الرياض خالد الصالح الجاسر: صدّرنا 61 مليار ريال للسياحة الخارجية مقارنة ب 36 ملياراً أنفقت في الداخل أكد أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز ل «الشرق» أن كافة المشاريع التطويرية لمدينة الرياض من طرق ومدن ترفيهية وغيرها مُلزمة بالانتهاء في وقت محدد وسيتم تنفيذها على قدم وساق، وتحت مراقبته الشخصية، وأضاف «الرقابة شديدة ولن نتسامح مع المتأخرين في تنفيذها». وقال في كلمة خلال افتتاح الدورة السادسة لملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2013 الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات أمس الأول، إن الملتقى يقام بالتزامن مع ما تحققه السياحة الوطنية من تطور ملحوظ وإقبال كبير من مختلف شرائح المجتمع السعودي، حيث يتطلع الجميع من السياحة أن تقوم بدورها في نمو العوائد الاقتصادية للمناطق، وتوفير فرص العمل للمواطنين في مناطقهم ومحافظاتهم، وربطهم بحضارة بلادهم العريقة؛ حيث سيتطلع الجميع إلى سياحة داخلية متميزة وموفرة لفرص العمل للمواطنين في مناطقهم ومحافظاتهم، وأضاف «لم تعد السياحة أمراً كمالياً بل أصبحت وسيلة ضرورية ومهمة لتعريف المواطنين بما تزخر به بلادهم من مقومات وإمكانيات طبيعية وحضارية وتراثية، مما يوطد علاقات المجتمع». من جهته، أوضح وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر، أن خطة التنمية التاسعة استهدفت الوصول بالفرص الوظيفية في قطاع السياحة إلى نحو 462 ألف وظيفة، إضافة إلى زيادة فرص التدريب السياحي إلى 245.7 ألف فرصة تدريبية لزيادة فرص عمل السعوديين. وذكر أن إحصاءات منظمة السياحة العالمية لعام 2012 تشير إلى أن عدد الرحلات السياحية العالمية نما بمعدل 4%، ليصل إلى أكثر من مليار رحلة سياحية، مشيرا إلى أن الاقتصادات الناشئة ودول آسيا والباسفيك تستحوذ على الحصة الأكبر من هذا النمو، بينما سجل معدل نمو السياحة في دول الشرق الأوسط قيمة سالبة، قدرها -3% في العام نفسه، وبلغ نصيبها من الرحلات السياحية 53 مليون رحلة بنسبة 5% فقط من إجمالي الرحلات السياحية العالمية، مساوية بذلك إفريقيا ومقارنة ب 535 مليون رحلة سياحية لأوروبا تمثل 51% من عدد الرحلات السياحية في العالم، و233 مليون رحلة سياحية في آسيا تمثل 23% من حجم تلك الرحلات. وعن السياحة محليا، أكد الجاسر أن السعودية تمتلك موارد طبيعية وتراثية متنوعة، مشيراً إلى أن خطة التنمية التاسعة استهدفت الوصول بالفرص الوظيفية في قطاع السياحة إلى نحو 462 ألف وظيفة، إضافة إلى زيادة فرص التدريب السياحي إلى 245.7 ألف فرصة تدريبية لزيادة فرص عمل السعوديين، يضاف إلى ذلك أن التنمية السياحية في السعودية ستؤدي إلى تحقيق هدفين رئيسين من أهداف خطط التنمية، وهما التنويع الاقتصادي والتنمية المتوازنة بين المناطق. وشدد على أن التنمية السياحية التي تنشدها المملكة يجب أن ينتج عنها خفض نسبة الإنفاق على السياحة المغادرة، كون السعودية مصدرة كبيرة للإنفاق السياحي، موضحا أن الإنفاق بلغ 61 مليار ريال في 2011، دون أن يشمل مصاريف النقل الدولي، مرتفعا من 28 مليارا في عام 2009، مقارنة ب 36 مليار ريال، يتم إنفاقها على السياحة المحلية في نفس العام. وبين الجاسر أن نسب الإنفاق على الرحلات السياحية إلى خارج المملكة، بحسب الغرض من الرحلة، يشير إلى أن نسبة النجاح الأكبر من السياح المغادرين للمملكة، وبنسبة 38.8%، يقومون بهذه الرحلات لقضاء أوقات العطلات والفراغ. وأضاف أن المملكة بحاجة إلى توفير مناشط سياحية تجذب جميع السكان بمن فيهم المقيمين، حتى تستطيع خفض حجم التحويلات الضخمة إلى خارج المملكة، وذلك من خلال إنفاق جزء مقدر من هذه التحويلات على السياحة داخل السعودية، مما يسهم في إعادة توازن بند الخدمات والتحويلات في ميزان المدفوعات، الذي سجل عجزاً بنحو 250 مليار ريال في 2011، على الرغم من أن الفائض الذي سجله ميزان الحساب الجاري في نفس العام بمبلغ وقدره 594 مليار ريال. أما رئيس مجلس الغرف السعودية المهندس عبدالله المبطي، فذكر أن متوسط معدل النمو السنوي الذي حققه القطاع السياحي خلال السنوات الخمس الماضية، والبالغ نحو 3.2% لا يرتقي إلى طموحات القطاع الخاص، مؤملاً أن يصل نمو هذا القطاع إلى المستويات العالمية البالغة 9.5%، وأضاف «نرى أن ذلك يمكن أن يتحقق عن طريق توظيف كافة المقومات السياحية والاقتصادية والبشرية بالإضافة إلى الدعم المالي، وقيام الشركاء بأدوارهم، إلى جانب الحاجة لزيادة استثمارات القطاع الخاص في الأنشطة السياحية خاصة في المناطق الأقل نمواً». من جهته، عبر رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان عن شعوره بالتفاؤل في عصر جديد تتسارع فيه التنمية السياحية ويتنامى فيه اهتمام المواطن بالسياحة والتراث الوطني. ونوه بما أصدرته الدولة منذ ملتقى العام الماضي من قرارات لتطوير السياحة الوطنية وتحويلها إلى قطاع اقتصادي منتج وموفر كبير لفرص العمل للمواطنين. الأمير سلطان بن سلمان ملقياً كلمته خلال الحفل