بعد مرور أكثر من عام على الجدل الذي صاحب «ملتقى المثقفين السعوديين» في بهو فندق الماريوت في الرياض، عاد ليجمع المثقفين العرب في ذات البهو، الذي لم يستطع بعض مدعي الثقافة السعوديين حينها تحمل وجود الرجل والمرأة على طاولة حوار واحدة، رغم وجود المرأة مع الرجل تحت قبة مجلس الشورى. عاد المثقفون يلتقون في حفلهم السنوي يشربون ذاكرة الثقافة في فناجين القهوة، ويتبادلون أحاديث سبقت الافتتاح الرسمي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 28»، بشكل بعيد عن العُقد، التي يحاول البعض اصطياد (ابتسامة) أنثوية عابرة ليصنع منها حكاية. وشهد بهو الفندق، الذي يقطنه ضيوف المهرجان، أمس تردد مثقفين سعوديين لزيارة ضيوف المهرجان، وتبادل الحديث معهم. ورصدت «الشرق» تجمع مجموعات مختلفة، بعضها مكون من الضيوف فقط، وأخرى من الضيوف وعددٍ من المثقفين. وبرزت بين أحاديث المثقفين في البهو، ملابسات مهرجان تبوك الأول للشعر الخليجي، واستبعاد عبدالله الكناني من إدارة الأندية الأدبية، وعلق أحدهم بأن الاستبعاد شكل «انقلاباً» داخل أروقة الوزارة، وأن الكناني لم يستفد من الدروس السابقة في بعض ممارساته «لفرض سيطرته» على أوضاع الأندية الأدبية. وتذمر بعض الضيوف من عدم وجود خدمة الإنترنت في البهو، وقال أحد الحاضرين إن إيقاف الإنترنت (المجاني) جاء لإبعاد (المتوترين) الذين يرصدون الهواء الذي يستنشقه بعض الضيوف والمثقفين، ويحصون عدد السيدات اللواتي يجلسن في البهو، مشيراً إلى أن أي واحد يحتاج للإنترنت في البهو، فإنه مطالب بدفع رسوم (ثمانين ريالاً)، غير أن هذا الفعل يمكن من معرفة كل ما يكتبه دافع الرسوم على الإنترنت. وينطلق مساء اليوم النشاط الثقافي المصاحب للمهرجان في قاعة مكارم في الفندق، بإقامة ندوة عنوانها «السعودية والتوازن الدولي»، بحضور حشد من المثقفين والسياسيين. ويشارك في الندوة، التي تناقش قضايا الإسلام، الطاقة، والسلام، ويديرها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي، كلٌ من: الدكتور خوزيه ثابتيرو، والدكتور فرانسيس لاماند، من إسبانيا، وباتريك سيل من بريطانيا، ومن المملكة الدكتور نزار مدني، والدكتور عبدالله التركي. مشاهدات * أبدى الضيف الوحيد من سوريا عبداللطيف الأرناؤوط، ومفتي طرابلس في لبنان مالك شعار، ارتياحهما من استقبال الحرس الوطني (منظمة المهرجان) للضيوف، وأعربا عن استغرابهما من غياب مسؤولي وزارة الثقافة والإعلام من الحضور حتى في الفندق للسلام على الضيوف. * انزعج بعض الضيوف من ربط الحصول على خط هاتف نقال بالإقامة أو الهوية الوطنية، ما دفع كثيراً منهم لاستخدام خطوط هواتفهم المحلية للتواصل. * الشاعر يحيى السماوي حضر في البهو منذ الصباح الباكر، مستذكراً الراحل عبدالعزيز التويجري، ونثر قصائد الرثاء والحب بين الأصدقاء الذين اعتاد على لقياهم في هذه المناسبة منذ أكثر من 25 سنة. * غياب واضح لوجوه ثقافية كانت حاضرة في بهو فندق قصر الرياض (مقر سكن ضيوف المهرجان في الأعوام الماضية). * الكاتب السياسي يوسف مكي (الحاضر الأول من المنطقة الشرقية)، علق بأن «الجنادرية» تجمعه كل عام مع أصدقاء العمر، وظل يشرح لرشيد خيوان أن مناخ الكتابة في الصحف لم يعد مجدياً كما في السابق. * الأديب العراقي حسن العلوي ما زال يرقد في مركز القلب في مستشفى الحرس الوطني بسبب الأزمة القلبية التي أصابته قبل أيام من بدء المهرجان. * تحدث عدد من الحضور عن تكرار الوجوه نفسها كل عام، موضحين أن ذلك جعل النشاط المنبري شبه مكرر. ضيف يستخدم جهاز «آيباد» أثناء استراحته في البهو ضيف من جزر القمر يتصفح كتاباً حوار بين ضيوف المهرجان رشيد خيوان ومصطفى القرنة ويوسف مكي في حديث جانبي حوار ثقافي ثلاثي في البهو حسن معوض ومصطفى القرنة يطلعان على برنامج النشاط المنبري