أصدر الأستاذان محمد سعيد طيب وعبدالله فراج الشريف المجموعة الكاملة للأستاذ عبدالله عبدالجبار والتي تتألف من سبعة مجلدات تتناول جميع أعمال الاستاذ الكبير عبدالله أحمد عبدالجبار، وقد ضمت المجموعة سبعة مجلدات الأول والثاني منها كتابه الأشهر التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية، الذي خص الشعر المجلد الأول. وخص النثر المجلد الثاني، وهو الذي كان متداولاً مطبوعاً بالآلة الكاتبة، يصوره راغبو الاطلاع عليه، وهما - معاً- محاضراته التي ألقاها على طلاب معهد الدراسات العليا العربية بالقاهرة، التابع لجامعة الدول العربية، والمجلد الثالث ضم كتاب قصة الأدب في الحجاز، والرابع ضم بحوث الأستاذ وابداعاته والخامس ضم مقدماته التي كتبها لبعض الأدباء والمفكرين، والسادس ضم مقالاته التي نشرت عبر الصحف، ثم أخيراً المجلد السابع وضم ما كتب عنه. أما افتتاحية المجموعة فقد كتبها الاستاذان محمد سعيد طيب وعبدالله فراج الشريف وفيما قالا: عشنا مع الأستاذ الكبير عبدالله أحمد عبدالجبار زمناً قارب العقدين عن قرب، يجمعنا نحن ثلة التلاميذ والمحبين مجلسه، والذين ينعتهم الأستاذ الجليل بأصدقائي، وهم في مجلسه التلاميذ الذين يصغون لما يلقيه عليهم أستاذهم بشغف، يتعلمون لا من فكره وأدبه ونقده فقط ، وإنما ايضا يكتسبون الخبرة من مواقفه الواضحة والصريحة تجاه الأدب والفكر وقبولا له عندما يوجه إليه، ومضت بنا الأيام والليالي نزداد منه قرباً وننهل من معارفه، ونكتسب من فضائل اخلاقه ما نروم به اكتمالاً. وكنا - جميعاً - نتوق لو أتيح لنا خدمة تراث هذا العملاق فأخرجناه للناس كله، فجل ما كتب أستاذنا الجليل ما طبع منه لم يطبع سوى طبعة وحيدة، ظلت تتناقلها الأيدي نسخاً أصلية من المطبوع أو مصورة، حتى كادت أن تكون كتبه المصدر الأساس الذي يرجع إليه دارسو الأدب السعودي في جل دراساتهم، فكان قاسما مشتركا بينهما رغم ذلك، وتعلمنا ان اخراج ذلك للناس يحتاج إلى تمويل ليس بالميسر لنا ولا له، حتى كان قبل عام وأشهر عدة، حينما أبدى معالي الشيخ أحمد زكي يماني رغبته في اخراج مجموعة استاذنا الكاملة على أن تنشرها مؤسسة الفرقان للتراث الاسلامي، التي هي فرع مؤسسة مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وحينما دعينا إلى مجلس معاليه ليعهد إلينا بإعداد هذه المجموعة للطبع، غمرنا فرح لا نستطيع وصفه، وبدأنا التحضير لإخراج المجموعة إلى حيز الوجود، ودعونا اخوتنا من ادباء البلاد ومثقفيها أن يبعثوا إلينا بكل ما يجدون له صلة بفكر وأدب ونقد أستاذنا الكبير، وظللنا ننتظر دون جدوى، إلا أن ما قمنا به من جهد أعاننا عليه بعض الإخوة الأفاضل نذكرهم باسمائهم ونتقدم لهم بالشكر الجزيل وهم: الأديب الأستاذ الباحث المعروف محمد عبدالرزاق القشعمي، والأستاذ الناقد حسين محمد بافقيه، والأستاذ الصحفي الأديب فهد الشريف، وقد نوهنا في توطئات مجلدات (أ) مقدمات الأستاذ الكبير الذي قدم بها ما كتب الأدباء والمفكرون، (ب) ومقالاته التي ابدع فيها، (ج) وما كتب من دراسات وبحوث عنه مما يعتبر شهادات بأقلام الأدباء والمثقفين عن جهد كل منهم على حدة. انطلاقة الفكر على يد الفقيهة