الرياض – فهد الجهني الأميرة سميرة الفيصل: الجمعية عاجزة عن تحقيق مطالب كثيرين من هذه الفئة لعدم توفُّر الإمكانات. وزارة العمل: نمنحهم خادمة وسائقاً دون رسوم ونحسب الفرد منهم بأربعة في السعودة. «الشؤون الاجتماعية»: نمنحهم إعانات مالية وبطاقات تعريف وتخفيضاً ومواقف وتسهيلات مرورية. آل حسان: لابد للجمعية أن تسلك كل الطرق وألا تعتمد على الآخرين. يعاني التوحديون في المملكة من عدم وجود جهة ترعاهم وتدعمهم وتتحدث باسمهم، سوى دعم محدود جدا من جمعية أسرة التوحد التي ليس لها فروع إلا في الرياض فقط، الأمر الذي حرم التوحديين في المدن الأخرى من خدماتها، و»الشرق» التقت عديدا من أسر التوحديين التي طالبت بإيجاد مراكز متخصصة، وإيواء وتأهيل ومراكز ترفيهية واجتماعية، وبرامج تدخل مبكر وتفاعل الجهات المسؤولة، والجمعيات المختصة، وبطاقات تعريفية خاصة بهم، وتعاون الجهات الأمنية والقضائية، وتحمل المسؤولية المادية، وتكاليف المراكز المتخصصة الأهلية في مدن ومحافظات المملكة المختلفة، وتساءلت: لماذا لا يتم بناء مراكز تأهيل داخلية للتوحديين؛ ليكون المصاب بجانب أهله وأسرته؟ وتساءلت عن كيفية دفع تكاليف من يتم ابتعاثهم خارج المملكة، واستشهدت بوجود 730 حالة في الأردن، إضافة إلى من هم موجودون في مصر والكويت وغيرها، كما طالبت بضرورة دمجهم في المجتمع. نظرة المجتمع تقول أم فيصل (يعاني ابنها الأكبر من التوحد)»بحمد الله إن ابني استطاع حفظ القرآن، وحصل على جائزة سلطان بن سلمان، وجائزة محمد بن صالح، ولا نتلقى أي دعم سوى دعم مادي محدود من الشؤون الاجتماعية، وهذه الفئة تحتاج دعم الجميع، حيث تنقصنا المراكز التأهيلية، ومراكز تدريب للكبار، ومراكز الترفيه والإيواء، مشيرة إلى معاناة بعض الأسر التي لديها أكثر من حالة، كما أضافت «نعاني من نظرة المجتمع لأبنائنا، ونحتاج إلى توعية بهذا الخصوص، وكذلك استغلال المراكز الأهلية الخاصة التي تتعامل مع التوحدي كأنه كنز !!» فيما قال «الملحم» ابني مصاب بالتوحد ويستطيع قراءة وتلاوة القران وترتيله على أكثر من قراءة ، ونريد دعما ماديا ومعنويا واجتماعيا ونطالب بزيادة الدعم المادي الذي لا يفي بحاجاتهم. اجتهادات شخصية وبين حلاص القحطاني (أب لولدين توحديين) أنه ليس هنالك أية جهات تقدم الدعم أو التوجيه والإرشاد، وكل ما يتم هو اجتهادات شخصية، مبينا أن أسرة التوحدي تعاني أشد المعاناة سواء في التعامل مع الابن على حساب الأبناء الآخرين، ونظرة المجتمع وطريقة تعاملهم معه، وعدم وعيهم له، لافتا إلى أن البطاقة التي يحملها الطفل لم تفعل، وقال «نعاني من الوقوف والانتظار طويلا في المستشفيات وغيرها من الأماكن، والجهات الحكومية والأهلية ليس لها أي دور يذكر في خدمة هذا المعاق» مضيفا أنهم بحاجة إلى اختصاصيين ومتخصصين في مجال التوحد وتأهيل الأسر، مقللا من دور الشؤون الاجتماعية الذي لا يتعدى الدعم المادي فقط، وقال «إن الطفل التوحدي لدينا بحاجة إلى الدعم المادي والمعنوي والأسري والمجتمعي، ومراكز تأهيل وتدريب وتفعيل الدمج الكامل في المدارس» لافتا إلى أن من يرسل لخارج السعودية يجد الدعم أكثر ممن هو بداخلها مستشهدا بوجود 730 حالة في الأردن فقط، ناهيك عن الموجودين في مصر والكويت، مشيرا إلى معاناتهم مع طول وإجراءات «الفيزة» سواء للسائق أو الشغالة التي تمنح للمعاق، مستغربا عن اشتراط تسجيلها باسم الطفل، وهو لا يحمل بطاقة أحوال، ومتسائلا لماذا لا يتم تسجيلها باسم الأب؟ وقال «إن جمعية أسرة التوحد تقدم بعض الدعم المحدود في الرياض فقط». تفريغ الطاقات وقال حسن الدهيمان (أب لمعاقين مصابين بالتوحد عمر سبع سنوات وأربع سنوات) «نعاني قلة الدعم والاهتمام، ومن نظرة المجتمع، وكل ما نقوم به جهود ذاتية، ونتطلع لدور وزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الاجتماعية والقطاع الخاص والحكومي . مبينا أنهم لم يستفيدوا من البطاقة التي يحملها المعاق. فيما قال الفنان التشكيلي إبراهيم النغيثر (متطوع في جمعية أسرة التوحد إنه يقدم في الجمعية كل يوم ثلاثاء عملا تطوعيا لمدة ساعتين في التلوين وتفريغ الطاقات، وطالب النغيثر بالأعمال الخيرية التطوعية لهذه الفئة، مشيداً بقدرتهم العالية على الاستيعاب. اعتراف ودعم وأكد الإعلامي المهتم بفئة التوحديين الدكتور محسن الشيخ آل حسان على ضرورة الاعتراف بهم ودعمهم إعلاميا وماديا ومعنويا من رجال الأعمال والقطاع الخاص، وقال «على جمعية التوحد أن تطرق كل الطرق، وتذهب في كل مكان؛ لتفعيل دورها، والوصول للمصابين أينما كانوا، وإذا لم تستطع الجمعية أن تقدم لهم شيئا فعليها البحث عمن يقدمون الخدمة لهذه الفئة المهمة من المجتمع، وعلى الجمعية ألا تعتمد على الآخرين، بل عليها الاعتماد على نفسها وعلى طرق وسائل إبراز جهودها.» إمكانيات متخصصة وقالت رئيسة جمعية أسر التوحد صاحبة السمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل آل سعود «إن الجمعية عاجزة عن تحقيق مطالب كثير من هذه الفئة، لأنها تحتاج لإمكانيات متخصصة، ومراكز تدريب، ونحن في الجمعية غير قادرين عليها» وأضافت «أن كل ما تقوم به الجمعية حالياً هو تدريب الأسر ونشر الوعي ودعم القضايا، والتعريف بحقوقهم، وتوفير دعم مادي من المتبرعين، ومسجل لدى الجمعية أكثر من 700 ملف، ودربت أكثر من 500 أسرة، وقد تم الأسبوع الماضي دعم أكثر من سبعين أسرة، إضافة إلى كفالة عدد منهم، والصرف عليهم، كما قامت الجمعية بإرسال بعض الطلاب إلى الأردن للتدريب» مؤكدة أن ذوي الاحتياجات الخاصة لا يجدون الرعاية الكافية والاهتمام المأمول، ولا الخدمات المساندة التي يحتاجونها، وكثير من حقوقهم مهدورة، مؤكدة معاناتها كأم لطفل توحدي ومجسدة ما تعانيه أسرة التوحد قائلة «إنها رسالة يجب أن يعيها المجتمع والجهات المسؤولة، ورسالة كل أب وأم توحدي. والمطالبة بالدعم الإعلامي والمادي والمعنوي، والقطاع الخاص والحكومي ورجال الأعمال بدعم هذه الفئة، وطالبة دعم رجال الإعمال في بناء الأوقاف التي تمتلكها الجمعية في مناطق المملكة، وافتتاح فروع في أنحاء ومناطق المملكة لخدمة هؤلاء». إعانات مالية د. طلعت الوزنة وأوضح مدير الخدمات الطبية في وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور طلعت حمزة الوزنة أن الوزارة تمنح المصابين بالتوحد إعانات مالية حسب شدة الإعاقة ابتداءمن 833 إلى 1666 ريالا شهريا، إضافة لبطاقة تعريف بمرض التوحد لتسهيل حركتهم في العيادات والأسواق وغيرها، وبطاقات تخفيض والمواقف والتسهيلات المرورية، مشيرا إلى أنه تم إعداد برنامج دبلوم فني توحد بإشراف المركز الوطني للبحوث والدراسات الاجتماعية، وبالتعاون مع الجمعية السعودية الخيرية للتوحد، وتخرج دفعتين 40 خريجة والمعترف به من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وتم تعيين الخريجات في جدة والدمام والرياض. وحدات تأهيلية وقال الوزنة إنه تم إنشاء وحدات تأهيلية للتعامل مع حالات التوحد المتوسط والشديد المقيمة في مراكز التأهيل الشامل في مركز الإناث بالملز، وجدة والدمام مضيفا أنه تم افتتاح مركز الأمير ناصر بن عبدالعزيز للتوحد في الرياض في آخر العام 1432ه وأكد الوزنة أنه تمت التراخيص لمراكز التوحد الأهلية والإيوائية التي تقدم خدماتها للفئات من التوحد أن تدخل ضمن نظام إشراف الوزارة والمتابعة والتقييم. خادمة وسائق حطاب العنزي فيما قال المتحدث باسم وزارة العمل حطاب العنزي «نمنح أي معاق تثبت إعاقته بتقرير من وزارة الشؤون الاجتماعية، خادمة وسائقا دون دفع أية رسوم، كما نحسب الفرد منهم بأربعة في السعودة في القطاع الخاص، شريطة أن يسند إليه صاحب العمل أعمالا تتناسب مع إعاقته ويمارسها فعلياً، ومن يقوم بالتوظيف فقط للحصول على الميزة دون أن يمارس عمله فهذا يسمى «سعودة وهمية» يحاسب عليها القانون والنظام، وفي حالة اكتشاف مثل هذه الحالات سيتم محاسبة صاحب العمل. أطفال التوحد مع مجموعة من المهتمين (الشرق) إحدى مناسبات جمعية التوحد