شهد بهو فندق «الماريوت» (مقر سكن ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 28»)، غياب المثقفات والكاتبات، وكان أغلب الحضور ضيوف المهرجان من العرب والسعوديين، وسيطر على حديث السعوديين تحديداً، تعيين حسين بافقيه مديرا عاما للأندية الأدبية خلفاً لعبدالله الكناني. إثارة الذكريات أثار الدكتور محمد المسفر مع الضيوف حديث الذكريات، مستعيداً سيرته الأولى في منطقة الباحة، في قرية الطرفين، مروراً بحديثه عن ذكرياته في مكةالمكرمةوجدةوالقاهرة والإمارات وقطر، وتخضّب حديثه بالشجن والحنين للبئر الأولى، مؤكداً أن ذاكرة الطفل عسيرة على المحو كون ما تستقطبه نقش على جدار الذاكرة. تاريخ موريتانيا يتمتع الباحث الموريتاني السيد أحمد الوافي بقدرة على إيجاز القضايا والمفاهيم، وقدم لأصدقائه المثقفين في البهو موجزاً عن تاريخ موريتانيا وبلاد شنقيط وعلاقتها باللغة العربية والشعر، مشيراً إلى أن العشق للعرب، وحميمية الود دفعا إلى تمرير مصطلح «بلد المليون شاعر» حتى غدا وصفاً أسطورياً لا علاقة له بالواقع، وإنما كان وسيلة تودد للجذور الأولى، وعرض شيء من سيرته الدراسية بين القاهرة وباريس بلغة تراتبية عصيّة على التكرار والنسيان على الرغم من بلوغه السبعين عاما، مثمّناً للمسؤولين في المهرجان دعوته للمرة الثانية بعد 14 عاما من الدعوة الأولى. تعيين بافقيه ثمّن عدد من المثقفين السعوديين المدعوين للمهرجان «الموقف الإيجابي» لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة من مهرجان تبوك الأول للشعر الخليجي، مبدين تقديرهم للوزير لتأييده إقامة المهرجان وتذليل السبل لنجاحه، وتتويجه ذلك باختيار الناقد حسين بافقيه مديراً عاماً للأندية الأدبية، ودار الحوار حتى ساعة متأخرة من ليل البارحة الأولى بين محمد عابس وغرم الله الصقاعي، وصالح زمانان، ونايف البقمي وعلي الحازمي عن مستقبل الأندية في ظل إدارة ثقافية واعية ومؤهلة للتعامل مع النخب الوطنية. رفض «المفكر» أدهش المفكر علي حرب المثقفين برفضه وصف أي كاتب في قضايا الفكر بالمفكّر، كون البشر جميعاً يفكرون، مؤكداً أن العلاقة باللغة الصوفية والإشارات المعمّقة لرموزها، ومنهم ابن عربي والحلاج، سكنته مبكّراً، ما صبغ تناوله للقضايا باللغة الأدبية، مبدياً إعجابه بقصيدة النثر لما تكتنزه من ومضات عميقة الدلالة، موضحاً أنه بدأ الكتابة مبكراً لكسر السلطات الثلاث (سلطة الأب وسلطة المعلم وسلطة الخوف)، كون الكتابة تحرر الذات الكاتبة من أسر الخوف. تلميذ التويجري يكاد يجمع ضيوف الجنادرية على سعادة روح الراحل عبدالعزيز التويجري، بوجود قامة بحجم رئيس اللجنة الثقافية حسن خليل، ووصفوا خليلاً بالتلميذ النجيب ل»عرّاب الجنادرية»، كونه أحسن اختيار الضيوف، وأحسن التواصل معهم ببساطة معهودة وذاكرة مُتقنة للأسماء والرموز وكتاباتهم، من جانبه لا يتبرم خليل من الرد على شاكريه بقوله «هذا واجبنا». حسن الحازمي.. وقليل من الوقت مع الجوال مهند مبيض، من منسوبي الجامعة الأردنية، يتصفح «الشرق» عدد من المثقفين يتحدثون عن تعيين بافقيه مديراً عاماً للأندية الأدبية حوار بين اثنين من ضيوف المهرجان (تصوير: حسن المباركي)