وحده بشار يعتقد أن مشهداً تمثيلياً لتفجيرٍ في قلب المدينة الأشد عسكرة، سينطلي على العالم ويقنعه ب”لزمة” النظام الدائمة: “نحن في مواجهة مع الإرهابيين”، ولم يكن ذلك لولا حالة الضعف التي بلغها الرئيس بشار ومن حوله من مستشارين صوروا له أن أربع علب من بنك الدم في أي مستشفى وثلاث جثث لضحايا آلة القتل مع قليل من الرماد وأصوات المفرقعات، ستوهم العالم بأن تنظيم القاعدة انتقل إلى قلب دمشق ويستهدف زعيم الممانعة، الذي سيجد العالم متعاطفاً معه في مواجهة خطر ذلك التنظيم. ولأن المخرج، الذي أسندت إليه المهمة لتجهيز مسرح العملية وتثبيت شخوصه لمرور الكاميرا عليها للتوثيق، لم يكن مؤمناً بالتمثيلية والرسالة التي يراد إيصالها، فقد جاءت باهتة ولم تشأ كاميرا التلفزيون الرسمي أن تغفل ما قبل شارة البدء، فأظهرت الاستعدادات في مسرح العمل، مشاهد تثبيت الديكور وبقع الدماء ونقلت بدون قصد شاهد إثبات على أن المشهد كان من حبكة وإخراج النظام المحشور في ثكنة عسكرية اسمها دمشق، وبالتالي تأكد للمتابع أن النظام غير جاد في سلوكه طريق الخروج من الأزمة، ولا يزال يتشبث بأعذار صنعها وآمن بها في خياله السياسي فقط، ولا تجد من يصدقها سوى قناتي المنار والعالم فقط. لذلك جاءت هذه العملية، التي تعيد للأذهان ما قام به وزير الداخلية المصري “حبيب العادلي” آخر فترة مبارك، لتؤكد أن بشاراً يرمي بآخر أوراقه ويستعد بنفسه لإسدال الستارة على مسرحية حزب البعث الممانع.