افتتح الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، مساء أمس الأحد، الدورة السادسة لملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2013م الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، بحضور الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز نائب أمير منطقة الرياض نائب رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة. وكان في استقبال أمير منطقة الرياض لدى وصوله مقر الحفل الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والأمير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية، والأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن محافظ الدرعية، والأمير بندر بن سعود بن محمد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية، وأمين منطقة الرياض المهندس عبد الله بن عبد الرحمن المقبل.
وبُدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بآيات من الذكر الحكيم، ثم ألقى وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر، كلمة أكّد فيها أن خطة التنمية التاسعة استهدفت الوصول بالفرص الوظيفية في قطاع السياحة إلى نحو 462 ألف وظيفة، إضافة إلى زيادة فرص التدريب السياحي إلى 245 ألف فرصة تدريبية لزيادة فرص عمل السعوديين، مشيراً إلى أن التنمية السياحية التي تنشدها المملكة يجب أن ينتج عنها خفض نسبة الإنفاق على السياحة المغادرة، كون المملكة مصدراً كبيراً للإنفاق السياحي، موضحاً أن الإنفاق بلغ 61 مليار ريال في 2011، دون أن تشمل مصروفات النقل الدولي، مرتفعاً من 28 ملياراً عام 2009، مقارنة ب 36 مليار ريال يتم إنفاقها على السياحة المحلية في العام نفسه.
وبيّن أن إحصائيات منظمة السياحة العالمية لعام 2012م تشير إلى أن عدد الرحلات السياحية العالمية نما بمعدل 4 في المائة، ليصل إلى أكثر من بليون رحلة سياحية، مشيراً إلى أن الاقتصادات الناشئة ودول آسيا والباسفيك تستحوذ على الحصة الأكبر من هذا النمو، بينما سجّل معدل نمو السياحة في دول الشرق الأوسط قيمة سالبة قدرها (-3) في المائة في العام نفسه، وبلغ نصيبها من الرحلات السياحية 53 مليون رحلة بنسبة 5 في المائة فقط من إجمالي الرحلات السياحية العالمية، مساوية بذلك لإفريقيا، ومقارنة ب 535 مليون رحلة سياحية لأوروبا تمثل 51 في المائة من عدد الرحلات السياحية في العالم، و233 مليون رحلة سياحية في آسيا تمثل 23 في المائة من حجم تلك الرحلات، مما يؤكد أهمية تطوير وتفعيل سياسة التنمية السياحية في الدول العربية والمملكة على وجه الخصوص. وعن السياحة في المملكة، أوضح وزير الاقتصاد والتخطيط أن المملكة تمتلك موارد طبيعية وتراثية متنوعة، ومرافق سياحية متعددة، وبنية أساسية جيدة تستطيع المساهمة في قطاع السياحة وبالتالي دعم الناتج المحلي الإجمالي وتوفير الفرص الوظيفية، بالإضافة إلى رفع نسب توطين الوظائف، مبيناً أن التنمية السياحية في المملكة ستؤدي إلى تحقيق هدفيْن رئيسيْن من أهداف خطط التنمية وهما التنويع الاقتصادي والتنمية المتوازنة بين المناطق.
وفي ختام حديثه، طالب الدكتور محمد الجاسر بدراسة الظروف الجاذبة للمواطنين والمقيمين للقيام بالرحلات السياحية داخل البلاد بدلاً من الاتجاه نحو الخارج، إضافة إلى تحليل الظروف وتهيئتها محلياً، ما يؤدي إلى جني ثمار التنمية السياحية. عقب ذلك ألقى رئيس مجلس الغرف السعودية المهندس عبد الله بن سعيد المبطي، كلمة أشاد فيها بالملتقى الذي يعد أهم الملتقيات الاقتصادية، مؤكداً أن الهيئة العامة للسياحة والآثار حقّقت نجاحات ملموسة وما زالت تحتاج إلى مزيد من الدعم والشراكة من القطاعات كافة في المملكة، حتى يؤدي الشركاء دورهم، مبيّناً أن الجميع يعلم أن الهيئة هي أول مَن أدخل مفهوم الشركاء في المملكة، وكل ما قدّم من دعم لها جاء بمكاسب للقطاع السياحي والوطن، وتعاظم معه العائد على الاستثمار، مشدّداً على أن ما يُنفق على القطاع السياحي ليس هدراً، بل عائد استثماري مجدٍ. ثم شاهد الحضور فيلماً وثائقياً عن السياحة السعودية.
بعد ذلك ألقى الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، كلمة عبّر فيها عن تفاؤله بعصر جديد تتسارع فيه التنمية السياحية ويتنامى فيه اهتمام المواطن بالسياحة والتراث الوطني.
وقال: "أنا اليوم أشعر بتفاؤل كبير جداً، ودعوني أفتتح هذا الملتقى بالتفاؤل وأستطيع أن أقول كرئيس مجلس إدارة الهيئة، إننا متفائلون ومستشرفون عصراً جديداً تتسارع فيه التنمية السياحية ويتنامى فيه اهتمام المواطن بالتراث، الذي بدأ حقيقة ينتقل انتقالاً كاملاً نحو الاهتمام بهذا التراث والوعي بأن هذا البلد لا يقوم فقط على آبار نفط ولكن يقوم على ملحمة تاريخية قامت عليها حضارات وتأسست عليها وحدة عظيمة نعيشها اليوم بحمد الله وننعم تحت ظلها".