جواهر بنت عبدالهادي الفقيه، تفتحت عينا الفتى ، وهو في الخامسة من عمره على صوتها الحنون في كتابها، حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن ومبادئ الحساب برفقة زملائه وزميلاته من الفتيات، يجلسون معا دون ريبة، وكل منهم ممسك بمصحفه، يرددون معا حروف الهجاء التي تنطقها (ماما جواهر) أمامهم، لتكون بعد ذلك صوتاً يصهل داخله من أجل المرأة وحقوقها التي هُضمت ووُئدت باسم العادات والتقاليد وشعارات مزيفة باسم الدين، ويدخل في معارك حامية مع بعض من صادروا حقوقها في التعليم والعمل، وكيف لا، وقد كانت المرأة أول من علمه كيف يفكر ويكتب!. وآثرت عائلته أن يكمل تعليمه فانضم إلى صفوف المدرسة الفخرية التحضيرية، ومن ثم التحق بمدرسة الفلاح في مكة، لتحلق به الأحلام الشغوفة بالعلم بعدها إلى (القاهرة) حيث ينضم إلى طلاب البعثة السعودية الثانية في مصر عام 1936، ويكون ضمن طلبة كلية دار العلوم (جامعة فؤاد الأول) ويحصل منها على شهادة الليسانس في اللغة العربية والدراسات الاسلامية عام 1940، كما أوضح فاروق بنجر ويقول «يعد من ضمن العشرة الأوائل الذين حملوا الشهادة الجامعية في المملكة». لقد كان عبدالله مغرما بالعلم والتعليم، واحترم نفسه كثيرا حينما أدرك حقيقة خطواته، فلم تغره المناصب العليا في الدولة، خاصة وأنه كان جامعياً ويجيد اللغة الانجليزية في مجتمع كان لا يحظى أبناؤه حتى بشهادة الابتدائية حينها، وأصبح تلامذته وزراء وسفراء ومسؤولي دولة، بينما ظل هو ذلك المعلم، الذي علمهم كيف يفكرون بما تناوله معهم ، منطق وفلسفة وأدب وتاريخ، ويقول بافقيه « الأستاذ لم ينجب أبناء لأنه لم يتزوج، ومع ذلك فإن كل تلامذته يشهدون له بأبوته التي شغفوا بحنانها». لكنه ما فتئ أن اشتاق للعلم، والشعور بأن شهادته الجامعية التي تميز بها حينها ليست كافية، فقرر العودة إلى مصر مرة أخرى لمواصلة دراسته العليا، فما إن وصل هناك، حتى جاءته رسالة من مسؤولي الدولة السعودية تفيد بتخييره بين مواصلة الدراسة أو تولي منصب مدير البعثات السعودية عام 1950، فآثر اكمال رغبته في رعاية الأجيال القادمة، وتولى المنصب، وتم تعيينه المراقب الأول على البعثات السعودية في مصر، ومن خلال عمله هذا كما يقول بافقيه (رعى الكثير من الطلبة، وكثير منهم شهدوا بأنه لولا أستاذهم لما أكملوا تعليمهم). المجلد الأول تناول المجلد الأول من المجموعة التي تتألف من سبعة كتب كل الدراسات التي كتبها الاستاذ عبدالله عبد الجبار والتي تناولت التيارات الادبية في قلب الجزيرة العربية والتي تناولت في معيتها دراسة موجزة عن جغرافية قلب الجزيرة العربية وتاريخها الحديث، بينما تناول الفصل الثاني في المجلد الأول فتوحات المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه) ، حيث خصص الاستاذ عبدالله عبدالجبار خمس فصول من دراساته لتناول سيرة الملك عبدالعزيز وانتصاراته التي أسست الدولة السعودية الشامخة، ويمكن تلخيص المبحث الاول الذي تناوله الأستاذ عبدالجبار في دراساته الخاصة بالجزيرة العربية في افتتاحيته التي قال فيها: لما دعاني معهد الدراسات العربية العالية لإلقاء محاضرات عن «التيارات الأدبية