قال الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس إنه يريد تحقيق السلام وتطبيع العلاقات مع جنوب السودان، وذلك في أولى زياراته لجنوب السودان بعد انفصاله عن الشمال عام 2011 عقب حرب أهلية استمرت عقودا. واتفق البلدان في مارس على استنئاف ضخ النفط من الجنوب إلى الشمال ونزع فتيل توتر هدد بأن يشعل مجددا حربا بين الجانبين أسفرت عن مقتل ما يزيد على مليوني شخص. وعبر بعض الدبلوماسيين عن أملهم في أن تساعد زيارة البشير البلدين على تجاوز أزمة انعدام الثقة وحل خلافات عالقة بشأن ملكية أبيي وبعض المناطق الحدودية الأخرى. وكان البشير ألغى زيارته إلى جوبا قبل عام عندما تفجر قتال على الحدود كاد أن يتحول لحرب شاملة بين البلدين. وقال في كلمة ألقاها في جوبا عاصمة جنوب السودان إنه أمر بفتح حدود السودان مع الجنوب أمام حركة المرور. وأضاف الرئيس السوداني وبجواره سلفا كير رئيس جنوب السودان «إعادة استئناف ضخ النفط يعد نموذجا للتعاون المشترك.. وتم الاتفاق والتعاون على كافة الترتيبات اللازمة حتى تضخ الدماء في شرايين الاقتصاد بالبلدين من أجل رفاهية شعبينا. «وفي هذا المقام أوجه كافة أجهزة الدولة بالسودان والمجتمع المدني للانفتاح على إخوانهم… بجنوب السودان حتى يكون اتفاق التعاون واقعا يمشي بين الناس». ومضى قائلا «هذه الزيارة الناجحة بكل المقاييس تمثل نقلة في العلاقات بين البلدين وأوجه بفتح كل المعابر الحدودية الجاهزة للتواصل». وصرح كير بأنه اتفق مع البشير على مواصلة الحوار لحل كل الخلافات بين البلدين بشأن المناطق المتنازع عليها على طول حدودهما التي تمتد لمسافة 2000 كيلومتر. وقال كير «هذه أول زيارة للرئيس البشير بعد استقلال جنوب السودان، واتفقت أنا والرئيس البشير على تنفيذ كافة اتفاقيات التعاون التي وقعت في شهر سبتمبر الماضي، واتفقنا سويا أن بعض القضايا تحتاج لمزيد من النقاش ولم نتفق حولها بعد وتحتاج لحوار مثل ترتيبات الوضع النهائي لمنطقة أبيي وتشكيل مجلس منطقة أبيي، وطالبنا ببدء تسديد نصيب أبيي من عائدات النفط المستخرج بالمنطقة وإعطاء الجنوب أيضا نصيبه من نفط أبيي». «ولم نتفق بعد حول وضع شركة سودابت… ولكن اتفقنا على مواصلة الحوار لنصل لاتفاق كامل. اتفقنا على استتباب الأمن في المناطق منزوعة السلاح وجعل الحدود مرنة ومفتوحة للناس والبضائع». وبعد اجتماعهما في القصر الرئاسي خلع البشير -الذي دعا كير لزيارة الخرطوم- ملابسه الرسمية ليرتدي جلبابا أبيض أدى به صلاة الجمعة في المسجد الكويتي بوسط جوبا. وقال البشير أمام 400 من المصلين إنه جاء إلى جوبا لأن البلدين يتمتعان الآن بأكبر فرصة لتحقيق السلام، مضيفا أنهما لن ينجرفا إلى الحرب مجددا. وزيارة البشير السابقة لجوبا كانت في التاسع من يوليو/ تموز 2011 لحضور الاحتفالات بالانفصال الرسمي لجنوب السودان. وأغلقت الطرق الرئيسة في جوبا وامتلأت بأعلام البلدين، وأعرب السكان عن أملهم في أن تثمر الزيارة عن إقرار السلام.