين بالتصويت الخاص من منتسبي الأجهزة الامنية الإدلاء بأصواتهم في المراكز الانتخابية المعدة لهم. وقال عضو مجلس مفوضية الانتخابات، محسن الموسوي، إن المراكز الانتخابية شهدت إقبالا جيدا منذ صباح الأمس للمشمولين بالتصويت الخاص وبشكل انسيابي ومنظم ولم تسجل أية خروقات تذكر حتى الآن «وعملية الاقتراع تسير بالشكل المطلوب». من جهته، دعا رئيس القائمة العراقية، إياد علاوي، منتسبي القوات المسلحة إلى التصويت لمن يرونه مناسبا ومؤهلا لضمان وحدة البلد وسلامة وأمن مواطنيه، وقال في كلمة متلفزة وجهها إلى أبناء القوات المسلحة «إن التصويت الخاص سيجري اليوم السبت لاختيار أعضاء مجالس المحافظات، والعراق بأمس الحاجة إلى مؤسسات دستورية ذات معايير مواطنة وليست معايير الجهوية المقيتة». ودعاهم إلى «عدم الخوف والرضوخ للابتزاز، وأن يصوتوا لمن يرونه مناسبا، دون الاكتراث إلا لصوت الضمير وصوت العراقيين بعد قرابين الشهداء والتضحيات»، وخاطب المعتقلين في السجون قائلا: «إنكم مدعوون أيضا للإدلاء بأصواتكم وممارسة دوركم الوطني رغم ما تعانون». فيما شدَّد رئيس التحالف الوطني، إبراهيم الجعفري، على ضرورة أن يأخذ الناخب دوره في التحري عن المرشح الأكفأ، وتجسيد مسؤوليته الوطنية، ونقل بيان لمكتب رئيس التحالف الوطني عنه القول خلال استقباله وفداً من شيوخ ووجهاء مدينة الصدر «أن ميزانية العراق تفوق ميزانية خمس دول مجاورة، ونسبة سكانه لا تتجاوز ربع سكان هذه الدول، إلا أنه يعيش في مستوى دون مستوى معيشتهم، لذا ينبغي أن تتضافر الجهود في مكافحة مظاهر الفساد بأنواعه كافة للقضاء على الفقر المستشري بين أوساط المجتمع».