الحديثة بقلب الجزيرة»، وجدت نفسي أمام ثلاثة أمور يجب علي أن أحققها: 1- ألفيت المعهد حريصاً أشد الحرص على ان اقوم بدراسة تمهيدية عن حاضر قلب الجزيرة وجغرافيته العامة حتى يتعرف الطلاب إلى البيئة الطبيعية والاجتماعية التي نبت فيها ذلك الأدب، فيكون تصورهم له على أساس قويم سليم. وأكد هذا الحرص أن المعهد لم يكلف احداً بعد من المختصين بإلقاء محاضرات خاصة في هذا الموضوع ، فلم يكن بد من أن استجيب لهذه الرغبة وكان القسم الأول من هذه المحاضرات. 2- حتى إذا انتقلنا إلى الموضوع الأساسي وهو دراسة التيارات الأدبية قامت امامي صعوبة لا بد لي من تذليلها، ذلك أن المتحدث عن التيارات الأدبية في العراق أو لبنان والاقليم الجنوبي أو الاقليم الشمالي من الجمهورية العربية المتحدة، يجد لدى المتحدث إليهم رصيداً من الحقائق والمعلومات والتاريخ الأدبي عن هذه البلاد يستطيع أن يبني عليه دراسته عن تلك التيارات. أما حال الأدب في قلب الجزيرة فيختلف عن ذلك اختلافا بيناً، لأن جمهرة المثقفين والمتأدبين والأساتذة، بل الطلاب- لا يكادون يعرفون عن أدب الجزيرة في العصر الحاضر شيئاً.. فلا بد إذن من إعطاء فكرة عن هذا الادب.. كيف ولد ونشأ وكيف تطور؟ وما هي العوامل التي أثرت فيه فوجهته هذه الوجهة أو تلك؟ وما هي السمات الخاصة، والبصمات المحلية التي تركتها البيئة الطبيعية والبيئة الاجتماعية على صفحاته؟ إلى آخر هذه الألوان من الدرس التي يجب ان يلم بها الطلاب قبل ان نهجم على صميم الموضوع. 3- وبعد ان اجتزت هذه العقبة جابهتني عقبة اخرى وهي المنهج الذي اسير عليه في هذا الموضوع البكر الذي اتاح لي المعهد دراسته مشكوراً. والتماساً للتيسير قسمت البحث الى: (أ) التيارات الأدبية وأثرها في الشعر. (ب) التيارات الأدبية وأثرها في النثر. وبدأت بموضوع الشعر وقسمته بدوره الى ثلاثة تيارات: (1) التيار الواقعي، ومضيت في الدراسة على النحو الذي سترونه في القسم الثاني من هذه المحاضرات. نحن - اذن - امام أدب مجهول يشبه قارة مجهولة، وعلينا قبل ان نستخرج شيئاً من ذخائرها وكنوزها ان ندل على معالمها العامة، وان نضع على جادة الطريق الوعر شارات وصوى تهدى السالكين اليها.. ولم يكن لهذه الحال من سبب الا العزلة التي تعرضت لها الجزيرة العربية لا في العصور المتأخرة فحسب، بل منذ العصر العباسي. فمن المعروف «ان بلاد العرب هي مهد الادب القديم، وفي شمالها ووسطها ظهر الشعر الجاهلي، وفي الحجاز ظهر القرآن، ومن الحجاز ونجد وتهامة انتشرت اللغة العربية وما كانت تحمل من أدب ودين الى بلاد الشرق الأدنى، فغمرت أكثره وظلت موطناً للأدب الخالص طول القرن الأول للهجرة، فكبار الشعراء في العصر الاموي جميعاً من البادية اومن حواضر الحجاز ونجد. الوطنية في دراسات عبدالجبار جانب الوطنية كان من اهم الجوانب التي تناولها الاستاذ عبدالله عبدالجبار في قالب من الأشعار المختلفة التي جادت بها قريحته او قريحة الآخرين من مفكري الوطن العربي ومن أبرز الدراسات تصنيفه للشعر الوطني عندما كتب: (1) الشعر الذي يصف الوطن، وآثاره، وأمجاده ويصور تعلق نفوس الشعراء بأرضه وحنينهم الى رحابه إذا غابوا عنها، لان بها ملاعب