أجرى الرئيس السوداني عمر البشير، الجمعة، محادثات لتهدئة التوتر، مع رئيس جنوب السودان سلفا كير اثناء زيارة قصيرة الى جوبا هي الاولى الى جمهورية جنوب السودان منذ استقلالها عن السودان في تموز/يوليو 2011. وكان كير في استقبال نظيره صباحا قبل توجههما الى القصر الرئاسي. وقال البشير في مؤتمر صحافي مشترك ان الطريقة الوحيدة لحل المشاكل بين البلدين هي من خلال الحوار، مؤكدا أن الهدف من زيارته هو الدفع لتطبيق اتفاق ايلول/سبتمبر الذي يتناول عددا من القضايا الثنائية التي لا تزال عالقة منذ انفصال جنوب السودان في 2011، ومن اهمها قضية النفط. وكان البشير ألغى زيارته إلى جوبا قبل عام عندما تفجر قتال على الحدود كاد يتحول لحرب شاملة بين البلدين. وقال أمس انه أمر بفتح حدود السودان مع الجنوب أمام حركة المرور. وأضاف : إعادة استئناف ضخ النفط يعد نموذجا للتعاون المشترك .. وتم الاتفاق والتعاون على كافة الترتيبات اللازمة حتى تضخ الدماء في شرايين الاقتصاد بالبلدين من أجل رفاهية شعبينا. ومضى قائلا «هذه الزيارة الناجحة بكل المقاييس تمثل نقلة في العلاقات بين البلدين وأوجه بفتح كل المعابر الحدودية الجاهزة للتواصل». وصرح سلفا كير : هذه أول زيارة للرئيس البشير بعد استقلال جنوب السودان واتفقت أنا والرئيس البشير على تنفيذ كافة اتفاقيات التعاون التي وقعت في شهر سبتمبر الماضي واتفقنا سويا أن بعض القضايا تحتاج لمزيد من النقاش ولم نتفق حولها بعد وتحتاج لحوار مثل ترتيبات الوضع النهائي لمنطقة أبيي وتشكيل مجلس منطقة أبيي وطالبنا ببدء تسديد نصيب أبيي من عائدات النفط المستخرج بالمنطقة وإعطاء الجنوب أيضا نصيبه من نفط أبيي. وقد نال جنوب السودان استقلاله بعد حرب اهلية طويلة استمرت عقدا (1983-2005) بين حركة التمرد التي كان كير من قيادييها وسلطة الخرطوم التي كان البشير احد قادة جيشها قبل ان يتولى الحكم في 1989. وانتهت المواجهات في نهاية 2005 بالتوقيع على اتفاق سلام ادى الى انقسام السودان لكنه ترك العديد من المشاكل عالقة. وفي بيان مشترك في ختام محادثاتهما اكد الرئيسان «التزامهما الجاد والمخلص بتنفيذ اتفاقية التعاون المشترك التي وقعت في اديس ابابا في 27 ايلول/سبتمبر 2012». وأعربا عن «رضاهما التام على التقدم في انفاذ كافة بنود مصفوفة انفاذ الاتفاقيات» واشادا بالتقدم في «تنفيذ اتفاقيات الترتيبات الامنية والنفط». وورثت جوبا ثلاثة ارباع الاحتياطي النفطي في السودان قبل تقسيمه، لكن لم يتوصل البلدان حتى الآن الى اتفاق حول ما يجب ان تسدد الخرطوملجوبا مقابل نقلها النفط في انابيبها وتصديره. وتسبب هذا الخلاف النفطي في كانون الثاني/يناير 2012 في توقف جنوب السودان الذي كان غاضبا لان السودان اقتطع منه نفطا لدى نقله في انابيبه، عن الانتاج فجأة، وكان لذلك التوقف انعكاس سلبي جدا على اقتصاد البلدين.