ومرة أخرى: حين يقرأ العربيُّ رُبعَ صفحةٍ في السّنة! وبعد التقارير التي تحاول أن تؤكّد على أن أمة اقرأ لا تقرأ، تأتي دراسة محلّية بعنوان: «واقع القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية» أشرف عليها د. عثمان الصيني، وقام بها فريق علميّ، ونشرتها المجلة العربية 2012م. ولماذا كلّ هذا الاهتمام بالدراسة؟! الدراسة (مسحيّة، ميدانيّة) وُزِّعَت فيها أكثر من 12 ألف استبانة، وهي دراسة (علميّة)، (مُحكّمة)، حتّى أنّها ذكرت بالتفصيل (ماذا يقرأ المجتمع السعودي، والوقت المستغرق للقراءة الحرّة يومياً) وهذا ما نحتاجه. كان من أهمّ نتائج الدراسة: «يتّخذ ما يزيد على 33% من أفراد المجتمع السعودي من القراءة الحرة نشاطاً يوميّاً». وغيرها من النتائج المهمّة. الدراسة أتت على جانب بالغ الأهمّية، فيما نحتاجه من بحث لمشكلة أو ظاهرة معينة، بواسطة المسح والقياس، فيما الجانب الأكثر أهمّيّة، هو مناقشة التقارير الأخرى والبحوث المتعلقة بأيّ قضية، وتفنيدها أو إثباتها.. مثل قضية معدّلات القراءة في العالم العربي. أما مسألة مواجهة المنظمات ومناقشة تقاريرها، فهذه المسألة أكبر مني، وأتركها لدكتورنا حمزة المزيني صاحب الخبرة الأكاديمية والبحثية؛ والذي أرجوه أن يسعفنا ببحثه المسألة. فهو قد عُرف عنه شغفه بالبحث عن المعلومة الموثّقة.. والرّد على كلّ من يطير بأيّ معلومة دون استناد! ** من المؤسف- الذي لم يُحبِط د. عثمان وفريق العمل- أنّ كثيراً من مُردّدي شعار «أمّة اقرأ لا تقرأ» لن يلتفتوا لهذه الدراسة؛ فهم يبحثون عن المثير فقط وإن كان كاذباً! دراسةٌ علميّة مُحكّمة وتفاصيلها دقيقة بالكاد احتوتها 300 صفحة، ليست بالتأكيد كمعلومة تستقيها من تقرير صحفيّ في ربع صفحة.