صباهم، ومسارح لهوهم، وصبوات شبابهم، وفي بطاحها وسهولها ومرابعها المختلفة رتعت احلامهم، وذكريات ايامهم الحبيبة. ويتناول هذا اللون جميع المشاعر والصور والافكار والآمال التي يثيرها الوطن في نفوسهم بصور عاطفية غير ثائرة، ومن أمثلته قصيدة «بلادي» و»حنين» لاحمد قنديل ويقول في الثانية منهما: بلادي بلادي لا عدمتك موطناً حبيباً الى قلبي ونفسي وخاطري ذكرتك والذكرى من الحب روحه ومن خلجات النفس وحي الضمائر وذكرك في الأحياء همسة واجد وترديد إيماء وقولة عابر ولكنه في مهجتي ودمي هوى سرى - كحياتي فيك مسرى الخواطر وقصيدة «جدة» لحمزة شحاتة التي يعجب بها إخواننا السودانيون أيما إعجاب، ومنها قوله: النهى بين شاطئيك، غريق والهوى فيك، حالم ما يفيق ورؤى الحب في رحابك شتى يستفز الأسير منها الطليق ومعانيك في النفوس الصدي يات إلى ريها المنيع رحيق إيه يا فتنة الحياة لصب عهده في هواك، عهد وثيق سحرته مشابه منك للخل د، ومعنى من حسنه مسروق كم يكر الزمان، متئد الخطْ وِ وغصن الصبا عليك وريق رضِيَ القيد في حماك فؤاد عاش كالطير، دأبه التحليق ما تصبته قبل حبك ياجد دة دنيا بقيدها وعشيق حبذا الأسر في هواك حبيبًا بهوى الفكر والمني ما يضيق (جدتي) أنت عالم الشعر والفت نة يروي مشاعري ويروق تتمشى فيك الخواطر سكرى ما يحس اللصيق منها اللصيق كلها هايم بعالمه المخ مور، يهفو به شذاه العبيق مناداته بالوطنية لمحاربة اليهودية ليس ذلك فحسب، بل كان مؤمنا بالقومية العربية التي كانت تتصاعد اوتارها تلك الفترة، حتى انه قال في كتابه التيارات «وأدعو للوحدة الكبرى، فهي سبيل العرب جميعاً للحرية، وهي المصنع القومي الذي يصنع فيه الثوار والاحرار، وهي الوسيلة التي ندك بها حصون اليهود ونجليهم عن ديارنا الى الأبد»، كان حماسه هذا يتصاعد يوماً بعد يوم، الى ان حلت نكسة 1967، وتلبدت سماء مصر التي كان يعيش بها، بالغيوم السوداء، والشك والريبة من اي شكل من اشكال التجمعات الثقافية، فكان احد ضحاياها حينما تم اعتقاله مع مجموعة من اصدقائه بتهمة تدبير انقلاب سياسي، فقط لأن لديه صالونا ثقافيا كبيرا، يجتمع فيه مثقفون ومفكرون لهم مواقفهم الفكرية والسياسية. الرومانسية في دراسات عبدالجبار لم تكن دراسات الاستاذ عبدالله عبدالجبار بمعزل عن الرومانسية او ما وصفها (بغذاء الروح) حيث خصص جانباً من دراساته لبحث المزاوجة بين الرومانسية والواقعية. واحدث النظريات في الأدب هي المزاوجة بين الواقعية، والرومانسية الجديدة، يقول الشاعر والمؤرخ الصيني «كوموجو» في مجلة «هونكي» (العلم الأحمر): «إن الرومانسية عامة تركز على العواطف، والواقعية على الذكاء ولكن ما دامت الحياة الروحية لكل فرد مزيجاً من العواطف والتفكير فلا يمكن لأحد ان يتمتع بواحدة دون الاخرى، ومن السليم ان نقول إن أغلب الناس يتمتعون بقسط من الروماسنية اكبر ومن الواقعية اقل، في ايام شبابهم فاذا كبروا امكن ان ينقلب الوضع رأسا على عقب، ولذلك فمن المستحيل ان نحلل كاتباً وان نحلل عملاً أدبيا بالطرق الكيماوية في التحليل النوعي والكمي لنحدد النسبة المئوية من الرومانسية والنسبة المئوية من الواقعية، ومن العسير بمكان ان نؤكد ما