دعا أمين عام مركز الحوار الوطني فيصل بن معمر أكثر من ستين شابا وشابة، خلال لقائه بهم أمس في أكاديمية الحوار والتدريب في الرياض، إلى النظر والتركيز على كل ما هو سلبي في المجتمع لإصلاحه، مبيناً أن لدى المجتمع السعودي قضايا سلبية تحد من قفزته النوعية. وقال بن معمر إن الوقت ليس في صالحنا، لا من الناحية الصحية ولا الاجتماعية، ويكفينا ما أضعناه من وقتنا بغير فائدة في سفاسف الأمور، ويجب أن نحاول جميعاً تحديد المعوقات التي تعوق عملية الإصلاح. وشدد في حديثه على حاجة المجتمع للتعامل مع الثوابت الشرعية والوطنية بشكل سليم من خلال النقاش المحوري، للخروج من من الحلقة المفرغة، التي يدور فيها. وطالب بن معمر بالتركيز على أمور كثيرة تتعلق بالثقافة العامة، وطرح مبادرات تخص تعزيز رسالة المسجد والمدرسة، موضحا ضرورة عدم اختزال جوانب الحياة في أسلوب وتوجه واحد، مبيناً أن على إمام المسجد دور في طرح موضوعات مغايرة عن التقليدية التي تناقش في كل صلاة جمعة، مشيراً إلى أن نقاش الجوانب الثقافية في منابر الجمعة قد تهدف لخدمة الدين أكثر من غيرها من الموضوعات، ومؤكداً عدم حاجة الشباب والمجتمع ككل للتطرف أو التحلل، بل أن يكونوا وسطيين ومعتدلين وأن تكون النفوس جميلة لترى جمال الدنيا. وجاء خطاب بن معمر خلال حضوره ختام ورشة عمل حوارات الشباب «تمكين»، التي حظيت بمناقشة موضوعات خاصة بالرياضة والصحة البدنية والخدمات العامة. وخرجت الورشة، التي عقدت بإشراف اللجنة الشبابية في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، بأكثر من عشر مبادرات رئيسية، سيتم التصويت عليها من خلال موقع مشروع «تمكين» لاختيار مبادرتين أو ثلاث تنضم لسابقاتها التي خرجت من الورشة الأولى التي عقدت في الدمام. وتمحورت المبادرات المطروحة، بشكل عام، على كل ما يهم شريحة الشباب في المجتمع السعودي، وقدم الشباب خمس مبادرات هي: «مرافقنا الرياضية وتطوير مستوى خدماتها الأندية الرياضية»، «المرشد الصحي»، «شد حيلك» لنشر الوعي الصحي بالأماكن العامة، التعليم من خلال الخدمة «متمكن»، و»المشروع الوطني لتدوير الكتاب»، في حين قدمت الشابات ست مبادرات، هي: إعطاء الشباب المهارات اللازمة لسوق العمل «ماهر»، التوعية بالأمراض المزمنة «دراية»، «ساحة الفنون» واستقبال الوافدين في المطارات وتعريفهم بالأنشطة الثقافية في المملكة «نورتونا»، تقديم المساعدات لأهالي الحي «بيت الحي»، إيجاد مراكز متخصصة في الإحياء لذوي الاحتياجات الخاصة «شبابيات». من جانبه، أكد نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السلطان، في كلمته الافتتاحية للورشة، استمرار المركز في عقد ورش مشابهة للوصول إلى أكبر عدد من المبادرات التي ستشكل المبادرات النهائية لمشروع حوارات الشباب «تمكين». يشار إلى أن مشروع حوارات الشباب «تمكين»، يعنى بمبادرات يقوم بتطويرها وإعدادها شباب سعوديون في مناطق المملكة من الجنسين، وبمختلف الأعمار لتعزيز دور الشباب في المشاركة المجتمعية، ويقوم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بدور رئيس في هذا البرنامج، من خلال تنظيم ورش العمل في عدد من مدن المملكة مدعوما بخبراء مختصين للمساهمة في صياغة مبادرات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، كما سيساعد الشباب في تحويل أفكارهم إلى مبادرات عملية ستطرح فيما بعد على الجهات المسؤولة لتبنيها وتفعيلها، وذلك من خلال آليات تطويرية لهذه المبادرات الشبابية يوفرها المركز للشباب المتطوعين.