كشف مخططون استراتيجيون ل»الشرق» أن هناك صعوبات فنية تواجه تنفيذ قطار الحرمين الممتد من المدينةالمنورة مروراً بجدة ووصولاً إلى مكةالمكرمة، مؤكدين أن تضارب آراء الفنيين حول إنشاء بعض المحطات الفرعية للقطار، والتراجع عن إنشاء محطة في الشميسي، وصعوبات توقف القطار خلال تنقله بين بعض المحطات، ستؤدي إلى ظهور بعض المشكلات عند حلول الفترة الزمنية المحددة لإنهاء المشروع.وكشف مدير التخطيط العمراني في أمانة العاصمة المقدسة، المهندس خالد أبوالفدا، ل»الشرق» عن أن وزارة المالية تقدمت للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية باقتراح يتضمن إنشاء محطة فرعية للقطار قريبة من مركز الإيواء ومدينة الملك عبدالله الطبية في الشميسي؛ لخدمة المرافق الصحية في المدينة، وتسهيل تنقلات المرضى، إلا أن المؤسسة العامة، وبعد أن عرضت الاقتراح على الشركات الاستشارية للمشروع، تعذرت بصعوبة تنفيذ الاقتراح؛ نظراً لوجود مصاعب فنية تتعلق بقصر المسافة بين محطة القطار والمحطة التالية في جدة، وصعوبة توقف القطار خلال هذه المسافة القصيرة.وأوضح أبوالفدا أن المؤسسة العامة رفضت وجود محطة فرعية للقطار؛ حتى لا تقلل من سرعته، مع أنه بإمكانهم إيجاد مجموعة من القطارات الفرعية تتوقف في المحطة، في حين يستمر القطار الرئيسي في طريقه إلى المحطة التالية في جدة، كما هو حاصل في كل مدن العالم، مرجعاً عدم أخذ المؤسسة العامة بهذا الحل إلى كونها لا تريد للمشروع أن يتوقف في هذه الفترة، وأكد أن هذا الحل سيطبق عاجلاً أو آجلاً.من جانبه، أوضح رئيس اللجنة العقارية في غرفة مكةالمكرمة، الدكتور منصور أبورياش، ل»الشرق»، أن المؤسسة العامة للسكك الحديدية تراجعت عن إنشاء محطة للقطار في الشميسي واكتفت بمحطة الرصيفة؛ بسبب عدم وجود مسافة كافية للتوقف بين محطة الشميسي ومحطة جدة، مفيداً أن المشروع انتزع له ألف و500 عقار، مع وجود أراضٍ مجهولة ما بين مكة وبحرة لم يتقدم أصحابها بصكوكهم. فترة التقاطع وفي اتصال ل»الشرق» مع استشاري هيئة تطوير مكةالمكرمة، المهندس أشرف فايز، أوضح الأخير أن فترة التقاطع ما بين قطار وآخر تقتضي مسافة معينة، وهو ما يمنع إنشاء محطة بين مكةوجدة، مشيراً إلى أن قطار الحرمين من نوعية القطارات بين المدن، وهذه القطارات لا تنشأ لها محطات فرعية، وإنما يكتفى بالمحطات الرئيسية في كل مدينة، مثل محطة الرصيفة في مكة، ومحطتي مطار الملك عبدالعزيز، وطريق الأمير ماجد في جدة.ورأى أن الحل يكمن في إيجاد شبكة قطارات حضرية داخل المدن تسهم في النقل ما بين أطرافها، وهو ما سيحدث في حال تم تنفيذ مترو مكة الذي يربط بين قطار المشاعر وقطار الحرمين. ويمتد قطار الحرمين بين مكةوجدةوالمدينةالمنورة بطول 480 كيلو متراً، ويربط المشروع الذي ينفذ في مرحلته الأولى الآن بين مكةوجدة بخط مزدوج طوله 78 كيلو متراً، وكان من المقرر أن تكون له من ناحية مكة محطتان؛ محطة شرق طريق الدائري الثالث في حي الزهارين في الرصيفة، ومحطة في الشميسي، لكن المؤسسة العامة للخطوط الحديدية التابعة لوزارة النقل والمواصلات اكتفت بمحطة واحدة هي محطة الرصيفة.