اذا كان كبار الكتاب في العصور القديمة او الحديثة رومانسيين او واقعيين ولأضرب بعض الامثلة على ذلك. فالشاعر القديم الكبير «شويان» يبدو وكأنه رومانسي: ان ديوانه «لي ساو» وغنائياته التسع قد ركزت تركيزاً اساسياً على خوارق الطبيعة، فهو يتحدث عن ركوب السحاب وقوس قزح والتنين والعنقاء، ويستحث الشمس والقمر والريح والرعد ويتحدث عن التجول بلا نهاية في السماء. وهو يصعد الى الجنة ويعود الى غابر التاريخ ويصعد الى سطح العالم او ينزل قاع بحيرة «تونج تنج» وهو يداعب الكوكب المذنب خارج الفضاء ويشرح الغرام في الغمام.. ان امامنا بكل تأكيد رومانسي مغرق في الرومانسية، ولكن «شويان» لا يقوم باية محاولة ليهرب من الواقع بغرض اشباع رغباته الشخصية او ليبدع فناً للفن، لقد كان يبحث عن مثل اعلى وعن حاكم مثالي لينقذ وطنه وشعبه وليساعد على توحيد الصين في ايامه، لقد كان يبتدئ من مقدمات واقعية ليعود في النهاية الى الواقع، واكثر من ذلك فانه لم يترك صغيرة او كبيرة عن حياته او مماته. وهو يبدي اهتماماً بكل شيء تحت الشمس وان بعض المسائل التي طرحها عن الكون في كتابه « الاحاجي» لم تجد لها جوابا حتى اليوم فلا نستطيع اذن الا ان نوافق على انه كان في نفس الوقت واقعيا. وقد نشر «ماوتسي تونج» في السنوات القليلة الاخيرة تسع عشرة قصيدة بالاسلوب الكلاسيكي، وقد تم الاتفاق الآن على انها اجمل مثل في الصين عن الجمع بين الواقعية والثورية والرومانسية والثورية، ولأصور ذلك أكتفى بأن اورد قصيدة «الخالدين» حيث يقول: ونشرت ربة القمر الوحيدة أكمامها الواسعة لترقص لهذه الارواح الطيبة في السماء اللانهائية، وفجأة جاء النبأ عن هزيمة النمر في الارض، وانهمرت في عيونهم الدموع سيلاً من المطر. إن المحور لهذه القصيدة ليس في تذكر الماضي فحسب ولكن في تمجيد الثورة، ونستطيع ان نستخلص منها ان روح الشهداء الثوريين خالدة» وللشاعر عبدالرحمن المنصور وهو من شعراء نجد قصيدة اسمها «ميلاد إنسان» وهي تجربة ثورية متحررة غلفها بروح رومانسية حزينة وتمضي على النحو الآتي: العيش والمحراث والفأس الثليم، والأرض نزرعها ويحصدها الغريم وكآبة خرساء.. تقضمنا على مر السنين لا فرحة لا بهجة غير الكآبة والأنين والارض تزرعها ويحصدها الغريم رباه! هل نبقى كهذي الساقية عبدالله عبدالجبار * مفكر وأديب وناقد. * من مواليد مكةالمكرمة عام 1338ه الموافق 1919م. * تلقى تعليمه الاولى وحتى الثانوي بالمدرسة العثمانية ومدرسة الفلاح عام 1355 ه الموافق 1937ه، ثم التحق بكلية دار العلوم بمصر وتخرج فيها عام 1359ه الموافق 1940م. * عمل مدرساً في المدرستين تحضير البعثات والمعهد العلمي السعودي، ثم مراقباً عاماً للبعثات بمصر عام 1369ه الموافق 1349ه. * ثم عمل بتدريس اللغة العربية بلندن.. ليعود الى المملكة مستشارا لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، فمستشاراً لشركة تهامة، عمل نائباً لرئيس رابطة الادب الحديث بالقاهرة وكرمته. * حضر مؤتمر الادباء العرب الذي عقد ببغداد عام 1385ه الموافق 1965م. * كرمته الدولة في مهرجان الجنادرية الواحد والعشرين وحصل على وسام من الدرجة الاولى عام 1427ه الموافق 2006م.