حصلت المعارضة السورية على مقعد دمشق في القمة العربية التي تستضيفها الدوحة اليوم الثلاثاء، على أن يرأس وفدها الرئيس المستقيل للائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب، إلا أن الانقسامات الداخلية للمعارضة تلقي بظلالها على الإنجاز المعنوي الكبير الذي تحققه. وقال ممثل المعارضة السورية لدى قطر نزار الحراكي، أمس الإثنين، إن رئيس الائتلاف المعارض الذي قدم استقالته الأحد «سيمثل سوريا» في القمة العربية في الدوحة على رأس وفد من ثمانية أشخاص، وذلك في سابقة منذ تعليق عضوية دمشق في نوفمبر 2011. وأضاف الحراكي أن «الشيخ معاذ سيجلس على المقعد المخصص لسوريا في قمة الدوحة، حيث سيرأس الوفد الذي يضم ثمانية أشخاص بينهم هيتو»، في إشارة إلى «رئيس الحكومة» المؤقتة للائتلاف غسان هيتو. بدوره، كتب الخطيب على موقعه الإلكتروني «بعد التوكل على الله والاستخارة الشرعية والاستشارة لعديد من الثقات قرَّرت إلقاء كلمة باسم الشعب السوري في مؤتمر الدوحة»، وأضاف «هذا أمر لا علاقة له بالاستقالة التي ستناقش لاحقاً». وكان مسؤول رفيع المستوى في جامعة الدول العربية أعلن في وقت سابق منح مقعد سوريا في الجامعة للمعارضة عشية قمة الدوحة. وكان الائتلاف المعارض أعلن الأحد تلقيه دعوة للمشاركة في قمة الدوحة، وتوجَّهت الأنظار إلى رئيس حكومته المؤقتة غسان هيتو ليرأس الوفد. وتابع المسؤول في الجامعة العربية أنه «تمت دعوة المعارضة للمشاركة في القمة لأن هناك توصية من وزراء الخارجية بحضور المعارضة في القمة بالشكل والتمثيل الذي تراه مناسباً». ولم يتخذ وزراء الخارجية الذين اجتمعوا في الدوحة الأحد، قراراً حول المشاركة السورية في القمة العربية، فيما أبدت العراق والجزائر تحفظات حيال منح مقعد سوريا للمعارضة، كما نأى لبنان بنفسه عن القرار. وبحسب الحراكي، فإن الوفد السوري «يضم رئيس المجلس الوطني جورج صبرة، ونائب رئيس الائتلاف سهير الأتاسي». وقال إن «استقالة الخطيب لم يتم قبولها، ولايزال رئيساً للائتلاف، وهي ليست لها علاقة بالقمة، إنما هي رسالة إلى الزعماء العرب لما بعد القمة وما سيقدمه المجتمع الدولي». وفيما يبدو رداً على تقارير إعلامية أكدت وجود خلاف بين هيتو والخطيب، أشار الحراكي إلى أن ما بين الرجلين «هو اختلاف في وجهات النظر وليس خلافاً». وخلط إعلان استقالة الخطيب الأوراق ملقياً بظلاله على الملف السوري في القمة، كما أثار شكوكاً حول قدرة المعارضة السورية على اقتناص فرصة الجلوس في مقعد دمشق في الجامعة العربية، وهو أمر يكرس قطيعة نهائية بين العرب والنظام السوري. وكان تسعة من أعضاء الائتلاف المعارض علَّقوا عضويتهم غداة اختيار هيتو لمنصب رئيس الوزراء المؤقت. وتشكل الائتلاف إثر ضغوط من دول غربية وعربية الخريف الماضي في الدوحة لجمع السياسيين المناوئين للرئيس السوري بشار الأسد، لكن الانقسامات سرعان ما دبت في الكيان الوليد بعد فترة وجيزة من الوئام. وتتعاظم في نفس الوقت المخاوف الغربية من الدور المتزايد للإسلاميين المتطرفين في المعارك الدائرة على الأرض، لاسيما دور جبهة النصرة الديناميكية التي تعدّها واشنطن مجموعة إرهابية. وفي المقابل، يشعر الائتلاف المعارض بالخيبة إزاء الوعود الدولية المتكررة له، والتي لم تفِ بها القوى الكبرى، خصوصاً على مستوى التسليح.