تحتضن السواحل البحرية لمنطقة عسير هذه الأيام أهالي قمم جبال السروات الهاربين من صقيع الأجواء الباردة إلى دفء السواحل البكر، ويشهد طريق عقبة ضلع الرابط بين قمم الجبال والسواحل كثافة مرورية عالية، كما تشهد المنتجعات والوحدات السكنية ارتفاعاً كبيراً في الأسعار، حيث بلغ سعر الوحدة السكنية ذات المسابح الداخلية ثمانمائة ريال لليوم، فيما قفزت أسعار الشاليهات المطلة على البحر إلى أكثر من ألف ومائتي ريال لليوم الواحد. وتشهد الشواطئ إقبالاً كبيراً من الأسر والعائلات الذين فضلوا قضاء العطلة بين أحضان سواحل عسير، بالرغم من قلة الخدمات والاستثمارات، كما تشهد المنطقة تخييماً على الشواطئ ليوم ويومين في ظل غلاء أسعار الوحدات السكنية. يقول علي سعيد الأحمري إنه اختار قضاء عطلة الأسبوع مع أسرته على شاطئ المعجز في الحريضة، هرباً من برودة الجو في مدينة أبها، وقال “نستمتع بوقتنا على الشاطئ من خلال السباحة والتنزه والاستمتاع بأجواء البحر، إلا أن ما يزعجنا ارتفاع سعر الوحدات السكنية، وغياب الخدمات على الساحل. وتحدث المواطن فهد عبدالله الشهراني بقوله “وصلنا إلى سواحل عسير في محافظة القحمة للاستمتاع بالأجواء الجميلة والرائعة، بعد أن هربنا من درجة الحرارة المنخفضة في محافظة خميس مشيط، ليستمتع الأطفال باللعب في شاطئ البحر”، وأشار إلى أن ما دفعه لذلك الطبيعة البكر الموجودة على الساحل، مطالباً بضرورة تفعيل أنشطة جذب سياحية في المنطقة، مثل الدبابات البحرية وتنظيم الرحلات البحرية، وأشار إلى أن ارتفاع الوحدات السكنية على الشاطئ مبالغ فيها، حيث اضطر لاستئجار وحدة سكنية بمبلغ ألف ريال عن اليوم الواحد. من جهته، أوضح قائد قطاع حرس الحدود في القحمة العميد الركن عبده السيد، أن وحدة البحث والإنقاذ في قطاع القحمة موجودة على الشواطئ على مدار الساعة عبر ست دوريات بحرية، تراقب الأوضاع على الشواطئ، وأكد أن طواقمها على كفاءة عالية من التدريب والقدرة، مشيراً إلى إنقاذ ست حالات من الغرق خلال شهر محرم الماضي، فيما لم تسجل أي حالة وفاة، بالإضافة إلى وجود سيارات البحث والإنقاذ في عدد من المواقع المجهزة بكامل المعدات لمواجهة أي طارئ قد يحدث، وإرشاد مرتادي الشواطئ عبر وضع لوحات إرشادية في عدد من المواقع التي يسمح فيها بالسباحة والمواقع التي تحظر فيها السباحة. وقال العميد السيد إن إدارته تحضر حالياً لمعرض أسبوع السلامة البحرية المصاحب لانطلاق مهرجان ساحل عسير الشتوي، الذي من المقرر أن ينطلق تزامناً مع إجازة منتصف العام الدراسي، ويعرض معدات وتجهيزات حرس الحدود، وما وصلت إليه من تطور مستمر، إضافة إلى طباعة مطويات ونشرات توعوية، تستهدف تثقيف المواطنين والأسر الموجودة على سواحل عسير، إلى جانب تقديم هدايا مثل القمصان والقبعات التي كتبت عليها عبارات إرشادية وتوعوية.وأفاد السيد أن المعرض يعد الخامس على التوالي الذي ينظمه حرس الحدود في قطاع القحمة، مؤكداً أنه خلال السنوات الأربع الماضية “آتى ثماره”. وأوضح أمين منطقة عسير المهندس إبراهيم بن محمد الخليل أن هناك تطويراً للمناطق الساحلية في عسير، حيث اعتمد مبلغ قدره ثمانون مليون ريال في ميزانية هذا العام، لتطوير السواحل وتنفيذ عدد من المشروعات. من جهته، كشف محافظ محايل محمد بن سبرة، عن استعدادات المحافظة وجميع مراكزها الساحلية منذ وقت مبكر لمهرجان محايل الشتوي، والذي يحمل عنوان (محايل أدفا)، الذي ينطلق يوم الثالث والعشرين من شهر صفر الجاري، ويشهد في يومه الثاني ماراثونا يشارك فيه نحو عشرة آلاف متسابق من مدارس تعليم محايل والجهات الأخرى، إضافة إلى فعاليات وأنشطة متنوعة تستهدف الأسرة والشباب، منها مهرجان التسوق وأنشطة ثقافية. جولات أمنية لخفر السواحل