الزائر للعاصمة الرياض يجد أن الموضوع الأكثر حضورا في حديث الغالبية هناك هو مشكلة الازدحام وتعطل سير الطرق حتى السريعة منها والتذمر من الوقت الطويل الذي يقضونه في كل رحلة يقومون بها بالسيارة؛ وهذه المعاناة وهذا التذمر يحدث لديهم رغم ما يوجد بالرياض من الطرق الفسيحة والمدعوة بالسريعة والعديد من الكباري والأنفاق؛ بالإضافة للعديد من المشاريع التي هي تحت الإنشاء. ولسنا في الكثير من مدن المملكة الرئيسية ومنها حاضرة الدمام ببعيدين عن هذه المعاناة وإن كان حالنا أقل حدة بسبب الطبيعة الجغرافية وعدد السكان. إذا كنا نريد أن نواجه هذا التحدي في مدننا فلابد أن نبدأ من الآن في التخطيط لإطلاق مشاريع نقل عام متطورة لأن إنشاءها سيستغرق سنوات طويلة؛ عل وعسى أن ترى النور قبل أن نغرق وتغرق مدننا في ازدحام لا نستطيع الخروج منه إن معاناة كل مدن العالم الكبيرة بسبب الازدحام وطول الوقت المستغرق للانتقال داخلها هو أمر طبيعي مع توسعها الجغرافي وازدياد مستخدمي طرقها؛ ولكن بعض هذه المدن تتصدى لهذا التحدي الذي تواجهه إذا كانت تمتلك الرؤية الواضحة والناضجة لمستقبلها ومستقبل طرقها بتنظيم وتطوير طرقها ومساراتها وأنظمتها وتستعين بأهم وسائل النقل في كل مدن العالم الكبيرة وهو النقل العام لتخفيف الضغط على شوارعها وطرقها السريعة حيث لا يوجد لديها خيار غير ذلك مهما زادت طرقها واتسعت ومهما أضافت من كبار وأنفاق؛ لأنه بدون النقل العام فإن سيارات النقل الخاص ستزداد بشكل طبيعي بسبب زيادة السكان؛ وبشكل غير طبيعي كما هو لدينا لازدياد عدد السائقين للعوائل وللعمالة بكل أنواعها؛ وأيضا لتأصل ثقافة لدينا بأن السيارات الخاصة تتنقل في الطرقات من وإلى العمل براكب واحد فقط وفي الغالب يكون هو سائقها. أما النقل العام الموجود في مدننا الآن والمتمثل بالباصات العامة والخاصة فقط؛ فإنه لم ينجح ولن ينجح في جذب المواطنين وكذلك شريحة كبيرة من المقيمين في استخدامه للتنقل داخل المدن بسبب سوء خدماته والتي لا تشمل الباصات المستخدمة لديهم فقط. وإذا كنا نريد أن نواجه هذا التحدي في مدننا فلا بد أن نبدأ من الآن في التخطيط لإطلاق مشاريع نقل عام متطورة لأن إنشاءها سيستغرق سنوات طويلة؛ عل وعسى أن ترى النور قبل أن نغرق وتغرق مدننا في ازدحام لا نستطيع الخروج منه. [email protected]