حفرالباطن – مساعد الدهمشي، فهد الجلعودي شباب يدفنون المركبة بسبب قِطَع اللحم. العطيشان ينقل تعازي أمير الشرقية ونائبه لذوي المفقودين. شيَّعت جموع من المواطنين ظهر أمس، في حفر الباطن، ستةً من عائلة دغيم الشمري، بينهم «عروس القيصومة» التي كانت تستعدُّ لحفل زفافها اليوم في مدينة الرياض قبل أن توافيَها المنيَّةُ في حادث مروِّع راحت ضحيته مع خمسة من أفراد عائلتها «أمها وأخوها محمد وأختاها وابن أختها الطفل بندر». وتوافد أكثر من ألفي مُصلٍّ للصلاة على العائلة في جامع الراجحي بمحافظة حفر الباطن، قبل مواراة أجسادهم الثرى في مقبرة الشهداء، وحضرت جموعٌ غفيرةٌ شاركت في مراسم الدفن والعزاء، وامتلأ منزل العائلة في حي (الشركة) بالقيصومة بجموع المُعزِّين، ونُصِبَت خيمة العزاء. وأدَّى محافظ حفر الباطن، عبدالمحسن العطيشان، واجب العزاء، وقال في تصريح ل»الشرق»: نحمد الله على قضائه وقدره، ونسأل الله أن يتغمد الفقداء برحمته وأن يسكنهم الجنَّة، وحضرنا اليوم لتقديم واجب العزاء ونقل التعازي لذوي الفقداء، ومواساتهم في فاجعتهم، ونقل تعازي أمير المنطقة الشرقية، سعود بن نايف ونائبه، وبعد ذلك غادر العطيشان مراسم العزاء وودع ذوي المتوفين. «الشرق» قدمت واجب العزاء، وشاهدت حضوراً غفيراً من الأهالي ووجهاء وأعيان القيصومة وحفرالباطن، وسط خيام خُصِّصَت للعزاء، فيما قام رئيس محاكم محافظة حفرالباطن، فضيلة الشيخ سليمان الثنيان، بتقديم العزاء لذوي الفقداء، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد مثواهم الجنة. وفتحت الحادثة، الباب على مصراعيه حول ضرورة إيجاد حل عاجل وسريع للتحويلات التي أزهقت عديداً من الأرواح على طريق «الموت»، بحسب ما وصفه البعض، نظير وجود أكثر من 16 تحويلة في طريق لا يتجاوز طوله 275 كم بين حفرالباطن والنعيرية. في حين أكَّد مدير فرع النقل والمواصلات في حفرالباطن نهار البوعينين أنَّ سبب كثرة التحويلات تعود لرغبة الوزارة في سرعة إنجاز هذا الطريق ضمن الخطة المرسومة لمعالجة الطريق من أبوحدرية وحتى رفحاء. فيما أكَّد خبير في السلامة المرورية أنَّ سائقي التريلات قد وضعوا «التأمين الشامل» نُصبَ أعين مرتادي الطرق السريعة، ولا يبالون لتجاوزهم السرعة الزائدة، وهذا ما جعلهم يتوسطون الطريق السريع، خاصة على الطريق المزدوج، والوصلات المتهالكة، كي لا يحدث ضرر على شاحناتهم. وقال مدير مرور محافظة حفر الباطن، المقدم ماطر خالد الحميداني، ل»الشرق» إنَّ السبب في الحوادث المرورية هو السرعة الزائدة والتجاوز غير النظامي، مشيراً إلى أنَّ الطريق الذي وقع عليه الحادث عليه ملاحظة تأخر أكثر من اللازم، وأنه لا يحتمل أن يكون مساراً، مبيناً أن الشاحنات تسير بشكل كثيف على طريق الشرقية – حفر الباطن، باتجاهها إلى حفر الباطن ومناطق الشمال. ولفت الحميداني إلى وجود منطقة في حدود 20 كيلو متراً غير مُغطاة من أمن الطرق، وهي من مفرق الدبية إلى الصداوي، مبيناً أنه لابد أن يغطيها أمن طرق السعيرة أو حفرالباطن، وأنَّ هذه المنطقة يكثر بها الحوداث، وهي بالقرب من مفرق السفاينة، وأشار إلى أنه لابد من وزارة النقل التعجيل في الطريق، تفادياً لوقوع حوادث. وتشير المعلومات التي حصلت عليها «الشرق» أنَّ والد المتوفين دغيم الشمري بقي له خمسة من الأبناء، أكبرهم مشرف، وهو طالب مبتعث لنيوزيلندا، ونهار وحمود وسعود وأحمد، في حين كان ابنه المتوفى «محمد» هو أصغر أبنائه، وكان قد فرغ قبل أسابيع من المستوى الثامن في جامعة حائل. وبيَّن إمام مسجد الحي «مسجد طارق بن زياد في حي الشركة بالقيصومة» عبدالعزيز لطام المطيري أنَّ العائلة كان معروفاً عنها الخير والصلاح، وكان الشاب محمد قد أخبرني قبل خمسة أيام بأن شركة (سابك) اختارته للعمل لديها بعد فراغه من جامعة حائل، وكان من المتفوقين على دفعته، مشيراً إلى أن عدداً من الشباب قد قام عصر أمس بدفن هيكل السيارة التي كانت تقلُّ العائلة أخذاً بفتوى أحد المشايخ بسبب وجود لحم متقطع في السيارة التي كانت تقلهم.. وقد تمَّ دفن السيارة في الصحراء. آلاف المواطنين يشيعون جثمان عروس القيصومة وعائلتها دفن الجثامين أمس (الشرق) المركبة التي كانت تقل العائلة بقي منها هيكلها وفستان الزفاق العطيشان بجانب دغيم الشمري خلال العزاء