أثار قرار الحكومة السورية بسحب الآلاف من جنودها من هضبة الجولان خلال الأسابيع الأخيرة مخاوف الإسرائيليين من استغلال المجاهدين السوريين هذه المنطقة التي أصبحت خالية حالياً ويمكن استخدامها كنقطة لشن هجمات على الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل. وقال دبلوماسيون غربيون إن الانتشار السوري قرب خط إطلاق النار في الجولان كان الأكثر أهمية في أربعين عاماً لحماية قوات حفظ السلام الدولية، ولكن هذه القوات نقلت إلى جبهات القتال القريبة من دمشق. تجد الأممالمتحدة نفسها في موقف ضعف أكثر من أي وقت مضى، حيث يفكر جنود قوات حفظ السلام في إعادة النظر في التزامهم، ومنهم النمساويون الذين يقدمون أكبر مساهمة في القوة الدولية. ونقلاً عن صحيفة «الجارديان» البريطانية ذكر مصدر دبلوماسي غربي أن الحكومة السورية سحبت أفضل قواتها من الجولان، واستبدلت بهم قوات قليلة جداً وأقل كفاءة وتدريباً، وقال مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية إن مهمة قوات حفظ السلام في الجولان الآن أهم من أي وقت مضى، مضيفاً: «نعلم أن بعض الدول تفكر في سحب جنودها، ونحن نشعر بالقلق حيال ذلك، وتحدثنا إلى الأممالمتحدة في نيويورك لمعرفة ما إذا كان هناك بديل في حال انسحبت إحدى وحدات الدول، لا نعلم سيناريو اختفاء قوات حفظ السلام، ولكننا واعون تماماً لهشاشة الوضع». سحبت كرواتيا قواتها في فبراير، مما وضع عبئاً إضافياً على النمساويين للبقاء، ويمثل الجنود النمساويون ثلث عدد جنود قوات حفظ السلام البالغ عددهم ألف جندي على الحدود الإسرائيلية. وقال مسؤول إسرائيلي كبير آخر: «نحن قلقون للغاية من الوضع في الجولان، فمنذ عام 1974 كانت المنطقة هادئة بشكل ملحوظ، ولكن الوضع تغير الآن ونحن نتابعه عن كثب». وقال القائد السابق لوحدة الدفاع الإسرائيلي والمسؤول عن العلاقات مع قوات حفظ السلام الجنرال باروخ شبيجل: «إن وضع القوات حساس جداً، ومن المهم إيجاد آلية للسماح لهم بالبقاء، إذا كانت الأممالمتحدة غير قادرة على أداء مهمتها فسنكون في مأزق كبير جداً جداً».