مشعل بن سحمي القحطاني إن مشكلة النقل والمواصلات في مدن المنطقة الشرقية تفاقمت كثيراً في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت معاناة المواطنين والمقيمين منها غير خافية على أحد من المسؤولين أو الإعلاميين، ولا يوجد أحد من الشعب السعودي أو المقيمين فيها إلا ونال قسطه من حرق الأعصاب أو ارتفاع ضغط الدم، نتيجة الاختناقات المرورية التي أضحت لا تطاق، خصوصاً في أوقات الذروة اليومية، وفي عطلة نهاية الأسبوع، والإجازات الرسمية، مع ارتفاع معدل الحوادث والاشتباك بالأيدي، خاصة في بعض الأحيان. وربما يعتقد البعض أن هذا الازدحام غير العادي ناتج عن مشاريع وزارة الشؤون البلدية والقروية أو وزارة النقل، إضافة إلى الكباري والأنفاق التي يتم تنفيذها حالياً في أكثر من طريق وحي ومدينة ومحافظة، إلا أن المشكلة ليست كذلك بالفعل، ومع تسليمنا بأن المشاريع المنفذة حالياً تسهم في زيادة المعاناة حقاً، إلا أنها ليست مسؤولة عن هذا الاختناق الذي لا يحتمل، وعلى الرغم من المبالغ الطائلة التي خصصتها الحكومة لإظهار شوارع وميادين المنطقة الشرقية بالمظهر الذي يضاهي أفضل شوارع وميادين المدن المتطورة في العالم، إلا أن سوء تخطيط وتدبير أمانة المنطقة الشرقية منذ سنوات طويلة أوصل شوارعها ونحن معها إلى هذه الحالة التي نتمنى الخروج منها في أقرب وقت ممكن، وعندما أحمّل أمانة المنطقة الشرقية المسؤولية عن هذا الوضع، فإنني أعي ما أقول، ولعل تقاطع شارع الجزائر مع شارع الملك عبدالله (بين الخُبر والظهران) خير دليل على سوء التخطيط والتنفيذ، فهذا الجسر بكل ملحقاته والمنفذ منذ عدة سنوات لا يزال يعاني من الازدحام الشديد طيلة الوقت، وكأنه إشارة مرور ضوئية، بل ربما الإشارة كانت أفضل، نظراً لضيق مساحته، وعدم قدرته على استيعاب مئات السيارات في وقت واحد، وهذا بالطبع ليس كل شيء، بل إن الأمر يتجاوز الحد المعقول حينما يتعطل السير بسبب حوادث السيارات في أحد الشوارع الرئيسة الأخرى.كل ذلك ليس إلا جزءاً يسيراً من معاناة سكان مدن المنطقة الشرقية مع النقل والمواصلات في شوارع مدنهم التي يدللونها بمنطقة الخير، لأن المشكلة ازدادت سوءاً مع ترامي أطراف المنطقة الشرقية وخروج السكان إلى مناطق بعيدة وأحياء جديدة غرباً بسبب الازدحام السكاني بكل ما يحمله من سلبيات على البيئة والحياة الاجتماعية، وهذا يطرح سؤالاً غاية في الأهمية، فإلى متى سنظل نعاني من أزمات الطرق ومشكلاتها؟!! فالواقع أن المشكلة كبيرة فلا يعقل أن مدينة بحجم وأهمية المنطقة الشرقية لا توجد فيها إلا وسيلة نقل واحدة، إذ من المفترض أن تكون هناك عدة وسائل لنقل الركاب، خصوصاً الموظفين والطلاب، مثل باصات النقل العام، أو المترو على سبيل المثال بطريقة مغايرة تماماً لما هو موجود اليوم، حيث يجب أن تكون على درجة عالية من الجودة تستطيع تلبية ما هو مطلوب منها، وتمثل في الوقت نفسه واجهة حضارية للمملكة.