كشف الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، عن أن جريدة «الدستور» البصرية، هي أول صحيفة نشرت حديثاً صحافياً لمؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز، عام 1331ه/ 1913م. وقال الشبيلي إن مؤسس جريدة «الدستور» عبدالله الزهير، أجرى اللقاء الصحافي مع الملك عبدالعزيز في القطيف، قبل مائة عام، إثر دخول إقليمالأحساء في حكمه عام 1913م، ونشر اللقاء في عدد الجريدة رقم 67 الصادر يوم الجمعة 13 رمضان المبارك عام 1331ه، 3 أغسطس 1913م، «وما زلت أظنه أول حديث صحفي من نوعه معه». جاء ذلك في محاضرة أقامتها «خميسية الجاسر» صباح أمس في الرياض، وتحدث فيها الشبيلي عن صحيفة «الدستور»، موضحاً أنها أول صحيفة عراقية، وأسسها صحافي قدم من نجد إلى البصرة (من الأسرة المعروفة في حريملاء التي استقر بعض أفرادها في الزبير)، هو عبدالله الزهير عام 1912م، ثم آلت إلى زميله عبدالوهاب الطباطبائي (من الأسرة المعروفة البصرية الأصل الكويتية الاستقرار). وأوضح الشبيلي أن اللقاء تضمن مواضيع توثيقية مهمة عن أجواء تلك الفترة، قبل عشرة أعوام من اكتمال توحيد المملكة، مشيراً إلى أن المحرر أفاض في اللقاء المنشور، في وصف الحالة السياسية في الأحساءوالقطيف والعقير، مقارناً وضعها في ظل الحكم التركي في زيارته الأولى، بما آلت إليه أمنياً واقتصادياً بعد دخولها في الحكم السعودي، وهو ما جعل المحرر يفكر في العودة ثانية لزيارة هذه الأنحاء والالتقاء بالحاكم الجديد في أثناء وجوده، أي الملك عبدالعزيز، في القطيف، فحظي منه بحديث أوضح فيه دواعي إقدامه على ضم إقليميالأحساءوالقطيف، والأسباب الموجبة لتحريرهما من قبضة الأتراك الهشة، والتشجيع والتسهيلات التي لقيها قبل وبعد من أهاليهما. كما تحدث عن الرأفة التي تعامل بها مع جند الترك، والعلاقة مع لواء البصرة والباب العالي، مبقياً الباب موارباً لعلاقة متوازنة مع الحكومة التركية، تعترف بموجبها بسلطته على الإقليمين. وبيَّن أن خيرالدين الزركلي أورد في كتابه «شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز» معلومات عن المقابلة ومقاطع منها، كما أفاد بأن مدير مركز الوثائق في ديوان ولي عهد البحرين علي أباحسين أهداه قبل نحو عشر سنوات، صورة عدد من أعداد هذه الجريدة كان موجوداً في المركز، لكنه لم يكن العدد المنشود، مشيراً إلى أن هاجس البحث عن المقابلة والجريدة ظل يشغل باله، وأنه بدأ بمركز دراسات الخليج في جامعة البصرة للبحث عن العدد، ثم البحث عنها في مكتبات دول الخليج ومراكز التوثيق، وفي الأرشيف العثماني ومكتبتي السليمانية وبايزيد في أسطنبول. ولفت أنه منذ عامين، بدأ التعاون مع مكتبة البابطين المركزية في الكويت، برغبة الوصول إلى بقية المكتبات العراقية، وبخاصة مكتبة «العباسية» في البصرة، حيث وعد بعض رموزها المقيمين في المملكة وفي الموصل، بالبحث عنها متى سمح الظرف الأمني بذلك، وأبديت الاستعداد لزيارة البصرة بغرض البحث في المكتبة، التي بقيت مغلقة طيلة هذه السنوات خوفاً عليها. «وكنت قد علمت في هذه الأثناء» أن الجريدة نشرت كذلك حديثاً نادراً مع الشيخ مبارك الصباح. واستطرد أن جهود الأخوين عبدالعزيز، وعبدالكريم سعود البابطين، والمديرة العامة لمكتبة البابطين سعاد العتيقي، أثمرت في العثور، عند بائع للصحف والمجلات القديمة في بغداد، على 51 عدداً أصليّاً من الجريدة في فترة عبدالله الزهير، بما فيها العددان 38 و67 المتضمّنان تباعاً حديثي الشيخ مبارك والملك عبدالعزيز، حيث اشتراها عبدالعزيز سعود البابطين لتستقر تلك الأعداد المعثور عليها في مكتبة البابطين. وتناول الشبيلي مسيرة الجريدة، مشيراً إلى أن عبدالله أفندي باشا الزهير أسسها في البصرة في يناير من عام 1912م، وقال: هي، على ما يبدو، الطبعة العربية لصحيفة الدستور التركية، التي اتخذت اسمها من مناسبة إقرار الدستور العثماني عام 1908م، حيث صدرت في إثره مجموعة من الصحف في الولايات الخاضعة للدولة العثمانية بما فيها ولايتا الحجاز والبصرة.