«أكيد أمك داعية لك» عبارة تسمعها من أحدهم إذا ما حالفك التوفيق وزانت أمورك وتسهلت دروبك في الحياة. طيب.. إذا دعتك الحاجة لأن تكون أحد ركاب (الخطوط الجوية السعودية) أو من الساعين -لظرف ما- لكسب معركة الفوز بمقعد على متن رحلاتها الداخلية وبئس المصير، هذه المعركة التي أصبحت شراً لا مفر منه وهاجس كل راغب سفر، فبالتأكيد هنا، أمك داعية عليك! فتخيل عزيزي القارئ أنك ظفرت بمعجزة المقعد سواء باللجوء لصديق (واو) أو حتى مقعد أنبوبي -على طريقة أطفال الأنابيب- فلا تظن بمقعدك هذا أن الخطوط تبتسم لك «أنت وخشتك» التي لا تعجب بأي حال موظفي كاونترات الحجز الذين يتعاملون بجفاف ونبرة حادة مع كل قاصد لهم لا يحمل «فيتامين»، فضلاً عن رقم اتصال الحجز الموحد الذي لن تطول منه مبتغاك ولو بعد حين في معظم الأحوال والأزمنة. كحال صديقي الذي ذاق الأمرين -الأسبوع الماضي- في رحلته من جازان إلى جدة ومنها إلى الدمام (ذهاباً وعودة) في مهمة عمل. إذ بعد أن تمخضت جهوده بالحصول على مقعد يحمله إلى وجهاته، كان للمقرود موعد آخر مع العناء والمشقة وبالتحديد على الرحلة 1123 الدمام – جدة. حيث ظلت فتحات تكييف الطائرة تنفث الهواء الحار على ركابها بسخاء زهاء ساعتين لم يكن جميل فيها -على حد وصف صديقي- إلا تذكيره بباص مدرسته الذي كان يقله وأقران الطفولة عند العودة من المدارس في فصل الصيف.. والأجمل طلة المضيفة اللبنانية وصوتها الجبلي اللي لطف الجو بعض الشيء على صاحبنا وأذاب ما بقي منه في نفس الوقت، بسؤالها له: «بَدّك تونِِِة أو لَبْنِِِة؟ فيا خطوطنا الجوية.. لا بدنا تونة ولا لبنة! بدنا شوية احترام مع بعض اهتمام.. وإلا القطرية والإماراتية في الطريق وستصبحين خياراً ثالثاً للمسافر إن لم يكن الرابع، ولن تفيدكم حينذاك لا التونة ولا اللبنة في شيء. همسة: يا مدور للمكاسب راس مالك لا يضيع