ونوّه سموه بما أصدرته الدولة منذ ملتقى العام الماضي من قرارات لتطوير السياحة الوطنية وتحويلها إلى قطاع اقتصادي منتج, وموفر كبير لفرص العمل للمواطنين، عاداً سموه صدور هذه القرارات المهمة في عام واحد يؤكد ما يلقاه تطوير السياحة الوطنية، والاستثمار السياحي، والآثار والمتاحف، والتراث الوطني، وبرامج التدريب المتخصّصة للمواطنين من دعم متواصل من الدولة.
وأضاف: إن قطاع السياحة مصنّف أساساً من قطاعات الخدمات، ولذلك هو أيضاً مصنّف القطاع الأول إذا لم يكن أحد القطاعات الثلاثة الأولى في العالم من حيث إنتاج فرص العمل، ويصنف على أنه قطاع اقتصادي قبل كل شيء، ولذلك عندما قامت الدولة بإطلاق هذا القطاع الجديد رأت رؤية سديدة بأن يصبح هذا القطاع قطاعاً اقتصادياً مهماً وأساسياً في الاقتصاد الوطني.
وأكد أن السياحة الوطنية لم تعد فقط مهمة اقتصادية بل مهمة اجتماعية وأمنية وسياسية، وقال: "اليوم نحن من مهامنا وإن كانت مهمتنا اقتصادية فهي أيضاً اجتماعية وسياسية وأمنية، واستقرار المواطن في وطنه جزء من تحقيق الأمن الوطني، ومعرفة المواطن بمناطق بلاده وهذه الإنجازات الهائلة المغيبة عن شريحة كبيرة جداً من المواطنين.
بعد ذلك ألقى راعي الحفل الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، كلمة أكّد فيها أن هذا الملتقى يُقام بالتزامن مع ما تحققه السياحة الوطنية من تطورٍ ملحوظٍ وإقبالٍ كبيرٍ من مختلف شرائح المجتمع السعودي، وذلك في ظل رعاية واهتمام كبيرين من قيادة هذه البلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظهما الله - حيث يتطلع الجميع من السياحة إلى أن تقوم بدورها في نمو العوائد الاقتصادية للمناطق، وتوفير فرص العمل للمواطنين في مناطقهم ومحافظاتهم، وربطهم بحضارة بلادهم العريقة.
وفي ختام الحفل كرّم سموه الشركات والجهات الراعية للملتقى، ومن ضمنها صحيفة "سبق"، لرعايتها الإعلامية للمناسبة، وتسلّم درع التكريم المدير العام ورئيس التحرير المكلف علي الحازمي.
بعدها انتقل سمو راعي الحفل إلى المعرض المصاحب للملتقى حيث افتتح سموه المعرض الذي يُقام على مساحة أكثر من 11 ألف متر مربع بزيادة 20 % عن مساحة المعرض في ملتقى العام الماضي، بمشاركة 162 شركة وجهة من شركات السفر والسياحة، إضافة إلى الأمانات ومجالس التنمية السياحية. تجدر الإشارة إلى مشاركة صحيفة "سبق" بجناحٍ مجهزٍ تقنياً في الملتقى يبرز مساهمتها في دعم مسارات السياحة الداخلية من خلال ما تقدّمه في رابط "سبق السياحية".
يُذكر أن الملتقى الذي يحمل عنوان "قضايا في التجربة السياحية المتكاملة" يشتمل على أربع جلسات علمية، وثماني ورش عمل، إضافة إلى يوم الاستثمار السياحي الذي يُقام في الهيئة العامة للاستثمار، ويوم وكالات السفر الذي يضم ثلاث ورش عمل بمشاركة مختصّين من (الأياتا) ووكالات السفر المحلية.
وسيشهد الملتقى حفل توزيع جوائز التميُّز السياحي السعودي (للعام الثالث) برعاية سمو رئيس الهيئة، ويتم فيه الإعلان عن أبرز وأفضل الشركات والمؤسسات العاملة في مجالات السياحة والسفر.
ويُقام في المعرض جناح متخصّص بعنوان (السعودية عشها تكتشفها) يحتوي على مجموعةٍ متنوعةٍ من العروض التي تعكس الأنماط والمقومات البحرية، والصحراوية، والزراعية للمملكة، كما يقام في ستة مواقع لعرض الحرف اليدوية من مناطق المملكة.
وينظم الملتقى عدداً من الرحلات السياحية للمشاركين والزائرين تشمل رحلات يومية لعددٍ من المعالم الحضارية والتاريخية في الرياض، إضافة إلى رحلة لقرية أشيقر التراثية، ورحلة برية (سفاري)، كما ينظم برنامجاً لاستضافة المستثمرين ومنظمي الرحلات ووكالات السفر الخليجية لتعريفهم بالوجهات السياحية المحلية وتسهيل التقائهم بنظرائهم في المملكة.