تُشكل قرود البابون المنتشرة على سلسلة جبال السروات والمرتفعات الغربية في منطقة عسير بالذات مصدر قلق لقاطني تلك المرتفعات؛ نظراً لما تسببت به من اعتداء على المزارع والمنازل، بالإضافة إلى كثرتها وانتشارها المخيف، مما دعا المسؤولين إلى التحرك العاجل ووضع حلول للحد من تفاقم تلك المشكلة. وقال مدير عام فرع وزارة الزراعة في منطقة عسير المهندس فهد الفرطيش ل «الشرق»، إن قرود البابون تتغذى على الغطاء النباتي، وهو الأمر الذي جعل كثيراً من المزارعين يشكون من تعديها على مزارعهم، مبيناً أنه تم في وقت سابق تشكيل لجان مشتركة لبحث الأمر ضمت في عضويتها بجانب الزراعة كلاً من الأمانة والهيئة السعودية للحياة الفطرية، حيث تعد محافظة النماص من أكثر محافظات المنطقة انتشاراً لقرود البابون. ولفت إلى أن وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم لاحظ خلال زيارته الأخيرة للمنطقة كثرة وجودها وطلب بعض المحاضر وتفعيل توصيات اللجان السابقة، مؤكداً السعي الجاد للتعاون في إيجاد الحلول لتلك المشكلة، على الرغم من أنها ليست من اختصاص الزراعة وإنما البلديات. وشدد الفرطيش على ضرورة الحد منها عن طريق عدم تدمير الغطاء النباتي بكافة أشكاله مع ضرورة عدم تزويدها بالأطعمة وتسوير مرامي النفايات ووضع صناديق مغلقة مما سيسهم في الحد من انتشارها. من جهته، أوضح رئيس بلدية النماص المهندس سراج بن أحمد الغامدي ل «الشرق»، أنه عُقد في وقت سابق بالمحافظة اجتماع ضم البلدية والزراعة والهيئة السعودية للحياة الفطرية، بالإضافة إلى المحافظة لمناقشة ملف قرود البابون في المناطق الجبلية للنماص خاصة وفي جبال السروات بشكل عام وتم الاتفاق في حينها على عدة توصيات عملت البلدية على تنفيذها على أرض الواقع وتنفيذ ما طلب منها عبر تسوير مرمى النفايات بشبوك تمنع دخول القرود والحيوانات الضالة للحصول على الطعام، بالإضافة إلى تركيب عدد ثلاثين حاوية نفايات مغطاة في الجهة الغربية والمتنزهات تمنع وصولها لها، فيما تم التنسيق مع الأهالي بوضع شبوك وصناديق مغطاة لتجميع النفايات وتغطيتها مع عدم إغفال الجانب التوعوي وذلك بوضع لوحات تحذيرية لتوعية المواطنين من أخطار القرود وعدم تزويدها بالطعام والحفاظ على المتنزهات من رمي المخلفات بها والتي تؤدي إلى وجودها. أما مدير عام المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية في الطائف أحمد البوق، فذكر ل «الشرق»، أن الهيئة عملت على هذه المشكلة منذ فترة طويلة عبر دراسات كثيرة أجرتها لتحديد حجمها ومناطق توزيعها والحلول المثلى المقترحة القصيرة والمتوسطة والطويلة المدى، لافتاً إلى أنها تُعد مصدر تغذية تتغذى عليها النمور والذئاب والضباع. وأرجع أسباب تفاقم المشكلة إلى التوسع في النطاق العمراني، وحرائق الغابات، والاحتطاب الجائر، وفتح الطرق العشوائية في المناطق الجبلية، والرعي الجائر وكل ما يؤدي إلى تدمير الغطاء النباتي. وأكد البوق أن دور الهيئة في هذا الجانب يُعد جهة استشارية لمعالجة المشكلة في المدن وما يعانيه الأهالي من كثرة وجودها وخصوصاً في مناطق الطائف، الباحة، وعسير، حيث إن الجهة المعنية في حل المشكلة تلك وزارة الشؤون البلدية بالتعاون مع الأهالي. وأضاف أنه تمت مخاطبات بين الهيئة ووزارة البلديات حول مشكلة قرود البابون وعلى ضوئها تم الاتفاق على عقد ورشة عمل متخصصة لمناقشة استعراض الدراسات ونتائجها والحلول والتدريب على أفضل الطرق للحد من ظاهرة استئناس القرود، على أن يتم عقدها في منطقة عسير خلال الفترة المقبلة. وحول الحلول المقترحة للحد منها، أوضح البوق أنه يجب النظر إليها كحزمة واحدة متكاملة ولا يمكن الأخذ بحل أو حلين وترك الحلول الأخرى، مبيناً أنه من ضمن الحلول خفض أعداد المجموعات المستأنسة التي تقع حول المدن الكبيرة، إضافة إلى حلول بعيدة المدى عبر تعقيم الذكور جراحياً أو الإناث عبر تعقيم كيماوي لمنع الحمل. وأشار إلى أنه من ضمن الحلول معالجة مشكلات مرامي النفايات عن طريق تشبيكه أو تسييجه بسياج كهربائي آمن لمنع دخولها، بالإضافة إلى تعديل تصميم حاويات النفايات كونها مصدر غذاء لها عن طريق تغطيتها، وكذلك توعية المواطنين والمقيمين بعدم رميها أو تركها في الأماكن العامة والتي فيها وجود لها، ووضع عقوبات للأشخاص وأصحاب السيارات الذين يقفون لتزويدها بالغذاء. قرود على جانبي طريق السودة السياحي